تاريخ النشر: 2024-11-07
يعتبر النوم عنصراً أساسياً في نمو الأطفال وتعزيز قدراتهم بشكل عام. يعاني العديد من الأطفال في مراحلهم الأولى من الحياة من بعض المشكلات أو الاضطرابات المرتبطة بالنوم، مما يؤثر سلباً على راحة كل من الأطفال والآباء. في هذا المقال من دليلى ميديكال، سنستعرض مفهوم اضطراب النوم لدى الأطفال، والأوقات التي يظهر فيها عادةً، والأعراض المرتبطة به، والأهم من ذلك، كيفية التعامل مع هذه الحالة.
يُعتبر النوم الطبيعي نوعًا خاصًا من النشاط الذهني، وهو عملية نشطة تتضمن تفاعلات عصبية. توجد مناطق محددة في الدماغ مسؤولة عن بدء النوم والحفاظ عليه. على الرغم من أهمية النوم في جميع مراحل الحياة، إلا أنه يصبح أكثر أهمية خلال مرحلة الرضاعة والطفولة، حيث يكون نمو الدماغ وتطوره في ذروته. يصعب تحديد مفهوم النوم الطبيعي بدقة، إذ تختلف دورات النوم والاستيقاظ بناءً على العمر والجنس وظروف الإضاءة والنشاط البدني ومستويات التوتر والأمراض. يُعتبر النوم الطبيعي هو الذي يجعلك تشعر بالاستعداد الجسدي والذهني والراحة عند بداية اليوم.
أما بالنسبة لاضطرابات النوم لدى الأطفال والمراهقين، فإن الأطفال يقضون معظم ساعات اليوم في النوم خلال السنوات الأولى من حياتهم. ينام الأطفال حديثو الولادة بمعدل يتراوح بين 14 إلى 16 ساعة يوميًا، حيث ينامون ليلاً ونهارًا، مما يجعل مفهوم النوم الليلي غير واضح. ومع بلوغ الطفل عامه الأول، يبدأ مفهوم النوم الليلي في التبلور، وتقل الحاجة إلى النوم خلال النهار حتى تنتهي تقريبًا عند بلوغ سن الثلاث سنوات. كما أن النوم الصباحي لا يستمر بعد عمر سنة إلى سنتين. مع تقدم العمر، تقل حاجة الجسم للنوم، وتبدأ ساعات النوم في التناقص.
تُعتبر اضطرابات النوم مصاحبة للعديد من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط واضطرابات طيف التوحد وغيرها.
حتى في غياب الأمراض النفسية، تُعد اضطرابات النوم من أكثر ردود الفعل شيوعًا تجاه الأحداث المجهدة. كما يمكن أن تنشأ هذه الاضطرابات نتيجة لأمراض طبية مثل الارتجاع المعدي المريئي، والألم، والحساسية، والربو، وغيرها.
يمكن أن تؤثر اضطرابات النوم على الأطفال والمراهقين بشكل سلبي، مما يؤدي إلى مشاكل في التعلم والتركيز والذاكرة، بالإضافة إلى التهيج والنعاس خلال النهار، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض النفسية، خاصةً في حالات اضطرابات النوم المزمنة. لذا، من الضروري معالجة هذه المشكلات في مرحلة الطفولة، حيث يكون نمو الدماغ في أوجه.
اضطرابات النوم تصيب حوالي 20-30% من الأطفال والمراهقين. ونظرًا لأهمية النوم في دعم النمو الصحي للطفل، يُنصح باستشارة أخصائي عند ملاحظة أي مشكلة في هذا السياق.
تتجلى أعراض اضطرابات النوم عند الأطفال في الشعور بالتعب الشديد خلال النهار، وصعوبة التركيز، وزيادة النشاط، والانفعالات المفرطة. ومن بين العلامات والأعراض الأخرى التي قد تشير إلى وجود اضطرابات نوم لدى الأطفال:
- الشخير أو اللهاث أثناء النوم.
- صعوبة في التنفس خلال النوم.
- النوم في أوضاع غير معتادة.
- الشعور بالنعاس خلال النهار أو صعوبة في البقاء مستيقظًا.
- التبول اللاإرادي في الفراش.
- صعوبة في النوم أو الاستيقاظ المتكرر خلال الليل.
- صعوبة في الاستيقاظ في الصباح.
- التنفس بصوت عالٍ أو بشكل متقطع.
- التقلب المستمر طوال الليل.
- سلوكيات غير طبيعية أثناء النوم، مثل المشي أثناء النوم، أو الكوابيس، أو الاستيقاظ مفزوعًا.
- تأخر في النمو أو عدم اكتساب الوزن بشكل مناسب.
- التهيج والانفعال.
**الكوابيس:** تعتبر الكوابيس أكثر شيوعًا بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 5 سنوات، لكنها قد تحدث في أي مرحلة عمرية. عادةً ما تظهر في وقت متأخر من الليل، حيث تزداد في النصف الثاني من النوم. قد تزداد وتيرتها خلال فترات التوتر والقلق. لا يوجد علاج محدد لها، ولكن من المهم البحث عن الأسباب الكامنة وراءها ومعالجتها. بالنسبة للأطفال، قد تزداد الكوابيس بعد مشاهدة أفلام كرتونية أو ألعاب فيديو تحتوي على مشاهد مخيفة غير مناسبة، وكذلك بعد فترات من التوتر والقلق.
**الرعب الليلي:** يُعتبر شائعًا بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1.5 إلى 10 سنوات، حيث تصل نسبة حدوثه إلى 40% بين الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة. يحدث هذا الاضطراب في الساعات الأولى من الليل، أي في النصف الأول من النوم. قد يستيقظ الطفل بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات من النوم، ويظهر عليه الخوف من خلال الصراخ أو البكاء. تكون عيناه مفتوحتين، لكن نظراته تكون فارغة وباهتة. تتراوح مدة هذه النوبات من 30 ثانية إلى 3 دقائق، وعادةً ما لا يتذكر الطفل ما حدث في الصباح (إذا لم يتم إيقاظه) لأنه يحدث خلال مرحلة النوم العميق. يُنصح أحيانًا بأن يأخذ الطفل قيلولة خلال النهار، حيث قد تزداد نوبات الرعب عندما يكون الطفل متعبًا جدًا.
**المشي أثناء النوم:** يُعتبر المشي أثناء النوم من الظواهر الشائعة لدى الأطفال، حيث تصل نسبة حدوثه إلى 15%. يبدأ هذا السلوك عادةً بين سن 4 و8 سنوات، ويقل بشكل ملحوظ خلال فترة المراهقة. يتميز المشي أثناء النوم بفترات من الاستيقاظ والتجول دون وعي، حيث تكون عيون الشخص مفتوحة ولكن نظراته باهتة وغير متحركة. غالبًا ما لا يتذكر الشخص ما حدث في الصباح، أو يتذكر القليل جداً بسبب عمق النوم. بالإضافة إلى المشي، قد تظهر تصرفات أخرى مثل الخروج من المنزل أو التبول في أماكن غير مناسبة. لذا، من الضروري اتخاذ احتياطات السلامة في المنزل. على الرغم من أن تحسين عادات النوم وتنظيم مواعيد الاستيقاظ قد يكون مفيدًا، إلا أنه من المهم معالجة المشكلة بمساعدة مختص.
**الأرق النفسي الفيزيولوجي:** يُعرف الأرق بأنه اضطراب في النوم يتسبب في صعوبة النوم أو البقاء نائمًا. يحدث الأرق النفسي عندما يكون الشخص مدركًا للأسباب التي تمنعه من النوم، مما يؤدي إلى شعوره بالقلق حيال عدم القدرة على النوم، وبالتالي تتفاقم المشكلة وتزداد اضطرابات النوم.
**النوم السباتي (التغفيق):** يؤثر اضطراب النوم السباتي على قدرة الشخص في التحكم في دورات النوم والاستيقاظ. قد يواجه الشخص صعوبة في النوم الجيد ليلاً، ولكنه غالبًا ما يشعر بالنعاس خلال النهار وقد ينام في أوقات غير مناسبة.
اضطراب حركة الأطراف الدورية: هي حالة تتمثل بالشعور بالوخز، وثني الساقين، وحركات ارتجاج في الساقين والذراعين أثناء النوم. تحدث هذه الحركات عادةً كل 20 إلى 40 ثانية وقد تستمر لدقائق أو ساعات طوال الليل.
أرق حساسية الطعام: ليس بالضرورة أن يكون سبب الأرق سبباً نفسياً. يمكن أن يحدث الأرق أيضاً بسبب تغيرات في الجسم بسبب طعام معين تم أكله مما يحد من القدرة على النوم.
متلازمة الأكل الليلي: تتمثل متلازمة الأكل الليلي باستهلاك أكثر من ربع كمية التغذية اليومية بعد وجبة العشاء. وهذا يعني أن هناك زيادة في الشهية قبل ساعات من الذهاب إلى الفراش مما يؤدي إلى عدم القدرة على النوم بسبب زيادة السعرات الحرارية والسكر المستهلك.
**انقطاع النفس النومي المركزي**يُعرف انقطاع النفس النومي المركزي بأنه توقف التنفس دون محاولة استئنافه. تُعتبر هذه الظاهرة شائعة بين الرُّضع وغالبًا ما تكون مصاحبة لأمراض أخرى. عادةً ما تكون مدة انقطاع التنفس قصيرة وغير مقلقة، ولكن في بعض الحالات قد تؤدي إلى مشاكل خطيرة.
**انقطاع النفس الانسدادي النومي**تظهر هذه الظاهرة بشكل شائع لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و7 سنوات. السبب الرئيسي وراء هذه الحالة هو انسداد مجرى الهواء في منطقة الأنف الخلفي والبلعوم، والذي يحدث نتيجة لتورم اللوزتين أو اللحميات. وتكون هذه الظاهرة أكثر شيوعًا بين الرُّضع، خاصةً أولئك الذين يعانون من تشوهات في الوجه.
**اضطراب حركة النوم**عادةً، عندما نحلم، تتعرض جميع عضلات الجسم للشلل باستثناء عضلات التنفس والعينين. لكن في بعض الأفراد، لا يحدث هذا الشلل الطبيعي أثناء الحلم، مما يؤدي إلى حركتهم أثناء النوم. قد يقوم الشخص بركل أو ضرب شخص قريب منه أو التحرك بشكل غير منضبط. يمكن أن يتم الخلط بين هذه الحالة واضطرابات النوم الأخرى أو الصرع، ولكن العلاج يمكن أن يكون مفيدًا.
**توقف التنفس الانسدادي أثناء النوم:** يُعرف التوقف الكامل للتنفس أثناء النوم بانقطاع التنفس، بينما يُطلق على التوقف الجزئي اسم توقف التنفس الجزئي. يمكن أن يكون السبب وراء هذه الحالة إما الدماغ أو الجهاز التنفسي. تُعتبر هذه الحالة خطيرة للغاية، حيث يؤدي انقطاع التنفس لفترات طويلة إلى نقص الأكسجين في الدماغ. بشكل عام، يعاني الأشخاص المصابون من الشخير أثناء النوم ويستيقظون وهم يشعرون بالتعب، بالإضافة إلى شعورهم بالنعاس خلال النهار.
**متلازمة تململ الساقين:** تظهر هذه المتلازمة من خلال الشعور بالأرق والرغبة في الحركة، بالإضافة إلى الإحساس بالوخز، الحرقان، الحكة أو الألم في الساقين، والذي يحدث عادة أثناء الراحة في المساء. في الحالات الخفيفة، يمكن أن يزول هذا الشعور بالأرق مع الحركة. كما تحدث حركات الساقين أيضاً أثناء النوم. من الضروري التحكم في الأعراض ومعالجة الأمراض الأساسية المرتبطة بها.
التغفيق: يتميز عادةً عند الأطفال والمراهقين بالنعاس المفرط الذي يصعب السيطرة عليه خلال النهار. قد ينام المرضى فجأة وبشكل غير متوقع أثناء التحدث أو تناول الطعام، وقد تستمر فترة النوم هذه لساعات. العرض الثاني هو فقدان مفاجئ للقوة العضلية يحدث عند الشعور بعواطف قوية مثل الإثارة أو الحزن أو السعادة، أو حتى أثناء الضحك. تُعرف هذه الحالة بـ "الجمدة" وتظهر في 50-70% من حالات التغفيق لدى الأطفال. في بعض الأحيان، يمكن أن تُلاحظ حالات من شلل النوم والهلوسة أثناء الانتقال إلى النوم، وهو ما يُعزى إلى نقص الخلايا العصبية المسؤولة عن اليقظة في الدماغ. يتم تأكيد التشخيص من خلال اختبارات خاصة للنوم وتحليل مادة معينة تُفرزها خلايا النوم في السائل الدماغي الشوكي، ويستفيد المرضى من العلاج.
اضطرابات النوم واليقظة المرتبطة بإيقاع الساعة البيولوجية (دورة 24 ساعة): تُعرف دورة النوم والاستيقاظ التي تستمر على مدار 24 ساعة بـ "إيقاع الساعة البيولوجية". يتأثر هذا الإيقاع بعوامل مثل العمر والجنس والضوء والظلام والنشاط البدني والإجهاد والأمراض. يظهر هذا الاضطراب بشكل خاص لدى المراهقين، حيث تزداد الحاجة الفسيولوجية للنوم بالتوازي مع متطلبات الحياة الأكاديمية لديهم.
**صريف الأسنان**: هو حالة تحدث عندما يقوم الشخص بصرير أسنانه أثناء النوم، ويمكن أن تظهر في أي مرحلة عمرية. تؤدي هذه الحالة إلى تآكل مفصل الفك والأسنان، لذا يُنصح باستخدام جهاز مخصص داخل الفم لحماية الأسنان من التآكل. كما قد تسبب هذه الحالة صداعًا نتيجة الضغط المفرط. من المهم التحقق من الأسباب المحتملة وراء صريف الأسنان والعمل على معالجتها، مثل التوتر والإجهاد.
**. خطل النوم (Parasomnia)**يُعتبر خطل النوم من مشاكل النوم الشائعة بين الأطفال، ويعاني منه تقريبًا كل شخص في مرحلة ما من حياته. يتضمن هذا الاضطراب مجموعة من الظواهر الجسدية والحركية والنفسية التي تحدث أثناء النوم في أوقات غير مناسبة، مثل الحديث أو الصراخ أثناء النوم، المشي، الحركات المفاجئة في الساقين، الانقباضات العضلية، الذعر الليلي، والكوابيس.
**الحديث أثناء النوم**تُعتبر ظاهرة الحديث أثناء النوم من اضطرابات النوم الشائعة أيضًا، حيث تصيب حوالي 10% من الأطفال، وغالبًا ما تختفي هذه الظاهرة تلقائيًا مع مرور الوقت.
**متلازمة تململ الساقين**تُعرف متلازمة تململ الساقين (Restless Legs Syndrome) بأنها حالة عصبية تسبب شعورًا قويًا بالرغبة في تحريك الساقين، وغالبًا ما تحدث أثناء فترات الراحة، خاصة في المساء. قد يكون السبب وراء هذه المتلازمة وراثيًا، كما يمكن أن تنجم عن انخفاض مستويات الحديد والدوبامين في الدماغ.
**اضطراب حركة الأطراف الدورية**يؤدي اضطراب حركة الأطراف الدورية: Periodic Limb Movement Disorder) إلى حدوث تشنجات متكررة في الأطراف، بالإضافة إلى زيادة حركة الساقين أو القدمين أثناء النوم. هذا الأمر قد يوقظ الطفل من نومه ويسبب له الشعور بالنعاس خلال النهار. وغالبًا ما يرتبط هذا الاضطراب بانخفاض مستوى الحديد في الدم.
يقوم الطبيب بتشخيص اضطرابات النوم لدى الأطفال من خلال إجراء فحص جسدي شامل والاستفسار عن التاريخ الطبي الكامل للطفل. يتضمن هذا التاريخ معلومات حول الأنشطة اليومية للطفل، وسلوكه في المدرسة، وظروف المعيشة في المنزل، بالإضافة إلى الأدوية التي قد تؤثر على نومه.
كما يطلب الطبيب إجراء مجموعة من الفحوصات والاختبارات للتأكد من التشخيص النهائي، ومنها:
- **مذكرات النوم اليومية**: يطلب الطبيب من الأهل متابعة أوقات نوم الطفل يوميًا لمدة أسبوع أو أسبوعين وتدوينها في مذكرة. تساعد هذه الملاحظات في تقديم نظرة شاملة عن عادات نوم الطفل، بما في ذلك أوقات النوم الليلية ومدة القيلولة.
- **دراسة النوم**: تُجرى هذه الدراسة في مختبرات متخصصة لقياس وتسجيل أنماط نوم الطفل، وتستخدم عادة لتشخيص اضطرابات متعددة مثل انقطاع النفس أثناء النوم.
- **تخطيط الدماغ**: يكشف هذا الاختبار عن النشاط الكهربائي للدماغ أثناء النوم، مما يساعد في قياس مراحل النوم ونوبات اليقظة لدى الطفل.
اختبار كمون النوم المتعدد (Multiple Sleep Latency Test) هو اختبار يُستخدم لتشخيص اضطراب النوم القهري ولتحديد أسباب النعاس غير المبرر لدى الأطفال. يقوم هذا الاختبار بقياس نشاط الدماغ وحركة العين لتحديد مدى سرعة دخول الطفل في النوم خلال مجموعة من فترات القيلولة.
اختبار النشاط الحركي (Actigraphy) يتضمن تزويد الطفل بجهاز يشبه الساعة مزود بمستشعر يقيس أنماط النوم والاستيقاظ. يُستخدم هذا الاختبار عادةً لتشخيص انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم والأرق.
اختبار الدم يمكن أن يكشف عن نقص الحديد، حيث تم ربط انخفاض مستويات الحديد في الدم باضطراب حركة الأطراف الدورية ومتلازمة تململ الساقين.
يحتاج الأطفال والمراهقون إلى ما لا يقل عن 9 ساعات من النوم كل ليلة. ومع ذلك، إذا كان الطفل يعاني من اضطرابات النوم، فقد لا يتمكن من الحصول على الكمية الكافية من الراحة. يمكن أن تؤدي مشاكل النوم وقلة عدد ساعات النوم إلى آثار سلبية متعددة على الأطفال، ومن أبرز هذه الأضرار:
**مشاكل في النمو:** يعتمد نمو الأطفال بشكل كبير على النوم المنتظم ليلاً، حيث يحدث أعلى مستوى لإفراز هرمون النمو خلال هذه الفترة. لذا، فإن قلة النوم أو النوم خلال النهار قد تؤثر سلباً على نمو الطفل بشكل ملحوظ.
**تراجع في كفاءة التعلم:** قد يواجه الأطفال الذين يعانون من اضطرابات النوم، خاصة بعد سن السنتين، صعوبة في التعلم واكتساب المهارات الجديدة.
**انخفاض مستوى النشاط:** قد تلاحظين أن الطفل يصبح أقل نشاطاً وحركة بعد فترة من عدم انتظام نومه، سواء في اللعب أو الأنشطة اليومية، ويميل إلى الاسترخاء والراحة.
تدهور العلاقات الاجتماعية للأطفال: قد يكون ذلك ناتجًا عن سوء المزاج الناتج عن قلة النوم، مما يؤدي إلى توتر العلاقات بين الطفل ومحيطه.
مشكلات في الذاكرة: تؤدي قلة النوم إلى صعوبات في الذاكرة، حيث قد يجد طفلك صعوبة في تذكر أحداث مهمة أو نسيان ما تعلمه من كلمات أو مهارات جديدة بسرعة.
تباطؤ ردود الفعل: إذا لاحظتِ أن ردود فعل طفلك أبطأ من المعتاد، فقد يكون ذلك نتيجة لقلة النوم. حيث لا يكون الطفل في حالة وعي كاملة، مما يجعله يتأخر في التعبير عن مشاعره ومواقفه. على سبيل المثال، إذا قدمتِ له هدية، قد يبقى لثوانٍ دون رد فعل، ثم يعبر عن فرحته بالهدية.
الإفراط في تناول الطعام: من النتائج الشائعة لقلة النوم لدى الأطفال هو الإفراط في تناول الطعام. فعدم حصول الطفل على قسط كافٍ من النوم يدفعه إلى تناول الطعام بشراهة ليتمكن من البقاء نشطًا خلال النهار.
يعتمد علاج اضطرابات النوم لدى الأطفال على تحديد السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى صعوبات النوم ليلاً. ومن بين طرق العلاج المتاحة:
. **العلاج السلوكي المعرفي**: يُعتبر العلاج السلوكي المعرفي وسيلة فعالة للتعامل مع العديد من مشكلات النوم لدى الأطفال، مثل الأرق، وفرط النوم، والخطل النومي. يهدف هذا العلاج إلى تغيير العادات السلبية المرتبطة بالنوم وتعليم الأطفال كيفية النوم بشكل صحيح.
. **الأدوية**: يمكن أن تكون بعض الأدوية المنبهة، مثل مودافينيل، مفيدة عند تناولها في الصباح، حيث تساعد على زيادة اليقظة خلال النهار. كما يمكن أن تسهم مضادات الاكتئاب عند تناولها قبل النوم في تحسين جودة نوم الطفل ليلاً.
**مكملات الحديد:** تُساهم مكملات الحديد في تعزيز مستويات الحديد في الدم، خاصةً لدى الأطفال الذين يعانون من اضطراب حركة الأطراف الدورية ومتلازمة تململ الساقين.
**ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر:** يُستخدم هذا العلاج لعلاج انقطاع النفس الانسدادي وتحسين التنفس أثناء النوم. حيث يرتدي الطفل قناعًا للأنف متصل بجهاز يقوم بتوليد ضغط هواء إيجابي، مما يساعد في الحفاظ على مجرى الهواء العلوي مفتوحًا خلال نوم الطفل.
**الجراحة:** تُعتبر الخيار العلاجي الأساسي للأطفال الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، حيث تشمل العملية إزالة اللوزتين والغدد الليمفاوية المتضخمة.
**تثقيف الوالدين:** يتم توجيه الآباء حول كيفية التعامل مع الطفل في حالات الخطل النومي، بما في ذلك كيفية التعامل مع الكوابيس الليلية.
**علاج اضطراب النوم باستخدام الضوء** يمكن الاستفادة من الضوء العلاجي لإعادة ضبط إيقاع الساعة البيولوجية لطفلك. حيث تقوم المصابيح الاصطناعية المصممة خصيصًا لهذا الغرض بإصدار ضوء أبيض أو أزرق. عند وضعها بالقرب من السرير، يمكن لهذه الأجهزة أن توفر ضوءًا ساطعًا للطفل في الصباح الباكر، مما يساعده على تعديل نمط نومه.ومع ذلك، قد يترتب على العلاج بالضوء الساطع بعض الآثار الجانبية، مثل جفاف العين أو تهيجها، بالإضافة إلى الصداع. لذا، من الضروري أن يتم مراقبة الطفل خلال هذه المرحلة العلاجية من قبل الطبيب.
1. **مراقبة أنماط النوم**: من المهم الحفاظ على مواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ.
2. **إنشاء روتين لوقت النوم**: يمكن أن يتضمن ذلك ارتداء ملابس النوم، وغسل اليدين والوجه، وتنظيف الأسنان، وإجراء محادثات قصيرة.
3. **اختيار ملابس مريحة**: يجب أن تكون الملابس مريحة، كما ينبغي ضبط درجة حرارة الغرفة لتكون مريحة وهادئة.
4. **تطبيق العلاج بالضوء**: تعتبر هذه الطريقة سهلة وفعالة من حيث التكلفة.
5. **التدخل في مواعيد النوم**: قد يتطلب الأمر تأخير وقت النوم أو مقاطعته في بعض الأحيان.
6. **تأخير وقت النوم**: تأخير النوم لمدة ساعة أو ساعتين يمكن أن يساعد في تقليل نوبات النوم خلال النهار.
7. **تحديد روتين منتظم**: من المهم الالتزام بجدول نوم ثابت كل ليلة وتجنب تغييره.
8. **تجنب تشجيع النوم المتأخر**: يجب عدم تشجيع الطفل على السهر، خاصة في عطلات نهاية الأسبوع.
9. **تشجيع النشاط البدني**: من المفيد أن يمارس الطفل التمارين الرياضية يوميًا.
10. **تقليل استخدام الشاشات**: يُفضل الحد من استخدام التلفاز، أو الكمبيوتر، أو الهاتف المحمول، أو الراديو، أو الموسيقى قبل النوم بساعة على الأقل.
11. **تجنب الكافيين**: يجب عدم إعطاء الأطفال أي أطعمة أو مشروبات تحتوي على الكافيين قبل النوم بست ساعات على الأقل.
12. **اتباع روتين مريح قبل النوم**: مثل إعطاء الطفل حمامًا دافئًا أو قراءة قصة له.
13. **التأكد من أن الغرفة مريحة**: يجب أن تكون بيئة النوم مهيأة بشكل جيد لضمان راحة الطفل.