تاريخ النشر: 2025-01-15
لا شك أن الحصول على جلد صحي وسليم يعد من الأمور الأساسية التي يسعى إليها الجميع. ومع ذلك، قد يتعرض البعض لحوادث تؤدي إلى فقدان جزء من جلدهم لأسباب مختلفة، مما قد يسبب لهم شعورًا بفقدان الثقة بالنفس ومعاناة نفسية. لذا، تعتبر عملية ترقيع الجلد أو زراعة الجلد هي الحل الأمثل في هذه الحالات. في المقال التالي، سنستعرض فى دليلى ميديكال جميع التفاصيل المتعلقة بهذه العملية، عزيزي القارئ.
عادةً ما تستغرق عملية ترميم الجلد من 28 إلى 42 يوماً عند البالغين حتى يتم الشفاء الكامل، حيث يحدث تجديد للجلد خلال هذه الفترة. وتجدر الإشارة إلى أن سرعة تجديد الجلد قد تتأثر بعدة عوامل، مثل العمر والحالة الصحية العامة.
يمكن أن تفشل عملية ترقيع الجلد لأسباب متعددة، مثل العدوى أو تراكم الدم والسوائل تحت الجلد المزروع. في حال حدوث ذلك، قد يقترح الطبيب إعادة إجراء عملية ترقيع الجلد، أو يمكن أن يتم تضميد الجرح بانتظام وتركه ليشفى بشكل طبيعي وببطء.
يُنصح بتجنب الاستحمام لمدة أسبوعين بعد إجراء ترقيع الجلد. خلال الأسبوعين التاليين، يُفضل عدم تعرض الجلد للماء لأكثر من خمس دقائق. يمكن استخدام صابون لطيف مع شطفه جيداً، ثم تجفيف المنطقة برفق باستخدام منشفة ناعمة.
ترقيع الجلد هو إجراء جراحي يهدف إلى تحسين مظهر البشرة من خلال إزالة الخطوط والندوب وآثار الحروق.
تختلف فترة الشفاء من شخص لآخر وتعتمد على حجم المنطقة المتضررة وموقع الترقيع، ولكن عادةً ما تستغرق العملية بضعة أسابيع حتى تكتمل.
قد تظهر ندوب طفيفة بعد الترقيع، ولكن مع اتباع المريض للإجراءات اللازمة للعناية بالجروح، يمكن أن يتلاشى مظهر هذه الندوب مع مرور الوقت.
عادةً ما تكون عمليات ترقيع الجلد مناسبة لمعظم مشاكل الجلد، ولكن هناك بعض الحالات الاستثنائية التي يجب أخذها بعين الاعتبار. يُفضل استشارة طبيب مختص لتحديد ما إذا كانت هذه التقنية مناسبة لحالة المريض المحددة.
كما هو الحال مع العديد من العمليات الجراحية، يتم اللجوء إلى ترقيع الجلد لأسباب محددة، حيث يقرر الطبيب إجراء زراعة الجلد في الحالات التالية:
• التعرض لحروق شديدة وعميقة.
• وجود شقوق أو جروح مفتوحة.
• الإصابة بإصابات جلدية ناتجة عن أمراض معينة، مثل التقرحات أو العدوى التي لم تلتئم بشكل جيد.
• الإصابة بسرطان الجلد، مما يستدعي إجراء جراحة لإزالة الورم.
إذا كنت تتناول أدوية معينة، مثل الأسبرين، يجب عليك إبلاغ طبيبك، حيث يمكن أن تتفاعل هذه الأدوية مع مكونات الدم وتسبب مشاكل، مثل الجلطات. عادةً ما يطلب منك الطبيب التوقف عن تناول هذه الأدوية أو تعديل الجرعة قبل إجراء الجراحة.
كما يُنصح بالتوقف عن التدخين، لأنه يقلل من فرص الشفاء.
قد يطلب منك طبيبك أيضًا الصيام عن الطعام والشراب بدءًا من منتصف الليل، لتجنب المضاعفات المفاجئة أثناء الجراحة، مثل القيء أو الاختناق.
تتشابه السديلة الجلدية بشكل كبير مع الرقعة الجلدية، لكن أثناء إجراء جراحة السديلة، يتم أيضًا زراعة الدهون والعضلات، حيث يتم توصيل الجلد السليم جراحيًا بأوعية دموية، مما يضمن حصول السديلة على تدفق دم خاص بها. تسهم هذه التقنية في تسريع عملية الشفاء وتقليل الندبات.
عادةً ما يستخدم الأطباء جلدًا سليمًا مأخوذًا من جسم المريض نفسه، وتعرف هذه العملية باسم "الطعم الذاتي". في بعض الحالات، قد لا يتوفر ما يكفي من الجلد السليم في جسم المريض لإجراء هذا النوع من الترقيع، وفي هذه الحالة قد يضطر الطبيب إلى أخذ الجلد من جثة، مما يعرف بـ "الطعم الخيفي". كما يمكن استخدام جلد الحيوان، ويطلق عليه "الطعم الأجنبي"، وعادةً ما يكون هذا النوع من الطعوم مؤقتًا، حيث يهدف إلى تغطية الجلد التالف حتى يشفى الجرح أو ينمو لدى الشخص ما يكفي من الجلد السليم لاستخدامه في الطعم الدائم.
توجد ثلاثة أنواع رئيسية من عمليات ترقيع الجلد، وهي كالتالي:
**ترقيع الجلد الرقيق (STSG)**في هذا الإجراء، يقوم الطبيب بأخذ الطعم من الطبقة العليا للجلد (البشرة) مع جزء من الطبقة الثانية (الأدمة). يُستخدم هذا النوع عادة لتغطية مناطق واسعة من الجلد التالف أو المفقود. غالبًا ما يتم أخذ الجلد السليم من الفخذ أو أسفل البطن أو الظهر، وتلتئم المنطقة التي تم أخذ الجلد منها بشكل طبيعي خلال أسبوع إلى أسبوعين.
**ترقيع الجلد ذي السماكة الكاملة (FTSG)**في هذا النوع، يقوم الطبيب بأخذ الطعم من الطبقتين العلوية والسفلية للجلد بالكامل لزرعه. يستغرق الشفاء وقتًا أطول مقارنةً بترقيع الجلد ذي السماكة الجزئية، نظرًا لأن الجلد المزروع يكون أكثر سمكًا. يفضل الأطباء استخدام ترقيع الجلد ذي السماكة الكاملة في المناطق التي لا تغطيها الملابس عادة، مثل الوجه. يتم أخذ الجلد السليم من منطقة الفخذ أو الذراع أو الترقوة، ثم يتم إغلاق الجرح في منطقة التبرع على الفور.
***الطعوم المركبة**خلال هذه العملية، يقوم الأطباء بزراعة الجلد مع الغضاريف أو الأنسجة الرخوة الأخرى. وتساعد الطعوم المركبة في إصلاح الأضرار التي تصيب الأنف وأطراف الأصابع والأذنين.
يحتاج الأطفال الذين يتعرضون لحروق شديدة إلى رعاية خاصة نظرًا لحساسية بشرتهم ونموهم المستمر. تعتبر عمليات ترقيع الجلد بعد الحروق ضرورية ليس فقط لأسباب تجميلية، بل أيضًا لتحسين وظائف الجلد ومنع حدوث مضاعفات مثل التقلصات الجلدية أو تشوهات النمو.
**الإصابات والجروح العميقة:**تُستخدم عمليات ترقيع الجلد أيضًا في حالات الحوادث، مثل حوادث السير أو الجروح الناتجة عن الآلات الحادة، حيث تؤدي هذه الإصابات إلى فقدان أجزاء من الجلد، مما يستدعي إجراء ترقيع لاستعادة وظائف الجلد وتفادي المضاعفات.
كما يتم اللجوء إلى ترقيع الجلد بعد إجراء عمليات جراحية كبيرة، مثل إزالة الأورام أو إصلاح الأنسجة التالفة.
.** القرحات والتشوهات الجلدية**:
- **القرحات الجلدية المزمنة**: مثل قرحة الضغط أو القرحة الناتجة عن مرض السكري، حيث تؤدي هذه الحالات إلى تآكل الجلد وظهور جروح مفتوحة تتطلب ترقيعًا.
- **التشوهات الخلقية أو المرضية**: بعض الأمراض الجلدية أو الحالات الخلقية قد تؤدي إلى تشوهات أو فقدان في الجلد، مما يستدعي إجراء ترقيع لتحسين المظهر ووظائف الجلد.
.** بعد استئصال الأورام**:
- **إزالة الأورام الجلدية**: عقب استئصال الأورام الكبيرة، قد تؤدي العملية إلى فقدان جزء كبير من الجلد، مما يتطلب ترقيعًا لإعادة بناء المنطقة المتضررة.
** الإصابات الرياضية أو العسكرية**:
يمكن أن تؤدي إصابات الحرب أو الرياضة إلى فقدان أجزاء من الجلد نتيجة للجروح العميقة أو الإصابات الناتجة عن المتفجرات أو الأسلحة، مما يتطلب إجراء ترقيع للجلد.
**الأمراض الجلدية المزمنة**:
تشمل الأمراض مثل الأكزيما المزمنة أو الصدفية، التي تسبب تلفًا واسعًا في الجلد وقد تستدعي استخدام ترقيع الجلد في الحالات الشديدة.
**توقيت إجراء عملية ترقيع الجلد**:
يتحدد توقيت إجراء العملية بناءً على حالة المريض وشدة الإصابة. في حالات الحروق الشديدة أو الإصابات، يتم إجراء ترقيع الجلد بعد أن تستقر حالة المريض بشكل كافٍ، وقبل ظهور أي مضاعفات مثل العدوى. في بعض الأحيان، قد يتم تأجيل العملية لضمان أن المنطقة المصابة جاهزة لاستقبال الجلد المزروع، مما يسهم في نجاح العملية.
تتضمن مخاطر التخدير ما يلي:
- ردود فعل تحسسية تجاه الأدوية
- مشاكل في التنفس
- نزيف أو جلطات دموية أو عدوى
أما مخاطر الجراحة فتشمل:
- الألم المزمن (نادراً ما يحدث)
- النزيف
- العدوى
- فقدان الجلد المزروع (عدم التئام الطعوم أو التئامها ببطء)
- انخفاض أو فقدان الإحساس في الجلد أو زيادة الحساسية
- التندب
- عدم انتظام سطح الجلد
- تغير لون الجلد
تتنوع أساليب معالجة آثار عمليات الترقيع، ومن أبرزها:
**استخدام مستحضرات التجميل** توجد مستحضرات تجميل مخصصة لتغطية وإخفاء آثار الجلد الناتجة عن بعض الأمراض الجلدية أو العمليات الجراحية. وغالبًا ما تُعتبر هذه المستحضرات وسيلة فعالة من وسائل معالجة آثار عمليات الترقيع، خاصةً في منطقة الوجه.
**العلاج بالليزر** يُستخدم الليزر بعدة تقنيات لعلاج آثار عمليات الترقيع، حيث يهدف هذا العلاج إلى تحسين مظهر الندبات أو إزالة تصبغات الجلد المرتبطة بها.تشمل أنواع العلاج بالليزر ما يلي:
. **الليزر الوعائي**يعمل الليزر الوعائي على تقليص الأوعية الدموية التي تغذي المناطق المتضررة من الجلد، مما يساهم في تقليل ظهور التلونات الحمراء. ومن المهم الإشارة إلى أن هذا العلاج يتم دون الحاجة إلى استخدام المخدرات.
. **ليزر تجديد تسطح الجلد**تُستخدم نوعان من الليزر في عملية تجديد تسطح الجلد، وهما ليزر ثاني أكسيد الكربون وليزر إيربيوم. يُستخدم ليزر ثاني أكسيد الكربون لعلاج الندبات العميقة، بينما يُفضل استخدام ليزر إيربيوم للندبات السطحية، خاصةً لدى أصحاب البشرة الداكنة.
**السيليكون**يعتبر السيليكون إحدى الطرق الفعالة لعلاج آثار عمليات الترقيع، خصوصًا الندبات التضخمية أو ندبات الجدرة. يتم استخدام صفائح أو جل السيليكون لتخفيف هذه الندبات.
يتم تطبيق صفائح أو جل السيليكون على الآثار لمدة 12 ساعة يوميًا، وذلك لمدة لا تقل عن 3 أشهر.
ومن الجدير بالذكر أن السيليكون قد يساعد في تخفيف الشعور بالحكة المرتبطة بالندبات، ولكن يجب تجنب استخدامه على الجروح المفتوحة.
**الستيرويدات**تُستخدم الستيرويدات لعلاج ندبات الجدرة والندبات التضخمية، إما من خلال تطبيقها موضعيًا مباشرة على الندبات أو عبر حقنها.
تساعد الستيرويدات في تقليل حجم الندبات وتخفيف الاحمرار والحكة والحرقة المرتبطة بها.
تتم عملية الحقن عن طريق إدخال الستيرويدات تحت الجلد على ثلاث جلسات، حيث يُفصل بين كل جلسة وأخرى فترة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع. يمكن أن يستمر العلاج لعدة أشهر إذا لوحظ تحسن في حالة الندبات.
أما العلاج الموضعي، فيتم باستخدام أشرطة ستيرويدية تُطبق على المنطقة المصابة لمدة 12 ساعة يوميًا.
**العلاج بالتبريد**يشمل العلاج بالتبريد معالجة آثار عمليات الترقيع عن طريق تجميد ندبات الجدرة باستخدام النيتروجين السائل. يمكن أن يسهم هذا العلاج في تقليل حجم الندبات ومنعها من التوسع، خاصة إذا تم استخدامه في المراحل المبكرة من تكون الندبات.تزداد فعالية العلاج بالتبريد عند دمجه مع حقن الستيرويدات لعلاج آثار عمليات الترقيع.
**المواد المالئة*يمكن استخدام المواد المالئة مثل الكولاجين وغيرها لعلاج بعض الندبات الغائرة الناتجة عن عمليات الترقيع. ومع ذلك، غالبًا ما تكون هذه الطريقة مكلفة وغير دائمة، حيث تتطلب تكرار العملية عدة مرات للحفاظ على النتائج.
**وخز الجلد**يتمثل علاج وخز الجلد في استخدام جهاز مزود بإبر صغيرة يتم دحرجته على سطح الجلد بشكل متكرر، مما يسهم في تحسين مظهر الجلد الخارجي.
**العلاج بالضغط**يستخدم العلاج بالضغط لعلاج ندبات الجدرة الكبيرة التي قد تظهر بعد عمليات الترقيع، وذلك من خلال ارتداء ضمادات مرنة مطاطية على منطقة الندبة على مدار الساعة لمدة تتراوح بين 4 إلى 6 أشهر.
يمكن أيضًا استخدام صفائح أو جل السيليكون مع العلاج بالضغط لتحسين مظهر الندبات على المدى الطويل.
**الجراحة**إذا لم تنجح العلاجات السابقة في تحسين آثار عمليات الترقيع، يتم اللجوء إلى الجراحة، التي تتضمن استئصال الندبات أو تسحيج الجلد.
تهدف الجراحة إلى جعل الندبات تبدو أكثر طبيعية أو تقليل وضوحها، بالإضافة إلى فك بعض الندبات الموجودة عند المفاصل لتسهيل الحركة.
**العلاج بالأشعة**يمكن الاستعانة بالعلاج بالأشعة كإجراء مكمل للجراحة بهدف تقليل احتمالية ظهور ندبات الجدرة مرة أخرى في المستقبل.
تتطلب عملية ترقيع الجلد عادةً العناية بموقعين: موقع التبرع وموقع الطعم. سيقوم الطبيب بمراقبة علامات العدوى لضمان الشفاء السليم في كلا الموقعين. بعد الجراحة، قد يحتاج المريض للبقاء في المستشفى لمدة تصل إلى أسبوعين، وذلك يعتمد على نوع الجراحة التي أجريت. من المهم اتباع تعليمات الطبيب حتى بعد العودة إلى المنزل، وقد تشمل هذه التعليمات:
- **تغطية الجروح:** يجب عليك استشارة الطبيب حول المدة التي يجب أن تبقى فيها الضمادة، وما إذا كان يمكن تبليلها، وعدد مرات تغييرها. قد يوصي الطبيب باستخدام كريم الصبار أو كريم مضاد حيوي.
- **حماية الجرح:** تجنب الأنشطة البدنية التي قد تؤثر سلبًا على الطعم أثناء فترة الشفاء، وابتعد عن التمارين الشاقة لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع.
- **تناول الأدوية لتخفيف الألم:** قد يصف لك الطبيب بعض المسكنات لتخفيف الألم بعد العملية، بالإضافة إلى أدوية أخرى للمساعدة في تقليل الالتهاب أو منع العدوى.
- **زيارات المتابعة:** من الضروري أن يقوم الطبيب بفحص الجلد ومتابعة عملية الشفاء لضمان التعافي بشكل سليم. قد يوصي أيضًا ببرنامج للعلاج الطبيعي لتحسين مرونة الجلد ومنع تراكم الأنسجة.
**تنظيف الجرح:** يُفضل تنظيف الجرح بلطف باستخدام ماء دافئ وصابون. يجب التأكد من تجفيف الجرح جيدًا دون تحريك الترقيع.
**تطبيق المواد المضادة للالتهابات:** يُنصح بوضع مرهم مضاد للالتهابات على الجرح بانتظام، وفقًا لتوجيهات الطبيب.
**حماية الجلد من الشمس:** ينبغي تغطية الترقيع بضمادة أو ارتداء ملابس تحمي الجلد من التعرض المباشر لأشعة الشمس.
**تفادي التوتر والإصابات:** يُستحسن تجنب أي نشاط شاق قد يزيد الضغط أو يؤثر على الترقيع، مثل ممارسة الرياضة المكثفة أو رفع الأثقال.
**الحفاظ على التغذية والهضم الجيد:** يُوصى بتناول غذاء صحي ومتوازن وشرب الكمية الكافية من الماء لدعم عملية شفاء الجلد.
**عدم تقشير أو حك الجلد المرقع:** يجب تجنب حك الجلد المرقع أو محاولة إزالته يدويًا، حيث إن ذلك قد يتسبب في تلف الترقيع ويؤخر عملية الشفاء.