أسباب وعلامات نقص التروية الدماغية وطرق العلاج

تاريخ النشر: 2024-12-04

أسباب وعلامات نقص التروية الدماغية وطرق العلاج

نقص التروية الدماغية يعني عدم تدفق الدم إلى أحد أعضاء الجسم. وبالتالي، تُعتبر نوبة نقص التروية العابرة مشكلة مؤقتة في الدماغ ناتجة عن انخفاض تدفق الدم إلى جزء معين منه. على الرغم من أن نوبة نقص التروية العابرة تشبه السكتة الدماغية، إلا أنها قد تكون علامة تحذيرية لسكتة محتملة في المستقبل. في دليلى ميديكال هذه المقالة، سنستعرض موضوع نقص التروية الدماغية، ونتعرف على أسبابه وطرق علاجه بدون جراحة.

**ما هو نقص التروية الدماغية؟**

نقص التروية الدماغية، المعروف أيضًا بنقص تروية الدماغ، هو حالة تحدث عندما يكون هناك تدفق غير كافٍ للدم إلى الدماغ، مما يؤثر على عمليات الأيض. هذا النقص يؤدي إلى تقليل إمدادات الأكسجين، مما قد يتسبب في موت أنسجة المخ أو حدوث احتشاء دماغي أو سكتة دماغية إقفارية.

**أسباب نقص التروية الدماغية**

توجد عدة عوامل قد تسهم في نقص تروية الدماغ، منها:

- **تصلب الشرايين** يعتبر تصلب الشرايين، الذي يتمثل في تراكم الدهون داخل الشرايين، من الأسباب الرئيسية لنقص تروية الدماغ. حيث يؤدي تكوّن اللويحات إلى تضييق تجويف الشرايين، مما يعيق تدفق الدم إلى الدماغ.

- **الجلطات والانسدادات** يمكن أن تتشكل جلطات الدم داخل الشرايين التي تغذي الدماغ، مما يعرقل تدفق الدم. كما أن الانسداد الناتج عن انتقال الجلطة إلى الدماغ يمكن أن يؤدي أيضًا إلى نقص التروية.

- **انخفاض ضغط الدم** قد يؤدي انخفاض ضغط الدم الحاد إلى تقليل تدفق الدم إلى الدماغ، مما يسبب نقص التروية. ويمكن أن تنجم هذه الحالة عن السكتة القلبية أو الصدمة أو النزيف الحاد.

- **تشريح الشرايين** يمكن أن تؤدي التمزقات في جدران الشرايين إلى مشاكل في تدفق الدم، مما يسهم في نقص التروية الدماغية.

**ما هي أسباب نقص تروية الدماغ؟**

توجد عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بنقص تروية الدماغ، منها:

- وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب.

- ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار (LDL) في الدم.

- الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.

- انسداد الشريان السباتي الذي يغذي الدماغ نتيجة تراكم الدهون على جدرانه، مما يؤدي إلى تقليل تدفق الدم.

- الإصابة بفقر الدم المنجلي، حيث تأخذ خلايا الدم الحمراء شكلًا هلاليًا، مما يزيد من احتمالية تكوين جلطات دموية بشكل أسرع.

- السمنة.

- التدخين المفرط.

- وجود أورام في المخ تضغط على الشرايين السباتية، مما يقلل من تدفق الدم.

**هل يؤدي نقص تروية الدماغ إلى فقدان الذاكرة؟**

نقص تروية الدماغ يؤثر على الوظائف العقلية، مما يسبب ضعف القدرة على الكلام وفهمه، وفي الحالات المتقدمة قد يؤدي إلى فقدان الذاكرة. تختلف شدة فقدان الذاكرة من شخص لآخر، ويكون كبار السن أكثر عرضة للإصابة بفقدان الذاكرة الحاد

هل يؤدي نقص تروية الدماغ إلى مضاعفات للمريض؟

يمكن أن يتسبب ضعف تروية الدماغ في حدوث مضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجها بشكل مناسب، ومن أبرز هذه المضاعفات:

- الإعاقة الجسدية (الشلل).

- الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب والقلق.

- مشكلات في التحدث والإدراك.

- سلس البول والبراز.

**أنواع نقص التروية الدماغية**

**نقص التروية الدماغية البؤري** يحدث نقص التروية الدماغية البؤري عندما تسد جلطة دموية الأوعية الدموية في الدماغ. هذا النوع من الإقفار يقلل من تدفق الدم إلى منطقة معينة، مما يزيد من خطر موت الخلايا في تلك المنطقة. يمكن أن يكون السبب وراء ذلك إما جلطة دموية أو انسداد.

**نقص التروية الدماغية العالمية** يحدث نقص التروية الدماغية العالمية عندما يتوقف تدفق الدم إلى الدماغ أو ينخفض بشكل كبير. وغالبًا ما يكون هذا نتيجة للسكتة القلبية. إذا تم استعادة الدورة الدموية بشكل كافٍ في فترة زمنية قصيرة، فقد تكون الأعراض مؤقتة. ومع ذلك، إذا تأخر استعادة تدفق الدم لفترة طويلة، فقد يتسبب ذلك في تلف دائم للدماغ. في حين أن ضخ الدم قد يكون ضروريًا لحماية أكبر قدر ممكن من نسيج الدماغ، إلا أنه قد يؤدي أيضًا إلى إصابات أو تلف ناتج عن استعادة إمدادات الدم إلى الأنسجة التي تعاني من نقص الأكسجين.

كيف يؤثر نقص تروية الدماغ على حياة المريض؟

يؤثر نقص تروية الدماغ بشكل سلبي على حياة المريض، حيث يرافقه مجموعة من الأعراض التي تعيق قدرته على ممارسة حياته بشكل طبيعي، ومن هذه الأعراض:

- فقدان الإحساس في أحد جانبي الجسم.

- فقدان الرؤية في إحدى العينين أو كليهما.

- الرؤية المزدوجة.

- فقدان الوعي.

- اضطراب في توازن الجسم.

- صعوبة في التحدث والبلع.

- تنميل في بعض أجزاء الجسم، خاصةً الذراعين.

- صداع مفاجئ يزداد سوءًا مع مرور الوقت.

- ارتخاء جفن العين.

- سلس البول، مما يعني فقدان القدرة على التحكم في عضلات المثانة.

ما هي مضاعفات نقص التروية الدماغية؟

تتوقف شدة المضاعفات واحتمالية استمرار أعراض نقص التروية الدماغية على مدة ضعف التروية التي تعرض لها الدماغ، مما يؤثر على حجم الضرر الذي يلحق بالخلايا الدماغية.

وفيما يلي أبرز المضاعفات المحتملة لنقص التروية الدماغية:

- فقدان القدرة على التحكم ببعض أجزاء الجسم أو حدوث شلل، وغالبًا ما يكون ذلك في جانب واحد من الجسم أو الوجه، وقد يصاحب ذلك ألم أو خدر في تلك المناطق.

- التأثير على قدرة الشخص على التحدث بوضوح وفهم الكلام، بالإضافة إلى صعوبة في الأكل وبلع الطعام. يُنصح بمراجعة أخصائي علاج طبيعي وأخصائي نطق لتأهيل المريض في حال حدوث ضرر دائم نتيجة نقص التروية الدماغية.

- فقدان الذاكرة وصعوبة في التركيز، مما يؤثر على قدرة المريض على اتخاذ القرارات وفهم الكلام الموجه إليه.

- عدم القدرة على التحكم بالمشاعر، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للاكتئاب والعزلة.

- فقدان القدرة على القيام بالأعمال المنزلية أو العناية الشخصية والاهتمام بالنفس.

**تشخيص نقص التروية الدماغية**

يعتبر التشخيص السليم وفي الوقت المناسب لنقص تروية الدماغ أمرًا حيويًا لضمان العلاج الفعال. تشمل أساليب التشخيص ما يلي:

**الفحص العصبي**يتم من خلال الفحص العصبي الشامل تقييم الوظائف الحركية والحسية وردود الفعل والتنسيق، مما يساعد في تحديد أي عجز عصبي قد يشير إلى نقص التروية.

**دراسات التصوير**تعتبر تقنيات التصوير مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والتصوير المقطعي المحوسب (CT) أدوات قيمة للغاية في تصور هياكل الدماغ وتحديد مناطق نقص التروية أو الاحتشاء.

**تصوير الأوعية الدموية**يتضمن تصوير الأوعية الدموية الدماغية حقن صبغة تباينية في الأوعية الدموية لتصوير تدفق الدم وتحديد أي انسدادات أو تشوهات.

**الموجات فوق الصوتية دوبلر عبر الجمجمة**تعد هذه التقنية غير الجراحية وسيلة لقياس سرعة تدفق الدم في الشرايين الرئيسية في الدماغ، مما يساعد في الكشف عن أي اضطرابات في تدفق الدم.

**اختبارات الدم**يمكن أن تسهم فحوصات الدم في تحديد الحالات الأساسية، مثل اضطرابات التخثر أو العدوى، التي قد تؤدي إلى نقص تروية الدماغ.

**علاج نقص التروية الدماغية**

يعتبر التدخل السريع أمرًا حيويًا لتخفيف آثار نقص تروية الدماغ. تشمل خيارات العلاج المتاحة ما يلي:

**علاج التخثر**تُستخدم العوامل المحللة للجلطات، مثل منشط البلازمينوجين النسيجي (tPA)، لذوبان جلطات الدم واستعادة تدفق الدم إلى المخ. يكون هذا العلاج أكثر فعالية عند إعطائه خلال ساعات قليلة من ظهور الأعراض.

**الأدوية المضادة للصفيحات ومضادات التخثر**تساعد أدوية مثل الأسبرين ومضادات التخثر في منع تكوين جلطات دموية جديدة وتقليل خطر حدوث أحداث إقفارية متكررة.

**التدخلات الجراحية**في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة لإجراءات جراحية مثل استئصال بطانة الشريان السباتي أو قسطرة الشرايين مع تركيب الدعامات، وذلك لإزالة الانسدادات الشريانية وتحسين تدفق الدم.

**إدارة الحالات الأساسية**يعد علاج الحالات الصحية الأساسية، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب، أمرًا ضروريًا للوقاية من الأحداث الإقفارية المستقبلية.

**عوامل حماية الأعصاب**لا يزال البحث مستمرًا لتطوير عوامل حماية الأعصاب التي يمكن أن تقلل من الضرر العصبي وتعزز التعافي بعد الأحداث الإقفارية.

**الوقاية من نقص التروية الدماغية**- الالتزام بتناول أدوية ضغط الدم في حالة الإصابة بارتفاع ضغط الدم، مع الحفاظ على مستوى الضغط بشكل منتظم.

- الإقلاع عن التدخين.

- ممارسة الرياضة بانتظام.

- الالتزام بأدوية مرض السكري ومتابعة مستوى السكر بشكل دوري.

- تقليل استهلاك الملح.

- تناول غذاء متوازن يحتوي على الفواكه والخضروات.

- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتحسين الدورة الدموية في الجسم.

- الإقلاع عن التدخين، حيث أن مادة النيكوتين تسبب تضييق الشرايين مما يعيق تدفق الدم إلى المخ بشكل صحي.

- الاستحمام بالماء البارد يساعد على تقليل معدل ضربات القلب وتقلص الأوعية الدموية، مما يعزز تدفق الدم إلى الدماغ.

- التعرض لأشعة الشمس يعزز إفراز هرمون أكسيد النيتريك الذي يوسع الأوعية الدموية ويخفض ضغط الدم، مما يسهم في توصيل العناصر الغذائية اللازمة إلى الدماغ.

- اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضراوات والفواكه الغنية بالألياف، والابتعاد عن الوجبات الجاهزة التي تحتوي على دهون مشبعة، والتي تزيد من مستويات الكوليسترول الضار في الدم وتؤدي إلى تصلب الشرايين.

**علاج نقص التروية الدماغية بالأعشاب**

**الزنجبيل:** يُعتبر الزنجبيل من الأعشاب الفعالة في تعزيز وتنشيط الدورة الدموية، حيث يُساعد في تفتيت الدهون المتراكمة على جدران الأوعية الدموية، مما يقلل من خطر تخثر الدم.

**الزعتر:** يتميز الزعتر بخصائصه المفيدة التي تساهم في الوقاية من سيولة الدم، مما يعزز صحة الأوعية الدموية.

**القرفة:** تُساعد القرفة في تحسين تدفق الدم، كما تحتوي على مركبات تمنع حدوث تخثر الدم.

**إكليل الجبل:** يُساهم إكليل الجبل في تنظيم مستويات الكوليسترول في الدم، مما يُساعد في الحفاظ على صحة الأوعية الدموية ويقلل من خطر التجلط.

**الجنكة:** تحتوي الجنكة على مواد فعالة تمنع تراكم الفايبرين في الدم، وهو البروتين المسؤول عن تخثر الدم.

**الفلفل الحار:** يُعزز الفلفل الحار تدفق الدم في الأوعية الدموية ويقلل من امتصاص الدهون.

**الثوم:** يُعتبر الثوم من أبرز العلاجات المنزلية، حيث يحتوي على مضادات أكسدة قوية. يُنصح بتناول فص من الثوم يومياً على الريق للاستفادة من فوائده الصحية.

**زيت الزيتون:** يُستخدم زيت الزيتون في علاج التهاب الدماغ وتحسين تدفق الدم، ويفضل إضافته إلى الوجبات اليومية ليكون جزءاً أساسياً من النظام الغذائي.

**نبات كولد باكس:** يُساعد هذا النبات في حماية الدماغ من الأضرار ويُساهم في تخفيف الحمى التي قد تشكل خطراً على الصحة.

**فطر ريشي:** يُعتبر فطر ريشي من الفطريات المفيدة التي تدعم صحة الدماغ وتعزز الدورة الدموية.

**نبات القتاد**: يحتوي على الفلافونويدات التي تعزز صحة الجهاز المناعي وتساعد في تخفيف الأعراض السلبية المرتبطة بالتهاب الدماغ.

**نبات الجنسنغ**: يُعتبر من أفضل الأعشاب لعلاج مشاكل الدماغ، حيث يُسرع من عملية الشفاء ويقلل من الأضرار. يُفضل تناوله بعد غليه في الماء مثل الشاي، مع المواظبة على شربه مرتين يومياً.

**الكزبرة**: يُنصح بتناول الكزبرة الخضراء مع السلطة، أو يمكن إضافة مسحوقها إلى الأطعمة.

**القراص**: يمكن تناول عصير هذه العشبة أو إضافتها إلى السلطة.

**حبة البركة**: يُضاف نصف ملعقة من حبة البركة إلى عصير التوت ويتم تناوله يومياً.

**جذور الجاوي**: يُنقع ملعقة من هذا النبات في كوب من الماء لمدة 10 دقائق، ثم يُشرب كأس منه قبل النوم.