يمكن أن يتوقف الجنين النامي في الرحم عن النمو والتطور بسبب حدوث خلل في الكروموسومات، وتعرف هذه الحالة باسم "البويضة التالفة" أو Blighted Ovum. وغالبًا ما يُشار إليها بالحمل غير المضغي، حيث يتوقف الجنين عن النمو في مرحلة مبكرة. في بعض الحالات، يتم امتصاص الجنين ويترك كيس الحمل. في دليلى ميديكال هذا المقال، سنقدم لك كل ما تحتاجين معرفته عن البويضة التالفة.

**ما هي البويضة الفاسدة؟**

 

تحدث البويضة الفاسدة، المعروفة أيضًا باسم الحمل اللاجنيني، عندما تزرع البويضة المخصبة في الرحم، ولكن الجنين لا يتطور. يتكون كيس الحمل وينمو، لكن الجنين لا ينمو. تُعتبر هذه الحالة سببًا شائعًا لفقدان الحمل في المراحل المبكرة.

**هل تُعتبر البويضة التالفة حملًا؟**

 

البويضة التالفة تُعتبر نوعًا من الحمل حيث يتكون كيس ومشيمة، لكن لا يوجد جنين ينمو. تُعرف أيضًا بالحمل اللاجنيني، حيث لا يوجد جنين في طور النمو. على الرغم من ذلك، فإن البويضة التالفة لا تزال تُنتج الهرمونات، مما قد يؤدي إلى ظهور نتيجة إيجابية في اختبار الحمل.

**هل تستمر أعراض الحمل مع البويضة التالفة؟**

 

في بعض الأحيان، قد تنتهي البويضة التالفة قبل أن تدركي أنك حامل. في هذه الحالة، قد تظنين أن دورتك الشهرية أثقل من المعتاد. كما يمكن أن تظهر على البويضة التالفة نفس الأعراض المرتبطة بالحمل.

**هل يمكنني الحمل بشكل طبيعي بعد البويضة التالفة؟**

 

عادةً ما لا يُعتبر وجود بويضة واحدة سببًا للقلق، وتشير الإحصائيات إلى أنه من المحتمل أن تحصلي على حمل طبيعي وصحي في المستقبل، حتى بعد تجربة البويضة التالفة. في دراسة شملت نساء تعرضن للإجهاض المبكر، تمكن حوالي 80٪ منهن من الحمل مرة أخرى.

**لماذا تحدث البويضة التالفة؟**

 

تحدث البويضة التالفة، المعروفة أيضًا باسم الحمل غير المضغي، عندما لا يتطور الجنين في مراحله المبكرة أو يتوقف عن النمو، مما يؤدي إلى امتصاصه وترك كيس حمل فارغ. غالبًا ما يكون السبب وراء ذلك غير معروف، ولكن يُعتقد أنه قد يكون ناتجًا عن تشوهات صبغية في البويضة الملقحة.

**مدة التعافي من البويضة التالفة**

 

يمكن أن يستغرق التعافي من إجهاض البويضة التالفة أو عملية الكشط (D&C) من أسبوع إلى شهر. عادةً ما تستمر التقلصات لمدة تصل إلى أسبوع، بينما يمكن أن يستمر النزيف لعدة أسابيع قبل أن يتناقص تدريجيًا حتى يتوقف. تعود الدورة الشهرية عادةً خلال فترة تتراوح بين أربعة إلى ستة أسابيع بعد حدوث البويضة التالفة.

**أسباب فساد البويضة**

 

لا يكون السبب الدقيق وراء فساد البويضة واضحًا دائمًا. ومع ذلك، يُعتقد أن التشوهات الكروموسومية تلعب دورًا في ذلك. يمكن أن تحدث هذه التشوهات عندما تحتوي البويضة أو الحيوان المنوي على عدد غير صحيح من الكروموسومات، مما يؤدي إلى عدم قدرة الجنين على النمو بشكل سليم

**شذوذ الكروموسومات** الكروموسومات هي الهياكل الموجودة في الخلايا والتي تحتوي على معلومات وراثية. لدى البشر 46 كروموسومًا، ويمكن أن يؤدي الخطأ في عدد أو بنية هذه الكروموسومات إلى منع الجنين من النمو. غالبًا ما يكون هذا حدثًا عشوائيًا ولا يشير بالضرورة إلى مشكلة متكررة.

العمر: يزداد خطر حدوث التشوهات الكروموسومية مع تقدم عمر الأم.

عوامل وراثية: في بعض الحالات، يمكن أن تنتقل المشكلات الوراثية من الآباء إلى الأبناء.

العوامل البيئية: قد يؤدي التعرض لبعض السموم البيئية أو الأدوية إلى زيادة المخاطر.      

كيف يبدأ إجهاض البويضة التالفة؟

 

يسبب إجهاض البويضة التالفة نزيفًا مهبلياً وتشنجاً في البطن، عادة ما يكون الإجهاض أكثر حدة من فترة الحيض العادية، ولذلك يجب تجنب رفع أي شيء ثقيل أو أي تمرين شاق لأنه يمكن أن يزيد من غزارة النزيف وقد تعاني السيدة من نزول دم لعدة أسابيع بعد الإجهاض.

 كيف تمنع البويضة التالفة؟ .

 

في معظم الحالات، لا يمكن منع البويضة التالفة.كما ان   بعض الأزواج سوف يسعون  إلى إجراء الاختبارات الجينية في حالة فقدان الحمل بشكل مبكر متعدد.غالبًا ما تحدث البويضة التالفة لمرة واحدة، ونادرًا ما تتعرض المرأة لأكثر من واحدة. كما يوصي معظم الأطباء الأزواج بالانتظار ما لا يقل عن 1-3 دورات شهرية منتظمة، وذلك قبل محاولة الحمل مرة أخرى، وذلك بعد أي نوع من أنواع الإجهاض.

هل يمكن أن تعطي البويضة التالفة اختبار حمل إيجابي كاذب؟.

 

قد تظهر البويضة التالفة قبل أن تدرك المرأة أنها حامل. ما يحدث غالبًا في هذه الحالات هو أن المشيمة ستستمر في التطور بعد الإجهاض. وهذا ما يسمى الحمل اللاجنيني حيث لا يتكيف الجسم مع الإجهاض ويستمر في الاستعداد للطفل، سيؤدي هذا غالبًا إلى اختبار حمل إيجابي كاذب.

**ما هي مضاعفات البويضة التالفة؟**

 

تعتبر مضاعفات البويضة التالفة نادرة، ولكن هناك بعض المضاعفات المحتملة التي قد تحدث، ومنها:

- نزيف حاد أو غير طبيعي.

- الإصابة بعدوى.

- حدوث تليف والتصاقات في بطانة الرحم نتيجة إجراء الكشط (D&C).

- تمزقات في الرحم نتيجة نفس الإجراء.

**تشخيص البويضة الفاسدة**

 

عادةً ما يتم تشخيص البويضة الفاسدة من خلال فحص الموجات فوق الصوتية. خلال هذا الفحص، يقوم الطبيب بالبحث عن وجود كيس الحمل والجنين. في حالة البويضة الفاسدة، سيكون كيس الحمل إما فارغًا أو يحتوي على كمية ضئيلة من الأنسجة.

**فحص بالموجات فوق الصوتية**

 

- **الموجات فوق الصوتية عبر المهبل:** يوفر هذا النوع من الفحوصات صورة أوضح، ويستخدم عادةً في المراحل المبكرة من الحمل.

- **المتابعة بالموجات فوق الصوتية:** إذا كان هناك أي شك، قد يتم تحديد موعد لفحص متابعة لتأكيد التشخيص.

**اختبارات الدم** يمكن  تكون اختبارات الدم لقياس مستويات هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (hCG) مفيدة أيضًا. في حالة الحمل الطبيعي، ترتفع مستويات هذا الهرمون بشكل مستمر. أما في حالة وجود بويضة فاسدة، فقد لا ترتفع مستويات هرمون موجهة الغدد التناسلية كما هو متوقع.

متى ينبغي زيارة قسم الطوارئ؟

 

يجب عليك التوجه إلى قسم الطوارئ إذا كنت تعاني من أي من الأعراض التالية:

- نزيف حاد من المهبل.

- شعور بالدوار أو الإغماء.

- حمى مستمرة لا تنخفض.

- تفاقم الأعراض مع مرور الوقت.

- ألم شديد لا يخفف باستخدام مسكنات الألم.

هل يمكن أن تتحول البويضة التالفة إلى جنين؟

 

لا يمكن أن يتحول كيس الحمل الفارغ إلى جنين، حيث يبدأ تكوين الجنين خلال أسبوعين من الحمل. وعند تكوين كيس الحمل، يجب أن تكون الخلايا قد شكلت الجنين بالفعل. سيتمكن الطبيب من استخدام السونار لفحص كيس الحمل والتأكد من عدم وجود جنين متطور.

هل يمكن الحمل مرة أخرى بعد وجود بويضة تالفة؟

 

عادةً ما يكون السبب وراء ذلك مرتبطًا بعوامل وراثية أو نتيجة لجودة غير جيدة للبويضات والحيوانات المنوية. في جميع الأحوال، يُفضل استشارة الطبيب لتحديد أسباب هذه المشكلة، حتى يتمكن من وصف العلاج المناسب، وقد ينصحك بالحمل مرة أخرى بعد مرور شهرين إلى ثلاثة أشهر.

**علامات البويضة التالفة**

 

قد تظهر عليك علامات وأعراض الحمل حتى في حالة تلف البويضة. على سبيل المثال، قد يكون اختبار الحمل إيجابيًا أو قد تتأخر دورتك الشهرية عن موعدها.

كما قد تعانين من أعراض الإجهاض، مثل:

- المغص.

- نزيف مهبلي خفيف.

- دورة شهرية أغزر من المعتاد.

إذا كنتِ تعانين من أي من هذه العلامات أو الأعراض، فقد تكونين في حالة إجهاض. ومع ذلك، لا ينتهي كل نزيف يحدث في الأشهر الثلاثة الأولى بالإجهاض. لذا، تأكدي من زيارة الطبيبة على الفور إذا شعرت بأي من هذه العلامات.

**علاج البويضة الفاسدة**

 

إذا تم تشخيص حالتكِ بالبويضة الفاسدة، فهناك عدة خيارات علاجية قد تتاح لكِ:

1. **انتظار الإجهاض الطبيعي** يمكن أن يتطلب الأمر الانتظار حتى يقوم الجسم بإجهاض الحمل بشكل طبيعي، وعادةً ما يستغرق ذلك حوالي أسبوعين. إذا اخترتِ هذه الطريقة، يجب عليكِ مراجعة الطبيب فورًا إذا ظهرت لديكِ علامات العدوى المبكرة، مثل الحمى، أو إفرازات ذات رائحة كريهة، أو في حال حدوث نزيف شديد، أو شعور بالإغماء، أو دوار، أو ألم حاد في البطن.

2. **تناول بعض الأدوية** قد يصف لكِ الطبيب أدوية فموية أو مهبلية لتحفيز الإجهاض. عادةً ما يحتاج الجسم عدة أيام لطرد جميع الأنسجة. يجب أن تكوني على علم بأن هذه الطريقة قد تترافق مع نزيف شديد، وتقلصات في البطن، وآلام، أو شعور بالغثيان، أو إسهال.

3. **الخضوع للجراحة** في بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب إلى إجراء عملية جراحية لإزالة نسيج الحمل، والتي تتضمن توسيع عنق الرحم ثم كشط محتويات الأنسجة. من المخاطر المحتملة لهذه الجراحة: النزيف الشديد، التهاب عنق الرحم، تلف الرحم، ضعف عنق الرحم، وتندب الرحم.بينما تفضل بعض النساء الانتظار لإجهاض الجسم بشكل طبيعي، يشعر البعض الآخر أن الإجهاض الطبي هو الخيار الأكثر أمانًا. يعتمد الخيار الأنسب لكِ على عمر الحمل وحالتك الصحية.