اسباب جلد الذات وطرق تعامل معه بطريقة صحيحة؟

تاريخ النشر: 2024-11-07

اسباب جلد الذات وطرق تعامل معه بطريقة صحيحة؟

يُعتبر جلد الذات من أبرز العوائق التي تمنعك من التقدم والنمو، وهو يُصنف ضمن السلوكيات النفسية السلبية. كثيرًا ما يختلط على الناس مفهوم جلد الذات مع مراقبة وتأنيب الضمير، رغم أن المفهومين يختلفان تمامًا. فما هو جلد الذات؟ وما الفارق بينه وبين تأنيب الضمير؟ وما هي الخطوات اللازمة للتخلص من جلد الذات؟ سنجيب عن هذه الأسئلة في دليلى ميديكال مقالنا اليوم.

**ما هو جلد الذات؟**

 

جلد الذات، أو تحقير الذات، يُعتبر من الاضطرابات النفسية، حيث يقوم الفرد بالتركيز على تفاصيل أخطائه وتضخيمها، مما يجعله يتحدث عنها بشكل مستمر. هذا السلوك يؤدي إلى إيذاء النفس بشكل متعمد، وقد يكون الضرر نفسيًا من خلال إقناع الشخص بأن خطأه لا يُغتفر. يُصنف جلد الذات كنوع من الإساءة العاطفية، وهو لا يحدث فقط في مواقف عابرة، بل يتكرر ليصبح سلوكًا اعتياديًا في معظم المواقف التي يشعر فيها الشخص بالفشل. ومع مرور الوقت، يتجاوز الأمر الشعور بالذنب ليصل إلى الخزي والعار، مما يدفع الشخص إلى تقليل قيمته الذاتية. ويتميز الشخص الذي يمارس جلد الذات بأنه دائم الاستياء من الحياة.

**كيف أوقف لوم نفسي؟**

 

هناك تمارين سلوكية بسيطة يمكنك تطبيقها. من بين هذه التمارين: عندما تطرأ على ذهنك فكرة تلوم فيها نفسك، حاول أن تضع فكرة مضادة تمامًا لها. لا أقصد أن تبرر نفسك بشكل مطلق، ولكن تأمل في الأمور الإيجابية التي تتعارض مع هذا اللوم غير المبرر وغير المنطقي، وحاول تعزيز الفكرة الجديدة. كرر هذا التمرين عدة مرات يوميًا وغيرها.

**جلد الذات النقدي:** يُعتبر جلد الذات النقدي من الظواهر المعقدة التي يمارسها الفرد تجاه نفسه، حيث يستمر في تقييم ذاته بشكل قاسي، سواء في الأمور الكبيرة أو حتى البسيطة. هذا النقد المستمر يمكن أن يؤدي إلى إرهاق نفسي ويُسبب العديد من المشكلات النفسية.

**جلد الذات المهني:** في هذا السياق، يشعر الفرد بعدم القدرة على إنجاز المهام الموكلة إليه في مجاله المهني، ويعتقد أنه غير كفء. يمارس جلد الذات على أي إنجاز يحققه، معتبرًا إياه ناقصًا أو غير مطابق للمعايير المطلوبة، مما قد يؤدي إلى الإحساس بالإرهاق الوظيفي وفقدان الشغف.

**جلد الذات الاجتماعي:** يظهر جلد الذات الاجتماعي في العلاقات الشخصية، حيث يتحمل الفرد المسؤولية عن أي فشل في هذه العلاقات، مما يجعله يلوم نفسه باستمرار. هذا السلوك قد يؤدي إلى شعور بالعزلة ويجعل الشخص أكثر انطوائية، مما يؤثر سلبًا على تفاعله وقدرته على بناء علاقات اجتماعية إيجابية مع أفراد أسرته وأصدقائه.

**آثار جلد الذات**

 

يؤثر جلد الذات والنقد المفرط على جوانب متعددة من حياة الفرد، ومن أبرز هذه الآثار:

- التسويف أو التأجيل.

- التوقف عن السعي لتحقيق الأهداف والطموحات.

- انخفاض احترام الذات.

- الشعور بانعدام القيمة.

- مشاعر الذنب.

- إيذاء النفس.

- السعي نحو الكمال أو المثالية.

- غياب الدافع الذاتي.

- الرهاب الاجتماعي أو القلق الاجتماعي.

- قضايا تتعلق بصورة الجسم.

- توتر العلاقات الشخصية والانسحاب الاجتماعي.

- اضطرابات الأكل.

- عدم القدرة على تقبل الفشل أو ارتكاب الأخطاء.

- الشك الذاتي وفقدان الأمان أو الثقة في القدرة على التطور والنمو الشخصي.

**الفرق بين جلد الذات ومحاسبة النفس**

 

جلد الذات هو شعور سلبي يظهر في أوقات الهزائم والإحباط، حيث يسود مناخ الفشل. في هذه الحالة، يلوم الشخص نفسه باستمرار ويوبخها على الأخطاء بشكل غير صحي، مما يمنعه من مسامحة نفسه أو التوصل إلى مصالحة داخلية. تتراجع إنجازاته في نظره، ويصبح الفشل هو السائد، مما يؤدي إلى انغلاقه على نفسه وعدم قدرته على رؤية الأمور بوضوح. وغالبًا ما يبرر هذا الشعور بالعجز بحجج مثل التكيف مع الظروف أو الرضا بالواقع.

على النقيض، محاسبة النفس تمثل شعورًا إيجابيًا وناضجًا، حيث يقوم الشخص بتقييم نقاط قوته وضعفه بموضوعية وصدق. فهو يدرك مواطن ضعفه وقوته دون أن يجرح نفسه أو يستمتع بمعاناته. يتمتع بقدرة على فهم نفسه ومحيطه، مما يجعله قادرًا على مواجهة التحديات والمغامرات بشجاعة. يرفض الانغلاق والعذاب، ويتوكل على الله، مع التركيز على العمل الجاد والتخطيط السليم، مستفيدًا من أخطاء الماضي وظروفها.

**كيف يمارس الشخص جلد الذات**

 

يعاني الأشخاص الذين لديهم اضطراب جلد الذات من اعتقاد دائم بأنهم يستحقون المعاناة، ويقنعون أنفسهم بأنهم لا يستحقون النجاح أو الحب أو السعادة. وغالبًا ما تتسم سلوكيات هؤلاء الأفراد بعدم الصحة، مما يؤدي إلى تحولها إلى عادات سلوكية مع مرور الوقت. والسؤال المطروح هو: كيف يمارس الشخص جلد الذات؟ يمكن تلخيص ذلك في النقاط التالية:

- حرق الجلد.

- نتف الشعر.

- كسر العظام.

- ضرب أجزاء مختلفة من الجسم.

- إيذاء منطقة الرأس.

- إعادة فتح الجروح القديمة في الجسم.

- التقليل من قيمة النفس أمام الآخرين.

**أسباب جلد الذات**

 

بعد التعرف على مفهوم جلد الذات، من المهم استكشاف الأسباب التي تؤدي إلى هذه الظاهرة، ومنها:

. **الهروب من الفشل**: يلجأ الأفراد إلى جلد الذات ولومها عند مواجهة الفشل في أي مجال، بدلاً من تحليل أسباب الفشل والعمل على تحسينها.

. **وقت الفراغ**: يمنح وقت الفراغ الشخص فرصة للتفكير في تجاربه بشكل موسع، مما قد يزيد من مشاعر جلد الذات.

. **فقدان الأمل**: عندما يفقد الفرد الأمل في الحياة، يبدأ في جلد ذاته ولوم نفسه بشكل مفرط.

. **التفكير السلبي**: يتولد جلد الذات نتيجة لتكرار الأفكار السلبية التي تسيطر على عقل الشخص.

. **الخمول**: الجلوس لفترات طويلة دون ممارسة أي نشاط بدني يؤدي إلى تراكم الأفكار السلبية، مما يسهم في جلد الذات.

. **أسلوب التربية**: يتشكل الكثير من سلوكيات الشخص خلال مرحلة الطفولة، حيث يتعلم النقد الذاتي المبالغ فيه نتيجة لتعرضه لنقد من المحيطين به، مما يستمر معه حتى مرحلة النضج.

. **التحفيز**: من المعتقدات الخاطئة أن القسوة على النفس أو استخدام أسلوب التحفيز السلبي يمكن أن يكون دافعًا للتقدم، بينما قد يؤدي في الواقع إلى تعزيز جلد الذات.

**إظهار التواضع**يعتقد بعض الأفراد أن انتقاد أنفسهم بشكل مفرط أمام الآخرين يعكس تواضعهم ويظهرهم بعيدين عن الغطرسة.

**الشعور بالسيطرة**قد يلجأ الشخص إلى انتقاد ذاته بشكل مبالغ فيه أمام الآخرين اعتقادًا منه أن ذلك يمنحه شعورًا بالسيطرة. فهو يدرك أنه لا يمكنه التحكم في كيفية رؤية الآخرين له أو في آرائهم عنه، لذا فإن جلد الذات يمنحه إحساسًا بالتحكم.

**تجنب النرجسية**يعتبر الكثيرون أن التعاطف مع الذات يعد نوعًا من النرجسية العاطفية والانغماس في الذات. ولتجنب الظهور كنرجسي، يبدأ البعض في انتقاد أنفسهم بشكل مفرط. ومع ذلك، فإن هذا يعد مفهومًا خاطئًا، حيث إن التعاطف مع الذات يعني احترام النفس وتقديرها، وليس التركيز على الذات أو النرجسية.

### علامات وأعراض جلد الذات

 

هناك بعض العلامات التي تشير إلى أن الشخص يميل إلى انتقاد نفسه بشكل مفرط:

#### لوم النفس يشعر الفرد بأنه مسؤول عن حدوث الأمور السلبية أو السيئة، ويتحمل اللوم بالكامل دون أن يأخذ في اعتباره العوامل الخارجية. على سبيل المثال، قد يلوم نفسه على تنظيم حدث ما ثم يتعرض لهطول الأمطار.

#### الإحباط والسلبية تعتبر مشاعر الإحباط والنقد الذاتي من أبرز علامات جلد الذات، حيث يركز الشخص على انتقاد نفسه بسبب الأخطاء بدلاً من تقييم الأخطاء نفسها. كما يميل إلى التفكير السلبي والتحدث بشكل سلبي عن نفسه بدلاً من التركيز على السلوك الذي أدى إلى المشكلة.

#### الابتعاد عن المخاطرة بسبب الاعتقاد بأن أي خطوة قد يقوم بها ستنتهي بالفشل، يتجنب الشخص اتخاذ أي إجراء أو المخاطرة، مما يؤدي إلى عدم القيام بأي شيء.

#### عدم التعبير عن الآراء غالبًا ما يتجنب الشخص مشاركة آرائه أو أفكاره خوفًا من قول شيء يعتبره غبيًا أو مملًا، أو من كشف جهله في موضوع معين.

**المقارنات مع الآخرين** عندما يستند تقدير الفرد لذاته إلى كيفية رؤية الآخرين له أو إلى ما يعتقد أنه انطباعاتهم عنه، فإنه يقوم بمقارنات غير عادلة وغير مجدية مع أشخاص آخرين.

**عدم الرضا عن الإنجازات**بغض النظر عن ما يحققه الشخص أو ينجزه في حياته، فإنه غالبًا ما يشعر بعدم الرضا عن تلك الإنجازات، ويعتقد أنه لم يحقق أي شيء بشكل صحيح.

**طرق التوقف عن جلد الذات**

 

للتغلب على جلد الذات والنقد المبالغ فيه، يمكن اتباع الخطوات التالية:

**الرعاية الذاتية الجسدية**تساهم الرعاية الذاتية الجسدية في الحفاظ على الصحة، إدارة الضغوط، واستعادة الثقة بالنفس. تشمل ممارساتها ما يلي:

- ممارسة أنواع مختلفة من التمارين الرياضية مثل رفع الأثقال، التمارين الهوائية، المشي، واليوغا.

- الحفاظ على النظافة الشخصية من خلال الاستحمام.

- زيارة الطبيب بانتظام.

- الحصول على جلسات تدليك.

- العناية بالأظافر واليدين.

**الرعاية الذاتية العاطفية**تساعد الرعاية الذاتية العاطفية الأفراد على فهم أفكارهم بشكل أفضل وتعزيز نظرتهم الإيجابية تجاه أنفسهم والآخرين، مما يسهم في تقليل مشاعر اللوم الذاتي. تشمل الرعاية الذاتية العاطفية مجموعة من الممارسات، منها:

- ممارسة اليقظة.

- الكتابة في مجلة أو دفتر يوميات.

- القيام بتمارين التنفس.

- وضع حدود صحية مع الآخرين.

- تعزيز حب الذات.

عندما يحب الشخص نفسه، يصبح أكثر قدرة على التفاعل بتناغم مع مشاعره ويكتسب الثقة من قيمته الداخلية. يمكن تحقيق ذلك من خلال:

- معالجة المشاعر والعواطف الشخصية.

- مسامحة النفس.

- التعامل بلطف مع الذات.

- ممارسة الامتنان.

***نصائح للتخلص من جلد الذات**

 

إليك بعض النصائح الفعّالة التي تساعد في تقليل جلد الذات والانتقاد المفرط للنفس:

1. توقف عن الاعتقاد بأن جلد الذات سيساعدك في تحقيق النجاح.

2. قم بكتابة قائمة بالصفات والمهارات التي تفضلها في نفسك، وفكر في كيفية استغلالها بشكل إيجابي.

3. تحدث مع معالج نفسي أو طبيب نفسي حول أي صدمات قد تكون تعرضت لها.

4. تخلص من المثالية واعتبر الأخطاء جزءًا من التجربة الإنسانية.

5. طبق النصائح التي تقدمها للأصدقاء أو الآخرين على نفسك.

6. اسعَ لتحقيق توازن بين تحسين الذات والتعاطف مع نفسك.

7. كن واعيًا لأفكارك ومشاعرك وردود أفعالك يوميًا.

8. احتفظ بدفتر يوميات لتتبع تقدمك وتحسنك.

9. توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين.

10. تعرف على نقاط قوتك الشخصية.

11. امدح نفسك بانتظام وكن ملتزمًا بالتحفيز الإيجابي.

12 ركز على إنجازاتك الشخصية أو المهنية، وتعرف على الأهداف التي حققتها في حياتك.

 13 اخرج من منطقة راحتك، وجرّب المغامرات أو المخاطرات.

  14كرر التوكيدات الإيجابية يوميًا للتغلب على الشك الذاتي.