تاريخ النشر: 2024-10-26
عدوى تصيب القرنية، وهي الجزء الأمامي الشفاف من العين، وتنتج عن عدوى فيروسية. يمكن أن تؤثر هذه العدوى على طبقات متعددة من القرنية وتسبب التهابًا، كما قد تمتد لتصيب الأجزاء العميقة من العين، مثل القزحية، مما يؤدي إلى التهاب داخل العين. في السطور التالية،من خلال موقع دليلى ميديكال سنستعرض أسباب هذه الحالة، وأعراضها، وطرق الوقاية منها.
هربس العين، المعروف أيضًا باسم الهربس البصري، هو عدوى فيروسية تصيب العين نتيجة الإصابة بفيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1). هذا الفيروس هو نفسه الذي يسبب ظهور قروح البرد حول الفم والشفتين.في معظم الحالات، يؤثر هربس العين (الهربس البصري) على قرنية العين، ويُعرف في هذه الحالة بالتهاب القرنية الناتج عن فيروس الهربس. (حيث تعني كلمة "kerato" باللاتينية "القرنية" و"itis" تعني "التهاب").
يمكن أن يؤثر هربس العين على الخلايا السطحية للقرنية (التهاب القرنية بفيروس الهربس الظهاري) أو على الجسم الرئيسي للقرنية (التهاب القرنية بفيروس الهربس السدوي). وقد يؤدي التهاب القرنية بفيروس الهربس السدوي إلى تندب القرنية وفقدان الرؤية.
غالبًا ما يتسبب فيروس HSV-1 أيضًا في التهاب القزحية والأنسجة المرتبطة بها في الجزء الأمامي من العين (التهاب القزحية الرَّضحي) أو التهاب الشبكية في الجزء الخلفي من العين (التهاب الشبكية بفيروس الهربس).
حتى الآن، لا يوجد علاج مضاد للفيروسات يمكنه القضاء تمامًا على مرض هربس القزحية. تظل فيروسات الهربس موجودة في خلايا الجهاز العصبي، حيث تبقى غير نشطة لفترات طويلة قد تصل إلى أشهر أو سنوات. ولم يتم تطوير أي علاج قادر على التخلص من الفيروسات في حالتها الكامنة.
كلما زادت وتيرة نكس العدوى وتكرارها، زاد خطر الأذى على سطح القرنية. يمكن أن يؤدي تكرار نكس العدوى إلى ظهور قرحات عميقة، وتندب دائم، وتكوين أوعية دموية في القرنية، بالإضافة إلى شعور بالخدر على سطح العين. إن تكرار عدوى فيروس الهربس البسيط قد يؤدي إلى تدهور حاد في الرؤية، والذي قد يكون دائمًا.
**الأسباب وعوامل الخطر**: تنتقل عدوى فيروس الهربس البسيط عبر الغشاء المخاطي أو من خلال إفرازات الأغشية المخاطية المصابة، مثل الانتقال من الفم إلى الفم، أو من اللعاب أو السائل الدمعي الملوث بالفيروس إلى العين. بمجرد أن يصيب الفيروس العين، يصبح من المستحيل القضاء عليه.
**مدة الهربس العيني**:بعد التعرف على الهربس العيني، دعنا نبحث في مدة استمرار العدوى. كلا الفيروسين يمكن أن يبقيا في الجسم ويظلا نائمين مدى الحياة. ومع ذلك، عندما يضعف جهاز المناعة بسبب مرض معين، يزداد خطر استيقاظ أحد هذه الفيروسات، مما يؤدي إلى ظهور الهربس في منطقة معينة من الجسم.
الهربس على الجفون قد يكون مزعجًا وقبيح المظهر، كما أنه يمكن أن يشكل خطرًا على الصحة البصرية. يتساءل الكثيرون عن مدة استمرار الهربس العيني، لكن من الصعب تقديم إجابة دقيقة، حيث يتفاعل كل شخص بشكل مختلف مع هذه العدوى. عادةً ما يختفي هربس العين خلال بضعة أيام من بدء العلاج، في فترة تتراوح بين 5 إلى 10 أيام. ومع ذلك، كما هو الحال مع القروح الباردة، فإن ظهور الهربس يصبح حالة دورية، مما يعني أنه يمكن أن يتكرر من وقت لآخر.
بالفعل، يمكن أن يكون الهربس الموجود على الجفون أو العين معديًا في حال كان هناك اتصال مباشر مع إحدى هذه الآفات وكان الفيروس المسبب للحالة نشطًا. بمعنى آخر، إذا كنت قد تعرضت لنوبات سابقة ولمست هربسًا من شخص آخر، فإن هناك احتمالًا كبيرًا لنقل العدوى. حتى لمس آفة على الشفاه ثم فرك اليدين على العينين يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بهربس العين لدى الأشخاص الذين يحملون فيروسًا نشطًا. أما إذا لم تكن قد تعرضت لهربس العين من قبل، فإن خطر العدوى يكون أقل بكثير، أو قد لا تكون هناك عدوى على الإطلاق، تمامًا كما هو الحال مع الهربس الشفوي.
تُصنّف أنواع التهاب القرنية الهربسي بناءً على الطبقة المصابة من القرنية، وكذلك وفقًا لما إذا كان الالتهاب ناتجًا عن إصابة مباشرة بالفيروس أو عن رد فعل التهابي ناتج عنه:
. **التهاب القرنية الظهاري**: في هذا النوع، يغزو الفيروس ظهارة القرنية، مما يؤدي إلى ظهور آفات خطية متفرعة تُعرف بالقرحات المتغصنة. إذا لم تُعالج هذه القرحات، فإنها قد تتوسع وتنمو، مما يخلق مظهرًا يشبه الخرائط، ويُطلق عليها اسم التقرحات الجغرافية. كلما تأخرت فترة العلاج والشفاء، زاد عدد الندبات التي قد تتركها الإصابة، مما يؤدي إلى فقدان دائم في حدة البصر، خاصةً إذا كانت المنطقة المركزية من القرنية هي المتأثرة.
. **التهاب القرنية السدوي المناعي**: يظهر هذا النوع بعد الإصابة بالتهاب القرنية الظهاري، حيث يدخل الفيروس في حالة سُبات. يُعزى هذا الالتهاب إلى وجود جزيئات الفيروس داخل طبقة سدى القرنية، دون وجود فيروس نشط. تتعرض القرنية للتوذم أو "الانتفاخ"، مما يؤدي إلى فقدان البصر، بينما تبقى ظهارة القرنية سليمة.
**التهاب البطانة** هو إصابة مباشرة بالفيروس تؤدي إلى حدوث التهاب ثانوي في البطانة، وهي الطبقة الأعمق في القرنية. يتسبب ذلك في رد فعل التهابي داخل مقلة العين، مما يؤدي إلى تورم القرنية. كما يُلاحظ وجود كريات الدم البيضاء ملتصقة بالبطانة، بالإضافة إلى تواجدها في السائل المائي الذي يملأ مقلة العين من الداخل.
يحدث التهاب القرنية الهربسي نتيجة عدوى فيروس الهربس البسيط من النوع الأول، وهو فيروس شديد العدوى ينتشر غالبًا من خلال ملامسة الجلد لشخص مصاب. يُصاب حوالي 90% من الأفراد بهذا الفيروس، عادةً خلال مرحلة الطفولة.
بعد الإصابة، يبقى الفيروس في حالة كمون ويعيش داخل الخلايا العصبية في الجلد أو العين، وقد يُعاد تنشيطه بطرق متعددة، مثل:
- الضغط النفسي.
- الأضرار الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس.
- الحمى.
- صدمات للجسم (مثل الإصابات أو العمليات الجراحية).
- فترة الحيض.
- بعض الأدوية.
كما يمكن أن يكون التهاب القرنية الهربسي ناتجًا عن فيروس الهربس النطاقي، المعروف أيضًا باسم "القوباء المنطقية". وتختلف الأعراض والتأثيرات والعلاج في هذه الحالة عن تلك الناتجة عن فيروس الهربس البسيط.
يمكن أن يتسبب هربس العين في ظهور مجموعة متنوعة من الأعراض، بعضها قد لا يكون له علاقة مباشرة بالعين، مثل الصداع. وتختلف الأعراض التي تظهر على المصاب بناءً على نوع فيروس الهربس الذي تسبب في الإصابة بهربس العين، ومن أبرز هذه الأعراض:
. **أعراض هربس العين الناتج عن فيروس الهربس البسيط:**
- ألم داخل العين أو حول إحدى العينين.
- ضعف في حدة البصر.
- شعور بالألم عند التعرض للضوء الساطع.
- تورم أو ضبابية في القرنية.
- احمرار العين.
- زيادة في إفراز الدموع.
- إحساس بوجود أوساخ أو جسم غريب في العين.
. **أعراض هربس العين الناتج عن الفيروس النطاقي الحماقي:**
هذه هي أبرز الأعراض:
- احمرار وطفح جلدي أو تقرحات على الجفن وحول العين، أو حتى تقرحات داخل العين نفسها.
- شعور بالتنميل أو الوخز في منطقة العين، والذي قد يسبق ظهور الطفح الجلدي المذكور.
- أعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا، مثل: حمى خفيفة وإحساس عام بالضعف.
- أعراض أخرى مشابهة، مثل: ألم داخل العين أو حولها، احمرار العين، تورم القرنية أو ضبابية الرؤية.
يمكن أن يؤدي فيروس هربس العين إلى تلف دائم في العين، مما قد يسبب العمى.
**تشخيص الهربس العيني**
يعتبر التشخيص الدقيق لهربس العين أمرًا حيويًا لضمان العلاج الفعال. يمكن لطبيب العيون إجراء التشخيص من خلال:
- **الفحص الطبي في العيادة**: إجراء فحص شامل للعين باستخدام مصباح الشق للكشف عن علامات العدوى والالتهاب.
- **الثقافة الفيروسية**: جمع عينة من العين لتحديد وجود فيروس الهربس البسيط.
- **تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR)**: اختبار عالي الحساسية يهدف إلى اكتشاف الحمض النووي لفيروس الهربس البسيط في أنسجة العين.
- **صبغ الفلوريسين**: تطبيق صبغة فلورية على العين لتسليط الضوء على قرح القرنية والأضرار التي قد تكون لحقت بها.
**الأدوية المضادة للفيروسات**تعتبر الأدوية المضادة للفيروسات الأساس في علاج هربس العين، حيث تساهم في تقليل تكاثر الفيروس وتخفيف الأعراض. من بين الأدوية المضادة للفيروسات الشائعة:
- **اسيكلوفير (زوفيراكس)**: يتوفر في أشكال فموية وموضعية، ويتميز بفعاليته في تقليل شدة ومدة نوبات المرض.
- **فالاسيكلوفير (فالتريكس)**: يُؤخذ عن طريق الفم، ويتميز بامتصاص أفضل وتأثيرات تدوم لفترة أطول مقارنة بالأسيكلوفير.
- **تريفلوريدين (فيروبتيك)**: عبارة عن قطرة عينية موضعية مضادة للفيروسات تُستخدم لعلاج التهابات القرنية.
**الستيرويدات القشرية**يمكن أن تُوصف الكورتيكوستيرويدات لتقليل الالتهاب ومنع التندب في حالات التهاب القرنية السدوي أو الالتهاب الشديد. ومع ذلك، يجب استخدام هذه الأدوية بحذر ومراقبتها لتفادي الآثار الجانبية المحتملة، مثل ارتفاع ضغط العين والزرق.
**علاج الألم**يمكن أن تساعد مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين، في تخفيف الانزعاج والألم المرتبط بالهربس العيني. وفي بعض الحالات، قد يكون من الضروري استخدام مسكنات الألم الموصوفة.
**منع التكرار**يعتبر منع تكرار الهربس في العين جزءًا أساسيًا من إدارته. تشمل الاستراتيجيات المتبعة ما يلي:
- **العلاج الوقائي المضاد للفيروسات**: استخدام الأدوية المضادة للفيروسات على المدى الطويل لتقليل تكرار وشدة النوبات.
- **إدارة التوتر**: تطبيق تقنيات مثل التأمل واليوغا، بالإضافة إلى الاستشارة النفسية، للمساعدة في تقليل التوتر والمحفزات.
- **ممارسات النظافة الجيدة**: الحرص على غسل اليدين بانتظام وتجنب لمس العينين للحد من انتشار الفيروس
**علاج الألم**يمكن أن تساعد مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين، في تخفيف الانزعاج والألم المرتبط بالهربس العيني. وفي بعض الحالات، قد يكون من الضروري استخدام مسكنات الألم الموصوفة.
**منع التكرار**يعتبر منع تكرار الهربس في العين جزءًا أساسيًا من إدارته. تشمل الاستراتيجيات المتبعة ما يلي:
- **العلاج الوقائي المضاد للفيروسات**: استخدام الأدوية المضادة للفيروسات على المدى الطويل لتقليل تكرار وشدة النوبات.
- **إدارة التوتر**: تطبيق تقنيات مثل التأمل واليوغا، بالإضافة إلى الاستشارة النفسية، للمساعدة في تقليل التوتر والمحفزات.
- **ممارسات النظافة الجيدة**: الحرص على غسل اليدين بانتظام وتجنب لمس العينين للحد من انتشار الفيروس.