تاريخ النشر: 2024-12-01
عندما تدخل المرأة فترة الحمل، تصبح مناعتها في أضعف حالاتها. ومن المهم الإشارة إلى أن هذه المرحلة ليست سهلة أو خالية من التحديات، بل قد تواجه العديد من المشاكل الصحية. تعاني النساء الحوامل من بعض الأمراض الفيروسية مثل الحصبة وجدري الماء وغيرها، مما يزيد من احتمالية انتقال هذه الفيروسات إلى الجنين عبر المشيمة. لذلك، سنستعرض في دليلى مديكال السطور القادمة أهم الأمراض التي يمكن أن تنتقل إلى الجنين داخل رحم الأم عبر المشيمة، مع تقديم مزيد من التوضيح والتفصي
في المراحل الأولى من الحمل، تنقسم مجموعة صغيرة من الخلايا بسرعة داخل الكيس السلوي إلى قسمين: الأول يتطور ليصبح الجنين، والثاني يتشكل ليكون المشيمة. تعتبر المشيمة عضوًا مؤقتًا يتكون من أوعية دموية، حيث تلتصق بجدار الرحم وتتصل بالجنين عبر الحبل السري، مما يوفر له التغذية اللازمة طوال فترة الحمل التي تمتد لتسعة أشهر.
تبدأ المشيمة بالتشكل في الأسبوع الرابع من الحمل، أي بعد حوالي 7 إلى 10 أيام من انغراس البويضة في الرحم.تتطور المشيمة على مدار الشهرين التاليين، حيث تتحول الشعيرات الدموية الصغيرة إلى أوعية أكبر، مما يتيح توفير المزيد من الغذاء والأكسجين للجنين النامي.كما تبدأ المشيمة في إنتاج الهرمونات مع بداية الثلث الثاني من الحمل، مما يؤدي إلى اختفاء أعراض الغثيان والتعب والدوار التي تعاني منها معظم النساء خلال الأشهر الثلاثة الأولى.
يبلغ طول المشيمة حوالي 25.4 سم، وسمكها في مركزها يصل إلى 2.54 سم، وتزن تقريبًا 0.45 كيلوجرام عند ولادة الطفل.
يقوم الأطباء بتصنيف المشيمة إلى أنواع بناءً على موقعها في الرحم، ومن هذه الأنواع:
- المشيمة الأمامية: تقع في الجدار الأمامي للرحم.
- المشيمة الخلفية: تقع في الجدار الخلفي للرحم.
- المشيمة المنخفضة: تقع في الجزء السفلي من الرحم، وقد تغطي عنق الرحم، وتعتبر من المشكلات التي قد تواجه المشيمة خلال الحمل.
- المشيمة القاعية: تقع في الجزء العلوي من الرحم، وتعرف أيضًا باسم قاع الرحم.
- المشيمة الجانبية: تقع في الجدار الأيمن أو الأيسر من الرحم.
يمكن أن تظهر بعض المشكلات في المشيمة خلال فترة الحمل، مما يشكل خطرًا على صحة الأم وجنينها. ومن أبرز هذه المشكلات:
1. **المشيمة المنزاحة أو المنخفضة**: تحدث هذه الحالة عندما تنزلق المشيمة إلى الجزء السفلي من الرحم، مما يؤدي إلى تغطية جزء من عنق الرحم أو كله.
2. **المشيمة الملتصقة**: تحدث عندما تلتصق المشيمة بعمق في جدار الرحم.
3. **انفصال المشيمة المبكر**: يحدث هذا عندما تنفصل المشيمة عن مكانها في الرحم في وقت مبكر جدًا من الحمل.
4. **قصور المشيمة**: وهي حالة طبية تعجز فيها المشيمة عن توفير الكمية الكافية من الغذاء أو الأكسجين للجنين.
5. **المشيمة المحتبسة**: في هذه الحالة، يبقى جزء من المشيمة داخل الرحم بعد الولادة.
6. **تضخم المشيمة**: حيث تنمو المشيمة بشكل غير طبيعي.
**جدري الماء**عندما تصاب المرأة الحامل بفيروس جدري الماء في بداية حملها، قد يتمكن الفيروس من عبور المشيمة، مما يؤدي إلى حدوث بعض التشوهات الخلقية. تشمل هذه التشوهات عيوب الساق، تشوهات الشبكية، فقدان الخلايا القشرية، وأمراض الكلى. من المهم الإشارة إلى أنه حتى عند الولادة، إذا تعرض الطفل المولود لفيروس جدري الماء، فقد يواجه بعض المشكلات في الجهاز العصبي المركزي. إذا كنتِ قد أصبتِ بهذا المرض سابقًا، فإن جسمك قد طور مناعته ضده، وبالتالي لن يكون جنينك في خطر خلال فترة الحمل. أما إذا لم تتعرضي لهذا المرض من قبل، فمن الضروري الحصول على التطعيم قبل اتخاذ قرار الحمل.
**الفيروس المضخم للخلايا**يُعتبر الفيروس المضخم للخلايا، المعروف اختصارًا بـ CMV، من الفيروسات الشائعة التي تصيب الأطفال والأشخاص العاديين. من المهم الإشارة إلى أن هذا الفيروس لا يتسبب في مشاكل خطيرة للخلايا. كما يجب أن نلاحظ أن الفيروس يمكن أن ينتقل من الأم إلى الجنين. وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من ثلث الأمهات المصابات بالفيروس أثناء الحمل يمكنهن نقل العدوى إلى الجنين. بشكل عام، يُمكن لـ 80٪ من الأطفال المصابين بالفيروس المضخم للخلايا التعافي التام دون مواجهة أي مشاكل في النمو. ومع ذلك، قد يعاني بعض الأطفال الذين يصابون بالفيروس، خاصةً عند الولادة، من أعراض مرضية تشمل صغر حجم الجسم، وأمراض الكبد، والحول، والصفراء، وظهور بقع أرجوانية على الجلد، بالإضافة إلى اصفرار العينين. كما قد يعاني بعض الأطفال من تشوهات دائمة مثل فقدان السمع وتأخر النمو العصبي.
**فيروس كوكساكي** ينتمي فيروس كوكساكي إلى مجموعة متنوعة من السلالات، ويجب أن نكون على دراية بأن هذه الفيروسات يمكن أن تسبب مجموعة من الأمراض، بما في ذلك تلك التي تصيب اليدين والقدمين والفم، بالإضافة إلى التهاب الدماغ والتهاب التامور. ومن المهم الإشارة إلى أن هذه العدوى يمكن أن تنتقل من الأم إلى الجنين، مما يؤدي إلى حدوث تشوهات خلقية في المسالك البولية والجهاز البولي التناسلي والجهاز الهضمي والقلب والأوعية الدموية.
**الإيدز**يعتبر الإيدز مرضًا ناتجًا عن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، الذي ينتقل عبر الاتصال الجنسي، أو من خلال الدم، أو من الأم إلى الطفل. يجب أن نعلم أن هذا المرض يضعف الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم غير قادر على مقاومة الأمراض الشائعة. إذا كانت الأم مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، فإن الجنين قد يتعرض للإصابة أيضًا، بالإضافة إلى إمكانية انتقال الفيروس للأطفال أثناء الولادة أو من خلال الرضاعة الطبيعية. ومع ذلك، يمكن للأم المصابة أن تلد طفلًا سليمًا إذا تم تشخيصها وعلاجها من المرض في وقت مبكر.ينصح الأطباء دائمًا بإجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشرية لجميع النساء الحوامل، سواء كن في فئات معرضة للخطر أو ذات خطر منخفض. كما يُشدد على أهمية التزام الأم المصابة بعدم الرضاعة الطبيعية، ويتم توجيههن بدقة حول كيفية رعاية أطفالهن لتفادي انتقال الفيروس إليهم.
**المرض الخامس**يتميز هذا المرض بظهور بقع حمراء شاحبة على الجلد، خاصة في منطقة الوجه، ويصاحبه حمى منخفضة الدرجة بالإضافة إلى شعور ببعض التهابات الحلق وآلام المفاصل. يمكن أن ينتقل هذا المرض عبر المشيمة، وفي حالات نادرة، قد يؤدي إلى خطر الإجهاض أو ولادة جنين ميت. الجنين المصاب بهذا الفيروس قد يتعرض لالتهاب في عضلة القلب، كما أنه يعيق إنتاج نخاع العظم لخلايا الدم الحمراء، مما يؤدي إلى فقر الدم. بالإضافة إلى ذلك، يسبب هذا المرض احتباس السوائل في الأنسجة، مما يشكل خطرًا على صحة الطفل. بصورة كبيرة. في العموم نستطيع أن نقوم بالتعرف على هذا الأمر من خلال إستخدام الموجات فوق الصوتية التي تعمل على التحقق من إصابة الطفل بإحتباس السوائل، ومن ثم يتم إجراء فحوصات شهرية لمعرفة ما إذا كان الطفل يحتاج إلى نقل دم أم لا
**الحصبة الألمانية** تعتبر الحصبة الألمانية من الأمراض الخطيرة التي قد تؤدي إلى زيادة احتمالية حدوث الإجهاض أو ولادة جنين ميت. إذا تعرضت المرأة الحامل للإصابة بالحصبة الألمانية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، فإن هناك احتمالاً كبيراً أن يولد الطفل مصاباً بعدوى خلقية. من المهم ملاحظة أن تشخيص هذا المرض قد يكون صعباً، حيث أن أعراضه ليست واضحة تماماً. في بعض الحالات، قد تكون اختبارات الدم معقدة للغاية. بشكل عام، يمكن أن تعاني الأجنة المصابة بالفيروسات المسببة للأمراض من مجموعة متنوعة من التشوهات والمشاكل الصحية، مثل عيوب العين، وأمراض القلب، والصمم، وعيوب في الجهاز العصبي المركزي، وتأخر في نمو الجنين، ونقص الصفيحات، وفقر الدم، والتهاب الكبد، واليرقان