تُعرف ظاهرة التعرق أثناء تناول الطعام طبيًا باسم التعرق الذوقي (gustatory sweating) أو متلازمة فراي (Frey Syndrome). يعاني الأشخاص الذين لديهم هذه الحالة من التعرق أثناء أو بعد تناول الطعام، خاصة بعد تناول الأطعمة الساخنة أو التوابل، نتيجة الارتفاع الطبيعي في درجة حرارة الجسم. يُعتبر التعرق المفرط بعد تناول الطعام مشكلة مزعجة للكثيرين، حيث يسبب إحراجًا في الأماكن العامة. كما قد يشير إلى وجود مشكلة صحية تحتاج إلى علاج. في دليلى ميديكال السطور التالية، سنستعرض أسباب التعرق بعد تناول الطعام وفقًا لما ذكره موقعنا.

**كيف يحدث التعرق؟**

يتم إنتاج العرق بواسطة الغدد الموجودة في الطبقة العميقة من الجلد، المعروفة بالأدمة. توجد هذه الغدد في جميع أنحاء الجسم، لكنها تتواجد بكثرة في مناطق مثل الجبهة، والإبطين، والكفين، وأخمص القدمين، وفقًا لدائرة الصحة في ولاية فيكتوريا الأسترالية. يتكون العرق بشكل أساسي من الماء، ولكنه يحتوي أيضًا على بعض الأملاح. الوظيفة الرئيسية للعرق هي تنظيم درجة حرارة الجسم، حيث يساهم تبخر الماء الموجود فيه في تبريد سطح الجلد. بالإضافة إلى ذلك، يساعد العرق في تحسين القبضة عن طريق ترطيب راحة اليد قليلاً.

**هل للعرق الناتج عن تناول الطعام والشراب رائحة؟**

بعض الأطعمة قد تسبب رائحة للجسم، مثل البصل، والثوم، والأطعمة الغنية بالتوابل، ومنتجات الألبان.

**هل يعتبر التعرق أثناء تناول الطعام حالة صحية خطيرة؟**

في الواقع، لا يُعتبر التعرق أثناء تناول الطعام حالة صحية خطيرة، لكنه قد يؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية والتفاعل الاجتماعي. عدم وجود حل فعال لهذه المشكلة قد يجعل الشخص يشعر بالقلق والتوتر، خاصةً في المواقف الاجتماعية. لذلك، يلجأ الكثيرون إلى حقن البوتكس كوسيلة للتخلص من هذه الحالة وآثارها.

لماذا يحدث التعرق أثناء تناول الطعام؟

يمكن أن يحدث التعرق الذوقي لأسباب متنوعة، منها:

- تلف الأعصاب **عند تناول الطعام، قد يظهر احمرار في الوجه وتعرق نتيجة لتلف العصب الأذني الصدغي، أو بسبب حالات مرضية مثل القوباء المنطقية

- جراحة الرأس أو الرقبة**يُعتبر تاريخ إجراء جراحة في منطقة الرأس أو الرقبة من الأسباب الشائعة للتعرق الذوقي. يُعتقد أن جراحة الغدة النكفية قد تتسبب في تلف الأعصاب المجاورة بشكل غير مقصود، مما يؤدي إلى إرسال إشارات عصبية مختلطة، مثل تلك المتعلقة بالتعرق.عادةً ما ينتج جسمنا المزيد من اللعاب أثناء تناول الطعام. ولكن في حالة تلف أعصاب الغدد النكفية، قد يبدأ الجسم في التعرق بدلاً من إفراز اللعاب.

### - تناول غذاء غني بالبروتين **يمكن أن يحدث ما يُعرف بتعرق اللحوم، وهو التعرق المفرط الذي يحدث بعد تناول وجبات غنية بالبروتين، وليس اللحوم فقط. لذا، فإن تحقيق توازن في تناول البروتين ضمن النظام الغذائي أو تقليل الكميات المتناولة على فترات متكررة قد يساعد في تقليل نوبات التعرق هذه.

### الأطعمة الحارة**تُعتبر الأطعمة الحارة من الأسباب الرئيسية للتعرق أثناء تناول الطعام. فعند تناول الفلفل الحار أو الأطعمة الغنية بالتوابل، يستجيب الجسم بزيادة درجة حرارته، مما يحفز الغدد العرقية على إفراز العرق بهدف تبريد الجسم.

### متلازمة فراي (التعرق الذوقي)**تحدث هذه المتلازمة عندما يتم تحفيز الغدد العرقية نتيجة تناول الطعام أو حتى مجرد التفكير فيه. يكون هذا النوع من التعرق أكثر شيوعًا في منطقة الوجه والعنق، وقد يكون ناتجًا عن جراحة أو إصابة في الأعصاب المحيطة بالغدد اللعابية.

### الأطعمة الحمضية والمشروبات الساخنة**يمكن أن تزيد الأطعمة الحمضية مثل الليمون والخل، بالإضافة إلى المشروبات الساخنة مثل الشاي والقهوة، من احتمالية التعرق أثناء تناول الطعام. هذه المواد قد تؤدي إلى تحفيز الغدد العرقية بشكل غير مباشر.

**تلف الأعصاب السكري**يعاني الأشخاص المصابون باعتلال الأعصاب اللاإرادي السكري، وهو أحد مضاعفات مرض السكري التي تؤدي إلى تلف الأعصاب، من التعرق في مناطق مثل الجبين والوجه وفروة الرأس والرقبة بعد تناول الطعام، وخاصة عند تناول الجبن.لا توجد مشكلة في الغدد العرقية نفسها، بل تكمن المشكلة في الآلية التي تتحكم فيها. في هذه الحالة، تكون هذه الآلية نشطة، مما يؤدي إلى تحفيز الأعصاب لإنتاج العرق حتى في غياب الحاجة لذلك.

**متلازمة المبيض المتعدد الكيسات**تعتبر متلازمة تكيس المبايض حالة شائعة تؤثر على وظيفة المبيضين. العديد من الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة لا يدركون أنهم مصابون بها؛ حيث أظهرت إحدى الدراسات أن حوالي 70% من المصابين لم يتم تشخيصهم.على الرغم من اسمها، فإن المبيض المتعدد الكيسات لا يحتوي على أكياس حقيقية، بل يحتوي على أكياس غير مكتملة النمو يصل حجمها إلى 8 مم حيث تتطور البويضات، ولكن نادرًا ما يتم إطلاقها. ونتيجة لعدم حدوث الإباضة، قد تتغير مستويات الهرمونات، مما يؤدي إلى إنتاج المبيضين كميات أقل من هرمون البروجسترون وزيادة في الأندروجينات.يمكن أن يحدث فرط التعرق (أو التعرق المفرط) بعد نشاط غير قلبي وعائي.

**كوليبريلا**هذا هو إعادة تنشيط فيروس الحماق النطاقي، الذي يسبب جدري الماء. يمكن أن يؤدي إلى ظهور طفح جلدي مؤلم، وعندما يظهر هذا الطفح على الوجه، قد يتسبب في تلف الأعصاب، مما يؤدي إلى حالة تعرف بالتعرق الذوقي.تُعرف هذه الحالة أيضًا باسم فرط التعرق الثانوي. من المحتمل أن تشعر بالتعرق على جانبي وجهك، بالإضافة إلى رقبتك وصدرك. قد تحدث هذه الاستجابة عند تناول الطعام أو حتى مجرد التفكير فيه.يشمل علاج الهربس النطاقي استخدام أدوية مضادات الفيروسات، لذا يُفضل استشارة طبيبك إذا كنت تعاني من هذه الأعراض.

**أعراض التعرق أثناء تناول الطعام**

إذا كنت تعاني من التعرق بشكل متكرر أثناء تناول الطعام أو إذا كان هذا الأمر يثير قلقك، يُفضل استشارة طبيب لتقييم حالتك بدقة واستبعاد أي مشاكل صحية محتملة.

- تعرق شديد في الوجه والرقبة أثناء أو بعد تناول الطعام.

- احمرار في الوجه.

- شعور بالحرارة في مناطق معينة من الوجه.

**تشخيص متلازمة فراي**

عادةً ما يتم تشخيص التعرق أثناء تناول الطعام، المعروف باسم متلازمة فراي، من خلال الفحص السريري العادي لدى الطبيب. كما يمكن استخدام اختبار خاص يُعرف باختبار "اليود والنشا"، حيث يتم تطبيق اليود على منطقة واسعة من جانب الوجه، وبعد أن يجف، يتم وضع كمية من النشا. وعندما يتعرق المريض أثناء تناول نوع معين من الأطعمة المحفزة، تتحول هذه المنطقة إلى اللون الأسود أو البني أو الأزرق.

**طرق للتخلص من التعرق أثناء تناول الطعام**

1. **تجنب الأطعمة المحفزة**: حاول الابتعاد عن الأطعمة الحارة والتوابل التي قد تزيد من التعرق.

2. **استشارة طبية**: إذا كان التعرق مفرطًا ومستمرًا، من المهم استشارة طبيب لمناقشة خيارات العلاج المتاحة، مثل استخدام مضادات التعرق القوية أو الأدوية.

3. **حقن البوتوكس**: في بعض الحالات، قد يقترح الطبيب استخدام حقن البوتوكس في المناطق المتأثرة لتقليل التعرق.

4. **التدخل الجراحي**: في الحالات الشديدة، قد يكون من الضروري إجراء عملية جراحية لعلاج السبب الجذري للتعرق.

5. **العناية بالنظافة الشخصية**: استخدم منتجات العناية بالبشرة التي تساعد في التحكم في التعرق.

أدوية لمعالجة التعرق أثناء تناول الطعام:

- مراهم موضعية تحتوي على مضادات الكولين مثل السكوبولامين والغليكوبيرولات.

- مزيلات عرق للاستخدام الموضعي.

- كلونيدين.

- حقن توكسين البوتولينوم. 

**علاج تعرق الوجه الشديد بالأعشاب والطرق الطبيعية**

. **الشاي الأخضر** يُعتبر شرب الشاي الأخضر وسيلة فعالة لتقليل تعرق الوجه، حيث يحتوي على نسبة مرتفعة من مضادات الأكسدة.

**. الميرمية**تُعتبر الميرمية علاجًا فعالًا للتحكم في تعرق الوجه المفرط، حيث يُساهم تناولها في تضييق الغدد العرقية بفضل احتوائها على حمض التانيك. كما تُساعد الميرمية في تقليل نمو البكتيريا نظرًا لخصائصها المضادة للبكتيريا.

**. عشبة القمح**تحتوي عشبة القمح على مجموعة من الفيتامينات التي تساهم في تقليل التعرق المفرط، ومن بين هذه الفيتامينات: فيتامين ج، فيتامين ب12، وفيتامين ب6.

**. بندق الساحرة**تُعتبر عشبة بندق الساحرة من الأعشاب الطبيعية الفعالة في تقليل التعرق المفرط، حيث تُستخدم كعلاج قابض للمسام ومضاد للعرق.

**. عشبة الشزندرة الصينية**تُعرف عشبة الشزندرة أيضًا بعشبة الليمون الصينية، وتلعب دورًا في تخفيف تعرق الوجه الشديد.

. عشبة كوهوش السوداء (Black cohosh)**تُستخدم عشبة كوهوش السوداء لتخفيف أعراض انقطاع الطمث، بما في ذلك تقليل التعرق المفرط.

 عشبة الناردين (Valerian)**تُعرف أيضًا بجذر فاليريان أو عشبة حشيشة الهر، وتُستخدم كعلاج طبيعي فعال لتخفيف أعراض تعرق الوجه الشديد.

. العرن المثقوب (Perforate St John's wort)**تُعرف عشبة العرن المثقوب أيضًا بنبتة القديس يوحنا، وتُستخدم لعلاج فرط التعرق الناتج عن التغيرات الهرمونية أو القلق.

 الخل الطبيعي**يُعتبر الخل الطبيعي من الوسائل الطبيعية الفعالة لتخفيف تعرق الوجه الشديد، حيث يعمل على قتل البكتيريا المتواجدة، وتجفيف البشرة بلطف، وإغلاق المسام.

 عصير الطماطم**يُعتبر عصير الطماطم فعالًا في خفض درجة حرارة الجسم الداخلية وتقليص حجم المسامات، مما يساهم في تقليل وإبطاء التعرق المفرط.

. نشا الذرة وصودا الخبز**يساعد كل من نشا الذرة وصودا الخبز في تقليل والتحكم في تعرق الوجه المفرط، بفضل قدرتهما على امتصاص الرطوبة.

. الزيوت الأساسية**تُعتبر العديد من الزيوت الأساسية مفيدة في معالجة تعرق الوجه المفرط، نظرًا لاحتوائها على خصائص مضادة للبكتيريا، كما أنها تساهم في تضييق مسامات الجلد. من أبرز الزيوت المستخدمة في هذا السياق: زيت شجرة الشاي وزيت جوز الهند.