تاريخ النشر: 2024-10-23
المخدرات الرقمية: هل هي نغمات موسيقية للترفيه أم نوع من المخدرات؟ جميعنا نعلم أن الموسيقى قادرة على تغيير المزاج؛ فالأغاني الحزينة قد تثير مشاعر البكاء، بينما تمنحنا الأغاني المبهجة شعورًا من النشاط. لكن هل يمكن أن تؤثر الموسيقى بنفس الطريقة التي تؤثر بها العقاقير المحظورة؟ سنستعرض في السطور القادمة من خلال موقع دليلى ميديكال كيف تستهدف المواقع الإلكترونية أطفالنا من خلال ما يُعرف بالعقاقير الرقمية.
تُعرف المخدرات الرقمية بأنها نغمات موسيقية تُستخدم فيها موجات صوتية معينة تُستمع إليها عبر سماعات الأذن، حيث يتم تشغيل ترددين مختلفين؛ عادةً ما يكون التردد في الأذن اليسرى أقل من التردد في الأذن اليمنى بفارق لا يتجاوز 30 هيرتز. هذا الاختلاف يُحدث عدم استقرار في الإشارات الكهربائية العصبية في الدماغ، نتيجة محاولة الدماغ دمج الترددين للوصول إلى مستوى صوتي موحد. قد تُرافق المخدرات الرقمية مواد بصرية وألوان بتنسيق محدد ومدروس بهدف التأثير على الدماغ. يعتقد بعض الأفراد أن المخدرات الرقمية يمكن أن تُنتج تأثيرات مشابهة لتلك الناتجة عن المخدرات التقليدية، مثل النشوة والهلوسة. ومع ذلك، هناك أدلة علمية محدودة تدعم هذه الادعاءات، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن "المخدرات الرقمية" قد تؤدي إلى آثار سلبية على الصحة العقلية والجسدية، مثل اضطرابات النوم والقلق والاكتئاب.
بسبب قصر فترة ظهور المخدرات الرقمية وعدم انتشارها بشكل واسع، لم تُسجل أي حالات وفاة رسمية مرتبطة بها حتى الآن. قد يكون ذلك نتيجة لصعوبة تحديدها كسبب مباشر للوفاة، حيث لا توجد جرعات زائدة كما هو الحال مع المخدرات التقليدية، ولا تظهر أعراض جسدية واضحة يمكن من خلالها إثبات الوفاة نتيجة لهذا النوع من الموسيقى الرقمية.
على الرغم من عدم وجود أدلة قاطعة تثبت أن المخدرات الرقمية تسبب الإدمان، تشير بعض الدراسات إلى إمكانية تصنيفها كإدمان خفي. حيث يمكن أن تدفع الأفراد إلى الانعزال والبحث عن النشوة، وقد تؤدي بهم إلى إنفاق المال بشكل مفرط للحصول عليها.
نعم، المخدرات الرقمية موجودة، ويمكن الحصول عليها مجانًا أو مقابل مبلغ مالي من خلال الإنترنت. يلجأ بعض الأفراد إليها بحثًا عن النشوة والمتعة دون التعرض للأضرار الجسدية أو القلق من عواقب تعاطي المواد المخدرة الكيميائية.
**إفراز الدوبامين**: يقوم الدماغ بإفراز الدوبامين عند الشعور بالمتعة، ويعتبر الدوبامين مادة كيميائية أساسية تلعب دورًا حيويًا في التعلم والذاكرة والمكافآت. تؤدي المخدرات الرقمية إلى إفراز كميات كبيرة من الدوبامين، مما يسهم في حدوث الإدمان.
**تغيرات في هيكل الدماغ**: يمكن أن تؤدي المخدرات الرقمية إلى تغييرات في بنية الدماغ، مثل تآكل المادة الرمادية في مناطق معينة، والتي تلعب دورًا مهمًا في التعلم والذاكرة والتحكم في السلوك.
**اضطرابات المزاج**: قد تسبب المخدرات الرقمية اضطرابات مزاجية، مثل الاكتئاب والقلق.
**مشاكل في الذاكرة**: يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في الذاكرة، مثل صعوبة التركيز والتذكر.
**مشاكل في التعلم**: قد تسبب أيضًا صعوبات في التعلم، مثل صعوبة الفهم والاستيعاب.
يسعى المستفيدون من الإدمان دائمًا إلى ابتكار مخدرات جديدة لزيادة أرباحهم، لذا قاموا بتطوير أنواع من المخدرات الرقمية التي تُروج على أنها قانونية وتحقق تأثيرات مشابهة للمخدرات التقليدية، بهدف جذب أكبر عدد ممكن من المدمنين. ومن أبرز هذه الأنواع:
- **موجات الأفيون**: مقطوعات موسيقية تمنح المدمن شعورًا بالانتشاء والسعادة، مشابهًا لتأثير الأفيون.
- **موجات الكحول**: أصوات موسيقية معينة توفر تأثيرات مشابهة لتناول المشروبات الكحولية.
- **موجات الجنس**: موسيقى تعمل كنوع من المخدر الرقمي، مما يثير شعورًا بالنشوة الجنسية يشبه ما يحدث أثناء ممارسة العلاقة الجنسية.
- **موجات الكوكايين**: تُعتبر من أكثر الأنواع شهرة وتحظى بإقبال كبير، حيث تنشط هذه الموجات الجهاز العصبي وخلايا المخ، مما يؤدي إلى شعور بالهياج والنشاط الزائد، كما يحدث عند تناول الكوكايين.
- **موجات الماريجوانا**: موجات صوتية تمنح المدمن شعورًا بالرفاهية وتزيد من الإدراك الحسي، مثل رؤية الألوان بشكل أكثر بريقًا، وهي أعراض مشابهة لتأثير مخدر الماريجوانا.
يعتقد البعض أن لهذه الطقوس شكلًا محددًا، حيث يجب أن يتم ذلك في غرفة ذات إضاءة خافتة، مع تغطية العينين، وارتداء ملابس فضفاضة. كما يُنصح بشرب الماء قبل الاستماع إلى المقطع، وهذه هي جميع الأدوات التي يحتاجها الشخص للوصول إلى أقصى درجات التأثير والنشوة الناتجة عن سماع هذه المقاطع.
تعمل المخدرات الرقمية على توفير أصوات تشبه الذبذبات والأصوات المشوشة من خلال السماعات. تكون قوة الصوت في نطاق أقل من 1000 إلى 1500 هيرتز، مما يسمح بسماع الدقات. أما التأثير المخدر لهذه النغمات فيتحقق من خلال تزويد طرفي السماعة بترددات صوتية مختلفة قليلاً، حيث يكون الفارق بينهما حوالي 30 هيرتز. لذلك، يُنصح باستخدام سماعات عالية الجودة من نوع "ستيريو" لتحقيق أعلى مستويات الدقة والتركيز. الفارق بين طرفي السماعة هو ما يحدد حجم الجرعة؛ فكلما زاد هذا الفارق، زادت الجرعة المتلقاة.
هناك بعض الأدلة التي تشير إلى حدوث تغييرات في حالة العقل عند التعرض لنبضات معينة في كلتا الأذنين، وهو ما يُستخدم في بعض تقنيات التنويم. تُستخدم المسارات الصوتية للمخدرات الرقمية لتعزيز الشعور بالتركيز والاسترخاء وتحسين المزاج، ولكن لا توجد أدلة قاطعة تدعم استخدامها كبديل للمواد المخدرة، كما لو كان الشخص قد تناول عقارًا يسبب الانتشاء.
تُعتبر المخدرات الإلكترونية نوعًا من الإيحاء النفسي، حيث تُهيئ العقل الباطن للشخص ليشعر بالنشوة والاسترخاء عند الاستماع إلى ترددات صوتية معينة. وعلى عكس المخدرات التقليدية مثل الحشيش والكوكايين، التي يمكن التعرف على طرق تعاطيها وأشكالها، فإن المخدرات الإلكترونية تُستمع إليها عبر سماعات الأذن أو مكبرات الصوت، وتتطلب مستوى عالٍ من التركيز. كما أن تأثيرها يختلف عن تأثير الموسيقى العادية، حيث توجد موسيقى تساعد على الاسترخاء وأخرى تعزز النشاط.
تعمل المخدرات الرقمية على إحداث تفاعل في الدماغ، حيث يسعى الدماغ إلى مزامنة الترددات الصوتية في الأذنين اليمنى واليسرى لتحقيق توازن في مستوى الصوت. هذا الجهد يترك الدماغ في حالة من عدم الاستقرار على صعيد الإشارات الكهربائية التي يرسلها. بناءً على ذلك، يقوم المروجون لاستخدام هذه المخدرات باختيار نوع العقار المناسب. من خلال دراسة حالة الدماغ وطبيعة الإشارات الكهربائية الناتجة عن تعاطي نوع معين من المخدرات، يمكن تحديد حالة النشوة المرغوبة، حيث يستهدف كل نوع من المخدرات الرقمية نمطاً معيناً من النشاط الدماغي
**اضطراب الدماغ:**تعمل هذه المخدرات على تنشيط مستشعرين حسيين مختلفين في الدماغ عبر العصب السمعي، مما يؤدي إلى محاولة الدماغ التعامل مع هذه الإشارات، مما ينتج عنه عدم استقرار في النشاط الكهربائي العصبي وحدوث اضطرابات.
**التبعية النفسية:**تؤدي المخدرات الرقمية إلى عزلة الشخص عن البيئة المحيطة به، وتسبب إهمال الوظائف الأساسية، بالإضافة إلى تشتيت الانتباه. كما تتسبب في أضرار أخرى تستهدف الدماغ بشكل رئيسي، مثل القلق والأرق وزيادة حدة نوبات الصرع.
تتسبب المخدرات الرقمية في مجموعة من المخاطر التي تؤثر على الصحة العقلية والجسدية، ومن أبرزها:
- الاضطرابات النفسية: قد تؤدي إلى ظهور اضطرابات نفسية متعددة، مثل الاكتئاب والقلق والفصام.
- المشكلات السلوكية: يمكن أن تسهم في حدوث مشكلات سلوكية، مثل العنف والانحرافات الجنائية.
- المشكلات الصحية الجسدية: قد تؤدي إلى مشاكل صحية جسدية متنوعة، مثل أمراض القلب والسكري والسرطان.
هناك مجموعة من النصائح التي يمكن أن تساعد الأهل في حماية أبنائهم من إدمان المخدرات الرقمية، ومنها:
1. متابعة المحتوى الصوتي الذي يستمع إليه الأبناء عبر الإنترنت لفترات طويلة.
2. توعية الأبناء بمخاطر المخدرات الرقمية، وتطبيق رقابة صارمة عليهم.
3. استغلال أوقات الفراغ في ممارسة أنشطة مفيدة مثل الرسم أو الرياضة.
4. فتح حوار مع الأبناء حول مخاوفهم، وتقديم حلول إيجابية لمشاكلهم.
5. تجنب استخدام العنف أو التهديد في التعامل، والحرص على احتواء الأبناء خاصة في مرحلة المراهقة.
6. تعزيز ثقة الأبناء بأنفسهم، وتقديم الدعم الكامل لهم لخوض التجارب والمغامرات الحياتية.
يشير المتخصصون إلى عدة عوامل تجعل المخدرات الرقمية أكثر تهديدًا من نظيراتها التقليدية، ومن هذه العوامل:
1. **سهولة الوصول إليها**: يمكن تحميل العديد من الملفات المجانية المتعلقة بالمخدرات الإلكترونية عبر الإنترنت بنقرة زر واحدة، كما أن هناك الكثير من المحتوى المتاح على موقع يوتيوب، مما يؤدي إلى وقوع العديد من الضحايا يوميًا.
2. **أسعارها المنخفضة**: تتراوح أسعار شراء هذه الملفات على الإنترنت من حوالي 3 دولارات، وقد تصل إلى حوالي 100 دولار لكل مقطع.
3. **صعوبة اكتشافها مبكرًا**: غالبًا ما تظهر على الشخص المدمن تغييرات في العادات والسلوكيات، ولكن لا يوجد دليل مادي يثبت وقوعه في الإدمان، مما يجعل من الصعب التعرف على المشكلة في وقت مبكر.
حتى الآن، لا يمكن التأكيد بشكل قاطع على أن المخدرات الرقمية تؤثر بنفس القدر الذي تؤثر به المخدرات التقليدية مثل الشم أو الحقن، ولكن بعض الدراسات تشير إلى أن لها تأثيرات جسدية ونفسية متعددة على المستخدمين، مثل التشنجات والرجفة.
من أبرز أساليب العلاج من الإدمان على المخدرات الرقمية:
1. تنظيم جلسات توعوية للمتعاطين حول مخاطر المخدرات الرقمية وتأثيراتها على الصحة البدنية والنفسية.
2. تشجيع الأهل على إدماج أبنائهم المتعاطين في أنشطة متنوعة تساعدهم على التخلص من هوس الاستماع إلى هذه النغمات وإدمانها.
3. مراقبة الأهل للهواتف المحمولة والحواسيب الخاصة بأبنائهم، والعمل على حجب المواقع التي تقدم مثل هذا المحتوى.
4. في حال عدم قدرة الأهل على تحسين وضع أبنائهم، ينبغي عليهم اللجوء إلى مراكز متخصصة في علاج الإدمان أو استشارة الأطباء والمستشارين.