تتساءل العديد من النساء عن موانع الحمل، وما إذا كان التهاب المثانة يلعب دورًا في ذلك، خصوصًا لدى النساء اللاتي يعانين من التهاب المثانة المزمن أو المتكرر. هذا التساؤل لا يقتصر على النساء فقط، بل يمكن أن يشمل الرجال أيضًا. فهل يمكن أن يؤثر التهاب المثانة على القدرة على الحمل لدى كل من الرجل والمرأة؟ للإجابة على هذا السؤال، يجب أن نعرف أن عدوى الجهاز البولي تُعتبر من المشكلات الصحية الشائعة التي تصيب كلا الجنسين. في هذا المقال من  دليلي ميديكال، سنستعرض ما إذا كان التهاب المثانة يعد سببًا حقيقيًا لتأخر الحمل أو العقم.

**هل يمكن أن يحدث حمل مع التهاب المثانة؟**

 

هل يؤثر التهاب المثانة على القدرة على الحمل؟ للإجابة على هذا السؤال، هناك عدد قليل من الدراسات التي تناولت تأثير التهاب المثانة على الخصوبة، وكانت النتائج غير حاسمة. ومع ذلك، يمكن أن يؤثر التهاب المثانة الخِلالي على الحياة الجنسية إذا تسبب في ألم أثناء النشاط الجنسي أو زاد من حدة الحالة، مما قد يؤدي إلى صعوبة في حدوث الحمل.

**هل يسبب التهاب المثانة العقم؟**

 

يمكن أن تؤدي الالتهابات البولية الشديدة التي لم تُعالج لفترة طويلة إلى تأخر الحمل أو العقم، خاصة إذا انتقل الالتهاب إلى الجهاز التناسلي، مثل قناة فالوب والرحم، مما قد يسبب التهاب الحوض. جميع هذه المشكلات تعيق فرص الحمل وتقلل منها. بالنسبة للرجال، قد تؤثر هذه الالتهابات على إنتاج الحيوانات المنوية أو تقلل منها بسبب تأثيرها على الخصيتين والبروستاتا، أو قد تسبب انسدادًا في إحدى قنوات الجهاز التناسلي.

هل يمكن أن يحدث حمل في حالة وجود التهابات بولية؟

 

بشكل عام، الالتهابات البولية لا تمنع الحمل ولا تسبب العقم بشكل مباشر، وليست السبب الرئيسي وراء تأخر الحمل. ومع ذلك، في بعض الحالات النادرة، قد تؤدي الالتهابات الشديدة والمتكررة التي لم تُعالج بسرعة إلى مشاكل في الخصوبة. إذا استمرت هذه الالتهابات لفترة طويلة، فقد تنتشر إلى أجزاء من الجهاز التناسلي لدى كل من الرجل والمرأة. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي إلى انسداد في قناة فالوب وتكوين صديد داخلها، أو قد تؤثر على البروستاتا مما يؤدي إلى التهاب يؤثر على عدد وجودة الحيوانات المنوية.

**العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالتهابات مجرى البول**

 

تُعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المسالك البولية نظرًا لتكوين المسالك البولية لديهن، مما يجعلهن أكثر عرضة للعدوى. بالإضافة إلى ذلك، هناك عدة عوامل أخرى قد تزيد من خطر الإصابة بهذه الالتهابات:

- ضعف المناعة الناتج عن مرض السكري.

- التهاب المسالك البولية بعد النشاط الجنسي، حيث يمكن أن تنقل البكتيريا المهبلية إلى المسالك البولية والعكس.

- الخضوع لعمليات جراحية في المسالك البولية.

- العمر، حيث يكون الأطفال وكبار السن أكثر عرضة للإصابة.

- تضخم البروستاتا.

- استخدام القسطرة البولية.

- أي حالة تؤثر على تدفق البول، مثل حصوات الكلى.

- ممارسة الجنس ثلاث مرات أو أكثر في الأسبوع.

- الظروف المناخية الحارة مع قلة تناول الماء

هل يمكن أن يؤدي التهاب مجرى البول إلى العقم عند الرجال؟

 

في بعض الأحيان، قد يترافق التهاب المثانة أو قناة مجرى البول مع انتشار الالتهاب إلى الغدد والأوعية التناسلية. حيث يمكن أن تنتقل الأمراض المنقولة جنسياً عبر مجرى البول إلى أجزاء مختلفة من الجهاز التناسلي، مما يؤدي إلى مجموعة من الأمراض التي قد تعيق حدوث الحمل، ومنها:

- التهاب الخصية (orchitis).

- التهاب البربخ (epididymitis).

- التهاب الوعاء الناقل (funiculitis).

- التهاب غدة البروستاتا (prostatitis).

- التهاب الحويصلة المنوية (seminal vesiculitis).

يمكن أن تؤدي هذه الالتهابات إلى العقم عند الرجال من خلال عدة تغييرات، مثل تكوّن صديد في السائل المنوي مما يؤدي إلى موت الحيوانات المنوية أو ضعف حركتها (athenospermia أو necrospermia). كما يمكن أن يتسبب التهاب الوعاء الناقل في انسداده، مما يؤدي إلى حالة العقم الانسدادي (Obstructive azospermia). من الضروري معالجة التهاب مجرى البول عند الرجال لأنه قد يؤثر سلبًا على الخصوبة إذا تسبب في التهابات الأوعية والغدد التناسلية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التهاب مجرى البول المزمن إلى تكوين حصوات، مما قد يسبب انسداد مجرى البول والفشل الكلوي.

كيف تؤثر عدوى المسالك البولية على الحيوانات المنوية؟

 

هل يمكن أن يعيق التهاب المثانة الحمل؟ وهل يمكن أن يكون الرجل هو السبب في ذلك؟ تُعتبر عدوى المسالك البولية أكثر شيوعًا لدى النساء مقارنة بالرجال، وذلك بسبب قصر مجرى البول لديهن. ومع ذلك، يمكن أن تصيب هذه العدوى الرجال أيضًا نتيجة تراكم البكتيريا في المسالك البولية، وأحيانًا بسبب العدوى المنقولة جنسيًا. قد تتطور عدوى المسالك البولية لتؤثر على مجرى البول أو المثانة أو البروستاتا أو الكلى، مما قد يؤثر سلبًا على الخصوبة. يحدث ذلك بسبب زيادة عدد خلايا الدم البيضاء في المنطقة لمحاربة العدوى، والتي قد تطلق مواد تؤثر سلبًا على الحيوانات المنوية. يمكن للطبيب تشخيص هذه الحالة من خلال تحليل السائل المنوي، حيث يظهر وجود عدد كبير من كريات الدم البيضاء، ويقوم بوصف المضادات الحيوية لتحسين الخصوبة.

هل يؤثر التهاب المثانة على قدرة النساء على الحمل؟

 

عادةً لا يُعتبر التهاب المسالك البولية سببًا مباشرًا لتأخر الحمل لدى النساء، ولكن في بعض الحالات النادرة، قد يرتبط العقم بالتهاب الجهاز البولي. على الرغم من أن البول والسوائل التناسلية لا تتشارك نفس المسارات، إلا أن البكتيريا يمكن أن تنتقل من مجرى البول إلى المهبل وتدخل الجهاز التناسلي. كما يمكن أن تنتقل العدوى من المهبل أو الفرج إلى مجرى البول. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الأمراض المنقولة جنسياً مثل الكلاميديا والسيلان إلى تلف والتهاب وتندب في الرحم والمبيض وقناتَي فالوب، مما قد يسهم في حدوث العقم.

كيف يبدو التهاب المهبل؟

 

عادةً ما يظهر التهاب المهبل على شكل احمرار أو تورم في منطقة المهبل، وقد يصاحبه أحيانًا إفرازات غير طبيعية أو تهيج أو تقرحات. يختلف المظهر حسب السبب الكامن وراء الالتهاب.

هل يؤثر التهاب المهبل على الحمل؟

 

بعض حالات العدوى الجرثومية، مثل التهاب المهبل البكتيري، يمكن أن تؤدي إلى تمزق مبكر للأغشية المحيطة بالجنين.

هل يمكن حدوث الحمل مع وجود التهابات؟

 

إذا حدث التهاب في قناة فالوب مرة واحدة، فإن فرصة الإصابة بالعقم تصل إلى 15%، وقد ترتفع هذه النسبة إلى 50% في حال الإصابة بالالتهاب ثلاث مرات.

كم من الوقت يستمر التهاب المهبل؟

 

تختلف مدة التهاب المهبل حسب السبب. عادةً ما يمكن أن تشفى التهابات المهبل البكتيرية وعدوى الخميرة في غضون أسبوع مع العلاج المناسب، بينما قد يستغرق داء المشعرات وقتًا أطول للشفاء.

ماذا أفعل إذا عادت الأعراض بعد العلاج؟

 

ينبغي عليك مراجعة مقدم الرعاية الصحية الخاص بك لإعادة التقييم. قد يقومون بتعديل خطة العلاج الخاصة بك أو البحث عن أسباب أخرى محتملة.

هل يمكن أن يسبب التهاب المهبل النزيف؟

 

نعم، يمكن أن يؤدي التهاب المهبل إلى حدوث نزيف مهبلي نتيجة التهاب أو تهيج أنسجة المهبل.

هل يمكن أن يختفي التهاب المهبل من تلقاء نفسه؟

 

يعتمد ذلك على السبب. عادةً ما يتطلب التهاب المهبل البكتيري وعدوى الخميرة العلاج، ولكن بعض الحالات الخفيفة من عدوى الخميرة قد تشفى دون الحاجة إلى علاج.

هل التهاب المهبل معدٍ؟

 

نعم، يمكن أن ينتقل التهاب المهبل الجرثومي وعدوى الخميرة وداء المشعرات من خلال الاتصال الجنسي. أما الأسباب غير المعدية لالتهاب المهبل، مثل التهيج الكيميائي، فهي ليست معدية.

لماذا أستمر في الإصابة بالتهاب المهبل؟

 

يمكن أن يكون التهاب المهبل المتكرر ناتجًا عن عوامل مثل استخدام المضادات الحيوية، التغيرات الهرمونية، مرض السكري، ضعف جهاز المناعة، أو عدم كفاية العلاج للشركاء الجنسيين. يمكن أن تساعد استشارة مقدم الرعاية الصحية في تحديد الأسباب الكامنة ومعالجتها.

هل تؤثر الالتهابات المهبلية على نجاح عملية الحقن المجهري؟

 

تسأل العديد من النساء اللواتي يخططن لإجراء عملية الحقن المجهري ويعانين من بعض الالتهابات المهبلية عما إذا كانت هذه الالتهابات تؤثر على نسبة نجاح العملية.

ينصح العديد من الأطباء المتخصصين في مجال النساء والتوليد والحقن المجهري النساء اللواتي يعانين من الالتهابات المهبلية بضرورة علاجها قبل الشروع في عملية الحقن المجهري، نظرًا لتأثيرها المحتمل على نتائج العملية وقدرتها على التسبب في فشلها.

تؤثر الالتهابات المهبلية على نجاح الحقن المجهري بعدة طرق، منها:

 

1. **انخفاض جودة البويضات**: حيث يمكن أن تؤدي الالتهابات إلى تلف البويضات وتقليل فرص الحمل.

2. **تقليل فرص انغراس الأجنة**: وذلك بسبب التغيرات التي تحدث في بيئة الرحم نتيجة هذه الالتهابات.

3. **زيادة خطر الإصابة بالتهابات في الرحم**: نتيجة عدم معالجة الالتهابات المهبلية، مما قد يؤدي إلى حدوث الإجهاض أو الولادة المبكرة.

كيف سيتفاعل الدواء المخصص لعلاج التهاب المهبل مع أدويتي الأخرى؟

 

قد تتفاعل الأدوية المستخدمة لعلاج التهاب المهبل مع أدوية أخرى، مما قد يقلل من فعاليتها أو يسبب آثارًا جانبية. استشيري طبيبك للتأكد من الاستخدام الآمن.

هل تؤثر التهابات المهبل البكتيرية على تأخر الحمل؟

 

تعتبر التهابات المهبل البكتيرية (Bacterial Vaginosis) من الحالات الشائعة بين النساء اللواتي يعانين من العقم، مقارنةً بالنساء ذوات الخصوبة العالية. حيث يمكن أن تؤثر التهابات المهبل البكتيرية وأنواع العدوى الأخرى، وخاصة العدوى الناتجة عن الأمراض المنقولة جنسيًا (STIs)، على خصوبة المرأة بطرق عدة:

1. زيادة نشاط الجهاز المناعي الذي يقاوم العدوى والالتهابات، مما يخلق بيئة غير ملائمة للتكاثر والإخصاب.

2. تدمير بعض خلايا أنسجة المهبل والحيوانات المنوية، مما يبرز تأثير الالتهابات المهبلية على تأخر الحمل.

3. تقليل الإفرازات الصحية للمهبل خلال فترة التبويض.

4. تكوّن نسيج ندبي في قنوات فالوب، مما يؤدي إلى انسدادها، وبالتالي عدم التقاء الحيوان المنوي بالبويضة، مما يثبت أن الالتهابات المهبلية قد تسبب تأخر الحمل.

5. تغيير طبيعة الإفرازات المهبلية التي تعمل كخط دفاع ضد العدوى، مما يجعل المهبل أكثر عرضة لأنواع أخرى من الالتهابات.

يؤثر التهاب المهبل البكتيري على الحمل القائم من خلال النقاط التالية:

 

1. يزيد من احتمالية فقدان الحمل الكيميائي والحمل الناتج عن الإخصاب في المختبر (IVF).

2. يرفع من معدلات حدوث الإجهاض.

3. يزيد من فرص الولادات المبكرة، مما يعرض المولود لمضاعفات نقص الوزن.

4. يعرض الأم لخطر الإصابة بعدوى بعد الولادة.

**الوقاية من عدوى المسالك البولية**

 

تُعتبر التهابات المسالك البولية من العدوى الشائعة والمتكررة، والتي قد تنجم عن عدة عوامل. ومع ذلك، يمكن تقليل خطر الإصابة بها من خلال اتباع بعض الإرشادات والنصائح الوقائية، ومنها:

1. غسل اليدين جيدًا قبل استخدام المرحاض.

2. إفراغ المثانة فور الشعور بالحاجة للتبول، مع التأكد من إفراغها بالكامل.

3. بعد استخدام المرحاض، يُفضل المسح من الأمام إلى الخلف، وتجنب المسح ذهابًا وإيابًا بنفس ورقة التواليت.

4. شرب كمية كافية من الماء، تتراوح بين ست إلى ثماني أكواب يوميًا.

5. استخدام صابون سائل غير معطر أثناء الاستحمام.

6. تنظيف المنطقة التناسلية قبل ممارسة الجنس.

7. التبول بعد ممارسة الجنس لطرد أي بكتيريا قد تكون دخلت مجرى البول.

8. استخدام مزلق مائي أثناء ممارسة الجنس.

9. الحفاظ على جفاف المنطقة التناسلية من خلال ارتداء الملابس الداخلية القطنية والملابس الفضفاضة، وتجنب الجينز الضيق والملابس الداخلية المصنوعة من النايلون التي قد تحتفظ بالرطوبة، مما يهيئ بيئة مناسبة لنمو البكتيريا.

10. تناول فيتامين C لتعزيز مناعتك ضد العدوى.

باتباع هذه النصائح، يمكنك تقليل فرص الإصابة بعدوى المسالك البولية.