تاريخ النشر: 2024-11-06
قد يواجه بعض الأشخاص مشكلة زيادة الوزن رغم اتباعهم نظامًا غذائيًا صحيًا، مما قد يسبب لهم شعورًا بالحيرة أو القلق. ومع ذلك، يشير الأخصائيون إلى أن 10-15% من مشكلات الوزن قد تكون مرتبطة باستخدام أنواع معينة من الأدوية. يختلف تأثير الأدوية على الوزن من فرد لآخر؛ فقد يعاني بعض الأشخاص من زيادة ملحوظة في الوزن نتيجة تناول دواء معين، بينما قد لا يواجه آخرون أي زيادة عند تناول نفس الدواء. تعتمد الزيادة في الوزن المرتبطة بالأدوية على عدة عوامل، مثل العمر، ونوع الدواء المستخدم، والمشكلات الصحية الأخرى التي يعاني منها المريض. من خلال موقع دليلي ميديكال، سنستعرض قائمة بأهم هذه العوامل.
تتنوع الأدوية التي قد تسبب زيادة الوزن، وتختلف الآليات التي تؤدي إلى ذلك. ومن بين هذه الآليات:
- بعض الأدوية تزيد من الشهية، مما يؤدي إلى تناول كميات أكبر من الطعام وبالتالي زيادة الوزن.
- هناك أدوية تؤثر على عمليات الأيض في الجسم، مما يقلل أو يبطئ قدرة الجسم على حرق السعرات الحرارية.
- بعض الأدوية تؤثر على كيفية امتصاص الجسم للسكريات والمواد الغذائية الأخرى وتخزينها.
- الأدوية التي تسبب الشعور بالتعب وضيق التنفس قد تقلل من قدرة الأشخاص على ممارسة التمارين الرياضية، مما يؤدي إلى تقليل نشاطهم وزيادة فرص زيادة الوزن.
- بعض الأدوية تؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم، مما يسبب زيادة الوزن حتى في غياب زيادة الدهون.
- هناك أدوية تسبب زيادة الوزن من خلال آليات غير معروفة.
عادةً ما يتم الكشف عن زيادة الوزن الناتجة عن الأدوية من خلال مراقبة التغيرات في الوزن خلال الزيارات الطبية، بالإضافة إلى الاستفسار عن أي تغييرات في الشهية وعادات الأكل، وكذلك النشاط البدني. كما يُجرى فحص جسدي للتأكد من أن زيادة الوزن ليست ناتجة عن حالات أخرى مثل احتباس السوائل أو الحمل، ويتم أخذ التاريخ الطبي للمريض والأدوية التي يتناولها بعين الاعتبار.
تعتبر معظم الأدوية النفسية مرتبطة بزيادة الوزن، لكن تختلف النسب من دواء لآخر. أظهرت دراسة أن دواء كلوميبرامين يسبب زيادة في الوزن بنسبة 34.8% لدى مرضى الوسواس القهري، مقارنة بأدوية سيرترالين وفلوكستين التي تسبب زيادة أقل (4.5% و8.7% على التوالي).
عادةً ما يبدأ الوزن في الانخفاض تدريجياً عند إيقاف الأدوية النفسية مثل مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان. ومع ذلك، إذا واجهت صعوبة في فقدان الوزن أو استمراره على حاله، يُنصح بمراجعة الطبيب الذي يمكنه توجيهك نحو نظام غذائي مناسب وممارسة الرياضة، أو قد يصف لك بعض الأدوية التي تساعد في ذلك.
تترافق المخاطر الناتجة عن زيادة الوزن بسبب تناول بعض الأدوية الموصوفة مع المخاطر العامة المرتبطة بزيادة الوزن. ومن المهم أن نلاحظ أن ليس كل زيادة في الوزن تستدعي القلق. فإذا كان وزنك أقل من المعدل الطبيعي أو حتى في نطاق الوزن المثالي قبل بدء العلاج، وزادت وزنك بمقدار كيلوغرام واحد نتيجة تناول الدواء، فإن ذلك قد لا يكون مقلقًا. ومع ذلك، فإن زيادة الوزن تصبح مصدرًا للمضاعفات الخطيرة إذا تجاوزت الحدود المقبولة.على سبيل المثال، إذا كنت تعاني من زيادة الوزن ووصف لك الطبيب دواءً قد يؤدي إلى زيادة الوزن، فإن ذلك قد لا يكون الخيار الأمثل، خاصة إذا كانت آثار الدواء الجانبية تفوق فوائده، أو إذا كان لديك تاريخ من المضاعفات المرتبطة بزيادة الوزن. في هذه الحالة، قد يكون وصف هذا الدواء غير مناسب من الناحية الطبية. لنستعرض بعض المخاطر المرتبطة بزيادة الوزن:
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض القلب.
- أمراض الكبد.
- السكتة الدماغية.
- السكري من النوع الثاني.
- متلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم.
بالطبع، تحدث بعض هذه المضاعفات نتيجة استمرار زيادة الوزن لفترة طويلة. وفي العديد من الحالات، لا تظهر هذه المضاعفات إذا اتخذ المريض خطوات لضبط وزنه، مثل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة. كما أن هناك قوانين في بعض الدول تلزم الشركات المصنعة للأدوية المعروفة بزيادة الوزن بتحمل تكاليف علاج المضاعفات الناتجة عن زيادة الوزن، أو تقديم تعويض مالي للمريض أو لأسرته.
. **مضادات الاكتئاب (Antidepressants):**- تعمل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) عن طريق منع المستقبلات في الدماغ من امتصاص السيروتونين، مما يزيد من توفر هذه المادة الكيميائية التي تعزز الشعور الجيد لإرسال الرسائل بين الخلايا العصبية. ورغم أن لها تأثيرًا إيجابيًا على المزاج، إلا أنها تؤثر أيضًا على الشهية
- إذا كان المريض يعاني من زيادة الوزن، فقد يكون الخيار المناسب هو التحويل إلى مضادات الاكتئاب المعروفة بأنها تسبب أقل زيادة في الوزن، مثل البوبروبيون.
**. حبوب منع الحمل:**- بعض وسائل منع الحمل قد تؤدي إلى زيادة الوزن، وذلك بسبب احتوائها على جرعة من هرمون البروجسترون الذي يعزز الشهية.
- الخبر الجيد هو أن هناك العديد من الخيارات المتاحة لتنظيم النسل، حيث وجدت بعض النساء أن استخدام جرعة منخفضة من حبوب هرمون الاستروجين أو اللولب غير الهرموني لا يؤثر على أوزانهن.
**. حاصرات بيتا (Beta blockers)** وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (Angiotensin-receptor blockers):
- تُستخدم هذه الأدوية لعلاج ضغط الدم وقد تُساعد أيضًا في الوقاية من الصداع النصفي، لكنها قد تؤدي إلى إبطاء عملية الأيض مما قد يسهم في زيادة الوزن.
- عادةً ما تكون مدرات البول هي الخيار الأول لعلاج ضغط الدم. إذا وصف لك الطبيب الأدوية المذكورة، فهذا يعني أن مدرات البول لم تكن فعالة بما فيه الكفاية، مما يشير إلى عدم وجود خيارات كافية لحالتك. لذا، يبقى الحل في تعديل نمط الحياة من خلال تحسين النظام الغذائي، مثل اتباع نظام غذائي نباتي منخفض السكر، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم.
**. الستيرويدات** :- تؤدي هذه الأدوية إلى الأرق، وزيادة الشهية، واحتباس السوائل.
- يُفضل استشارة طبيبك لتحديد الجرعة المناسبة وأقصى مدة يمكن خلالها تناول الدواء. لتفادي الأرق الناتج عن استخدام هذه الأدوية، والذي قد يسهم في زيادة كمية الطعام المتناولة ليلاً، يُنصح باتباع أساليب تحسين جودة النوم، مثل تجنب مشاهدة التلفاز في الساعات المتأخرة.
**. مضادات الهيستامين**:إذا كنت من الأشخاص الذين يتناولون مضادات الهيستامين يومياً لتفادي الحساسية الموسمية أو حساسية الحيوانات الأليفة، فإن الاستخدام المفرط لهذه الأدوية على المدى الطويل قد يؤدي إلى زيادة الوزن، خاصة لدى النساء.
- رغم أن الباحثين لا يعرفون السبب الدقيق وراء ذلك، إلا أنهم يعتقدون أن الأمر مرتبط بتعطيل إنتاج الهستامين في الجسم، مما قد يؤدي إلى شعورنا بالجوع.
- من الأفضل البحث عن بدائل للوقاية من الحساسية وعلاجها. على سبيل المثال، إذا كنت تعاني من احتقان أو سيلان الأنف، يمكنك استخدام رذاذ الأنف المضاد للاحتقان بدلاً من تناول الحبوب
**أدوية الصرع**يمكن أن تؤدي بعض الأدوية المستخدمة في علاج الصرع والتشنجات، وكذلك في الوقاية من الصداع النصفي (الشقيقة)، إلى زيادة الوزن، حيث تساهم في فتح الشهية. ومن بين هذه الأدوية:
- حمض الفالبوريك (Valproic acid).
- الكاربامازيبين (Carbamazepine).
- الجابابنتين (Gabapentin).
**أدوية مرض السكري**بعض الأدوية المستخدمة في علاج مرض السكري قد تؤدي إلى زيادة الوزن، وتشمل الفئات التالية:
- **الأنسولين**: يعمل الأنسولين على تعزيز دخول السكر (الجلوكوز) من الدم إلى الخلايا. إذا لم يتم حرق الجلوكوز من خلال ممارسة التمارين الرياضية، فإنه يتم تخزينه في الجسم على شكل دهون.
- **السلفونيل يوريا**: تُستخدم هذه الأدوية لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، حيث تساهم في زيادة إنتاج الأنسولين مما يقلل من مستوى السكر في الدم ويزيد من الشهية. من بين هذه الأدوية الغليبيزيد (Glipizide) والغليمبريد (Glimepiride) وغيرها.
- **الثيازوليدينديون**: تُستخدم هذه الأدوية أيضاً لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، وقد تؤدي إلى زيادة الوزن واحتباس السوائل. تشمل هذه الفئة البيوغليتازون (Pioglitazone) والروزيغليتازون (Rosiglitazone).
**أدوية ارتفاع ضغط الدم**يمكن أن يؤدي استخدام بعض فئات أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، المعروفة باسم حاصرات بيتا، إلى زيادة الوزن. حيث أن العديد من الأدوية القديمة في هذه الفئة قد تسبب شعورًا بالتعب والإرهاق للمريض، مما يقلل من نشاطه البدني وحرقه للسعرات الحرارية، وبالتالي قد يسهم في زيادة الوزن.
تشمل حاصرات بيتا التي قد تؤدي إلى زيادة الوزن أدوية مثل الميتوبرولول والاتنولول وغيرها.
**الكورتيزون**يُستخدم الكورتيزون عادةً لعلاج الحالات المزمنة مثل الربو، والحساسية، وأمراض المناعة الذاتية مثل الروماتيزم والذئبة. ومع ذلك، فإن أدوية الكورتيزون قد تسبب العديد من الآثار الجانبية، بما في ذلك زيادة الشهية، احتباس السوائل، واضطرابات في عملية التمثيل الغذائي، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن. لتقليل هذه الآثار الجانبية، يُفضل تناول الكورتيزون مع وجبات الطعام أو وجبات خفيفة صحية مثل الزبادي أو اللوز. ومن الأمثلة على هذه الأدوية بريدنيزون (Prednisone).
**مسكنات الألم**بعض أنواع مسكنات الألم قد تؤدي إلى زيادة الوزن بشكل غير مرغوب فيه. لذا، من المهم تقليل تناول المسكنات التي لا تتطلب وصفة طبية، على الرغم من أن هذا الأمر أصبح شائعًا بين الكثيرين.
تتوقف طريقة التعامل مع زيادة الوزن المرتبطة بالأدوية على حالة المريض، ويمكن اتخاذ الإجراءات التالية (بعد استشارة الطبيب):
1. **تغيير الدواء**: قد يقرر الطبيب المختص استبدال الدواء الذي يسبب زيادة الوزن ببديل مناسب وفعّال، خاصة في الحالات التي تؤدي فيها الأدوية إلى زيادة ملحوظة في الوزن تؤثر سلبًا على الصحة.
2. **تقليل جرعة الدواء**: إذا لم يكن من الممكن تغيير الدواء، قد يختار الطبيب تقليل الجرعة المستخدمة من الدواء الذي يسبب زيادة الوزن.
3. **تقليل تناول الصوديوم**: يُنصح بتجنب الأطعمة الغنية بالصوديوم (مثل ملح الطعام)، وخاصة الأطعمة المصنعة والمعلبة والوجبات السريعة التي تحتوي على كميات كبيرة من الصوديوم. يجب على الأشخاص الذين يتناولون مضادات الاكتئاب أن يكونوا حذرين من علامات نقص صوديوم الدم (Hyponatremia) التي قد تسببها هذه الأدوية، خصوصًا خلال الشهر الأول من استخدامها.
زيادة استهلاك البوتاسيوم: يُعتبر اتباع نظام غذائي غني بالبوتاسيوم وسيلة فعالة لفقدان الوزن الناتج عن استخدام الأدوية، بالإضافة إلى العديد من الفوائد الصحية الأخرى مثل خفض ضغط الدم والوقاية من السكتات الدماغية وهشاشة العظام. يُنصح بتناول الأطعمة الطبيعية الغنية بالبوتاسيوم، مثل الموز، والبطاطا الحلوة، والأفوكادو، والسبانخ، وماء جوز الهند، وغيرها.
تناول وجبات صغيرة ومتعددة: يساعد تناول وجبات صغيرة على التحكم في زيادة الشهية المرتبطة بالأدوية، مما يقلل من الشعور بالجوع. يُفضل التركيز على الأغذية المفيدة ذات السعرات الحرارية المنخفضة، مثل الخضروات غير النشوية.
النشاط البدني: يُعتبر الحفاظ على النشاط والحركة أمرًا ضروريًا للصحة ولتجنب زيادة الوزن. يُنصح جميع المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن بالتشاور مع طبيبهم حول الأنشطة الرياضية المناسبة لحالتهم الصحية.
الصيام المتقطع: قد يُساهم الصيام المتقطع في فقدان الوزن، بشرط أن يوافق الطبيب المختص على ذلك.
الحصول على قسط كافٍ من النوم: يُعتبر النوم الجيد ليلاً عاملاً مهمًا في دعم جهود فقدان الوزن، حيث يُساعد على تحسين العمليات الأيضية.