تاريخ النشر: 2024-10-22
قد يواجه الأهل صعوبة في إدراك أن طفلهم يعاني من الحرمان العاطفي وما يترتب على ذلك من تأثيرات على شخصيته، سواء في مرحلة الطفولة أو حتى بعد أن يكبر. ومع ذلك، فإن آثار الحرمان العاطفي على نفسية الطفل وشخصيته قد تكون خطيرة وطويلة الأمد. لذا، من الضروري فهم العلامات التي تشير إلى الحرمان العاطفي من خلال موقع دليلى ميديكال وكيفية التعامل معها من أجل مساعدة الطفل في التغلب على هذه الآثار.
هو عدم حصول الطفل على ما يحتاجه من الحنان والتعاطف والتواصل العاطفي ما يضعف الروابط الشخصية أو يقطعها بين الطفل وأسرته أو مقدمي الرعاية.والحرمان العاطفي عند الطفل ينعكس على شخصيته وشعوره تجاه نفسه وتجاه المقربين كالوالدين والأخوة والأصدقاء، فالتواصل الذي يفتقده الطفل المحروم عاطفياً مهم للغاية لتأكيد الحب والانتماء وهو جزء أساسي من التربية.
هناك بعض الأنواع من الحرمان العاطفي التي يتعرض لها الطفل وهي:
الحرمان من الحماية: حيث يتفقد الطفل الشعور بالأمان والحماية من الوالدين مما يجعله دائم الشعور بالخوف.
الحرمان من التواصل: وذلك عندما يفتقد الطفل الشعور بالتواصل مع من حوله وفهم احتياجاته النفسية.
الحرمان من التعاطف: وهنا يشعر الطفل بأن لا يوجد شخص يسمعه ويشعر به أو يهتم به.
الحرمان العاطفي هو عدم تلقي الطفل لما يحتاجه من حنان وتعاطف وتواصل عاطفي، مما يؤدي إلى ضعف أو انقطاع الروابط الشخصية بينه وبين أسرته أو مقدمي الرعاية. يؤثر الحرمان العاطفي على شخصية الطفل وشعوره تجاه نفسه وتجاه الأشخاص المقربين منه مثل الوالدين والإخوة والأصدقاء. فالتواصل الذي يفتقده الطفل المحروم عاطفياً يعد ضرورياً لتأكيد مشاعر الحب والانتماء، وهو جزء أساسي من عملية التربية.
**العناق:** يمنح العناق الطفل شعورًا بالراحة والأمان، حيث يشعر بالحنان والدعم عندما يحتضنه أحد والديه. لذا، من المهم أن يقوم الآباء بعناقه بين الحين والآخر، خاصة في الأوقات التي يشعر فيها بالحزن أو التعب، لإعادة تقديم الحب والحنان الذي قد يكون قد فقده.
**النشاطات المشتركة:** تلعب النشاطات المشتركة دورًا حيويًا في بناء روابط عاطفية تعزز شعور الطفل بالأمان والاهتمام. هذه الأنشطة تساهم في تقوية العلاقة بين الطفل ووالديه، مما يساعد الطفل على تعويض الحنان الذي حُرم منه سابقًا.
**تلبية الرغبات:** من السلوكيات التي تعكس الاهتمام والعطف على الطفل هي محاولة تلبية رغباته. سواء كان ذلك من خلال شراء لعبة يحبها، أو إعداد طعام يفضله، أو الخروج في نزهة إلى مكان يرغب فيه، فإن هذه الأفعال تعزز شعور الطفل بالحب والرعاية.
**تقبيل الطفل:** يُعتبر تقبيل الطفل من أبرز أشكال الاتصال الجسدي التي تعبر عن الحب، حيث يخلق جوًا من العطف والحنان الذي يسعد الطفل ويشعره بحب والديه.
**مشاركة الطفل في اللعب:** تُعد مشاركة الطفل في اللعب من أكثر الطرق فعالية لإعادة شعوره بالحنان الذي قد يكون فقده. هذه المشاركة تعزز الروابط العاطفية وتساعد الطفل على الشعور بالحب والاهتمام.
**المدح والثناء** : يشعر الطفل بفيض من الحب والحنان عندما يتلقى كلمات الإشادة والتقدير من والديه، حيث يكون لهذا المدح تأثير خاص يختلف عن أي شخص آخر. هذا الإطراء يمنح الطفل دفعة قوية من مشاعر الحب والاحترام والثقة، مما يعوضه عن أي نقص في الحنان.
هناك عدة علامات وأعراض رئيسية تشير إلى أن الطفل قد يعاني من الحرمان العاطفي. من أبرز هذه العلامات اضطرابات في الشهية والنوم، بالإضافة إلى مشكلات في السلوك والمزاج. قد يظهر الطفل أيضًا علامات العزلة وصعوبات في التواصل الاجتماعي والتعلم. وفي بعض الحالات، قد تظهر علامات أكثر خطورة مثل التلعثم في الكلام والتبول اللاإرادي.
**اضطرابات الطعام:** يعاني الأطفال الذين يتعرضون للحرمان العاطفي غالبًا من مشاكل في تناول الطعام والشهية. قد يظهر ذلك في شكل زيادة في الشراهة كوسيلة لتعويض ما ينقصهم، أو نقص في الشهية نتيجة للمشاعر السلبية والاكتئاب المرتبطين بالحرمان.
**اضطرابات النوم:** يمكن أن يتسبب الحرمان العاطفي في ظهور مشاكل في النوم لدى الطفل، حيث يصبح نومه غير منتظم. قد يعاني من القلق والأرق أو التفكير المفرط، مما يؤدي إلى اضطراب في نمط نومه، مثل النوم لفترات طويلة في بعض الأحيان وعدم القدرة على النوم في أوقات أخرى، أو السهر ليلاً والنوم نهارًا، بالإضافة إلى الاستيقاظ المتكرر خلال الليل ومشاكل تململ الساقين.
**الاضطرابات الانفعالية والسلوك العدواني:** الطفل الذي يعاني من الحرمان العاطفي لا يحصل على القدر الكافي من الاهتمام والحب، مما يؤثر سلبًا على قدرته على ضبط وفهم عواطفه. هذا قد يؤدي إلى سلوكيات عصبية أو عدوانية، مثل الشعور بالحزن الشديد دون سبب واضح، أو الغضب المبالغ فيه تجاه مواقف بسيطة، أو ضعف الثقة بالنفس، بالإضافة إلى قلة التفاعل ونقص الدافعية بشكل عام.
**الوحدة والعزلة:** يمكن أن يؤدي الحرمان العاطفي إلى تكوّن شعور لدى الطفل بأنه غير مقبول وغير محبوب، مما يؤثر سلبًا على ثقته بنفسه وقدرته على التفاعل الاجتماعي ورغبته في التواصل مع الآخرين. كل ذلك قد يسهم في شعوره بالوحدة والعزلة.
**الحزن والاكتئاب:** غالبًا ما يظهر على الطفل الذي يعاني من الحرمان العاطفي علامات الحزن والاكتئاب، حيث تفتقر ملامحه إلى مشاعر الفرح والمرح التي تُعتبر طبيعية في مرحلة الطفولة.
**اليأس والإحباط:** يشعر الطفل الذي يتعرض للحرمان العاطفي بعدم الجدوى من الأمور، ويعتقد أنه غير محبوب من قبل والديه. مع مرور الوقت، تتبلد مشاعره، مما يؤدي إلى شعوره باليأس والإحباط.
**التراجع والنكوص:** من أبرز علامات الحرمان العاطفي لدى الأطفال هو تراجعهم في بعض المهارات الأساسية التي اكتسبوها، خاصةً الأطفال دون سن الخامسة، الذين قد يظهرون فقدانًا لبعض مهارات الكلام، مثل التأتأة أو التلعثم، أو قد يعانون من التبول اللاإرادي. كما قد يعودون إلى عادات الطفولة المبكرة مثل مص الإصبع أو الزحف، ويتعمدون التحدث بطريقة الأطفال الأصغر سنًا. أما الأطفال الأكبر سنًا، فقد يلاحظ تراجع ملحوظ في مستواهم الدراسي، بالإضافة إلى انخفاض قدرتهم على التركيز والانتباه ورغبتهم في اكتساب المعرفة.
**الحساسية المفرطة:** من المتوقع أن يكون الطفل الذي يعاني من الحرمان العاطفي أكثر حساسية في تفاعلاته مع الآخرين عندما يكبر. فهو يتأثر بشدة بالانتقادات أو حتى بالمزاح، ويغضب بسرعة، ويجد صعوبة في التكيف مع الآخرين بشكل مرن.
**مشاعر النقص والدونية:** تؤدي زيادة مشاعر الحرمان العاطفي لدى الطفل إلى تأثيرات سلبية على ثقته بنفسه ورؤيته لذاته وعلاقته بأسرته في المستقبل. قد تتكون لديه أفكار سلبية تجعله يشعر بأنه غير مقبول وأن الآخرين لا يرغبون في تكوين علاقات معه، مما قد يؤدي إلى نشوء مشاعر النقص والدونية إذا استمرت هذه الحالة.
**ضعف العلاقات الاجتماعية:** نتيجة للحساسية المفرطة وضعف الثقة بالنفس ومشاعر الرفض، سواء كانت حقيقية أو متخيلة، يصبح الشخص الذي عانى من الحرمان العاطفي في طفولته أقل قدرة على بناء علاقات اجتماعية والتفاعل بانسجام مع الآخرين. حيث يكون أكثر حذراً وجموداً في تعامله مع الناس.
**ضعف الثقة بالنفس:** بسبب الحرمان العاطفي ونقص التشجيع والدعم والاعتراف بالإنجازات والقدرات خلال مرحلة الطفولة، ينشأ الشخص دون نظرة إيجابية عن ذاته، حيث تسيطر عليه الأفكار السلبية ومشاعر النقص، مما يؤدي إلى ضعف ثقته بنفسه.
تنمية مشاعر سلبية تجاه الوالدين: يعاني الطفل الذي يتعرض للحرمان العاطفي والإهمال في صغره من مشاعر وأفكار سلبية تجاه والديه، مثل الشعور بالأنانية، وعدم الحب من قبلهما، والغيرة من إخوته الذين يتلقون اهتمامًا أكبر. كل هذه المشاعر تؤثر سلبًا على علاقتهما عندما يكبر.
الانطوائية وصعوبات التواصل: نتيجة لضعف العلاقات الاجتماعية ومهارات التواصل لدى الطفل الذي تعرض للحرمان العاطفي، فإنه قد يشعر بالإحباط والخجل والرفض. وعندما يكبر، من المرجح أن يميل إلى الانطوائية والابتعاد عن الآخرين.
**زيادة مشاعر الخجل:** من بين الأعراض التي قد تظهر على الطفل الذي يعاني من الحرمان العاطفي هي زيادة مشاعر الخجل، والتي تنشأ نتيجة توقعه لاستجابات سلبية من الآخرين، بالإضافة إلى ضعف ثقته بنفسه ومشاعر النقص التي يشعر بها.
**التعلق بشخص آخر غير الوالدين:** الطفل الذي يفتقر إلى الاهتمام العاطفي من والديه قد يسعى للبحث عن هذا الاهتمام لدى شخص آخر. لذا، يُعتبر تعلق الطفل بشخص غير والديه من أبرز علامات الحرمان العاطفي.
**سهولة الانخداع من الغرباء:** ينشئ الحرمان العاطفي لدى الطفل شخصية هشة وسريعة التعلق، مما يجعله ضعيف الخبرة في فهم نوايا ورغبات الآخرين، وبالتالي يصبح عرضة للاستغلال والخداع من قبل الغرباء.
**تراجع الأداء الدراسي:** غالباً ما يرتبط ضعف الاهتمام بالطفل بالحرمان العاطفي، حيث يؤدي هذا الحرمان إلى عدم اهتمام الطفل بدروسه، مما ينعكس سلباً على تحصيله الدراسي ومستواه في المدرسة.
تراجع مهارات الذكاء: يعاني الطفل الذي يفتقر إلى الدعم العاطفي من انشغاله المستمر بالتفكير في مدى اهتمام والديه به ومحبتهما له، بالإضافة إلى كيفية نظر الآخرين إليه ومدى تقبلهم له. هذه الأفكار المتكررة تؤثر سلباً على تركيزه وتجعله مشتت الذهن، مما ينعكس سلباً على مستوى ذكائه ومهاراته.
كثرة الشرود: يظهر على الطفل المحروم عاطفياً أنه كثير التفكير، حيث ينشغل دائماً بكيفية التعامل مع الآخرين وكيفية كسب محبة واهتمام والديه. هذا الانشغال يؤدي إلى تشتت ذهنه وكثرة شروده أثناء انغماسه في هذه الأفكار.
**ظهور اضطرابات في التعلق:** غالبًا ما يؤدي الحرمان العاطفي إلى ظهور مشكلات في أنماط التعلق لدى الطفل، مثل ضعف الارتباط بالوالدين، أو زيادة التعلق بأحدهما، أو التعلق المرضي بأصدقاء أو أشقاء، أو حتى اضطراب التعلق التفاعلي.
**تطوير سلوكيات مضطربة:** قد تؤثر تجربة الحرمان العاطفي على شخصية الطفل، مما يجعله يظهر أنماط سلوكية مضطربة، مثل الانسحاب الاجتماعي، أو العدوانية وسرعة الغضب، أو حتى الصمت المفرط.
**تأخر في النمو والتطور الشخصي:** من الممكن أن يؤثر الحرمان العاطفي على نمو شخصية الطفل في بعض الجوانب، مثل ضعف الاستقلالية، وقلة تحمل المسؤولية، وضعف المهارات الحياتية، وعدم القدرة على تلبية احتياجاته الشخصية.
**اضطراب العلاقة مع الوالدين:** يؤثر الحرمان العاطفي على علاقة الطفل بوالديه، حيث يضعف ارتباطه بهما، ويجعله أقل قدرة على التعبير عن رغباته وأفكاره، كما يقلل من تعاطفه مع مشاكلهما، وقد يؤدي إلى عدم التعرف الجيد على شخصياتهما.
**تأخر في تطوير مهارات التواصل:** يؤثر الشعور بالحرمان العاطفي لدى الطفل على تطوير مهاراته في التواصل، مما يؤدي إلى تأخر في اكتساب اللغة لدى الأطفال الصغار، أو ضعف في المهارات الاجتماعية، أو عدم القدرة على التعبير عن المشاعر والرغبات، بالإضافة إلى صعوبة تكوين آراء واتجاهات خاصة تجاه مختلف جوانب الحياة.
**ضعف الشخصية في التفاعل مع الأقران:** غالبًا ما يؤثر الحرمان العاطفي على علاقات الطفل مع أقرانه، مما قد يؤدي إلى تجنبه التفاعل مع الأطفال الآخرين أو محاولته فرض نفسه عليهم، مع شعوره بأنه أقل منهم ورغبته في الحصول على قبولهم.
**تشكيل شخصية تابعة:** يؤثر الحرمان العاطفي على ثقة الطفل بنفسه ورؤيته لذاته وتوقعاته حول كيفية رؤية الآخرين له. غالبًا ما يشعر بالرفض ويفتقر إلى الثقة في قدراته، مما يؤدي إلى تطور شخصية تابعة تسعى للانقياد خلف الشخصيات الأقوى.
الشعور بالذنب ولوم الذات: قد يعتقد الطفل الذي يواجه الحرمان العاطفي أنه هو السبب وراء هذا الحرمان، وأنه غير محبوب من قبل والديه، وهما أقرب الأشخاص إليه. هذا الاعتقاد يؤدي إلى شعوره بالذنب ولوم نفسه حتى على أبسط الأخطاء التي قد يرتكبها.
للأسف، إذا لم يتم معالجة مشكلة الحرمان العاطفي لدى الأطفال، فإن ذلك قد يؤدي إلى ظهور آثار سلبية عديدة. من بين هذه الآثار:
يعاني الطفل الذي يشعر بالحرمان العاطفي من مشاعر الحزن والاكتئاب والوحدة، رغم أنه قد يجد صعوبة في التعبير عن هذه المشاعر بشكل مباشر، إلا أنها تظل تؤثر عليه بشكل كبير.
كما أن الطفل لا يتوقع من الآخرين تقديم المساعدة أو الحماية أو التعاطف معه، لأنه يكون غير قادر على تحديد احتياجاته بشكل واضح.
يعاني الطفل الذي يواجه الحرمان العاطفي من مشاعر الحزن والاكتئاب والوحدة، رغم أنه قد يجد صعوبة في التعبير عن هذه المشاعر بشكل مباشر، إلا أنها تسيطر عليه بشكل كبير.
لا يتوقع الطفل من الآخرين تقديم المساعدة أو الحماية أو فهم مشاعره، لأنه يكون غير قادر على تحديد احتياجاته بوضوح.
على المدى الطويل، يشعر الطفل بأنه غير مهم في حياة أسرته، مما يدفعه إلى تفضيل الانعزال عنهم عندما يكبر ويصبح شخصًا انطوائيًا
توجد العديد من الأخطاء التي يرتكبها الوالدان أثناء تربية أطفالهم، مما قد يؤدي إلى شعور الأبناء بالكره تجاههم. ومن بين هذه الأسباب:
**عدم المساواة في التربية بين الأخوة**: يُعتبر هذا الأمر من العوامل السلبية التي تؤثر على نفسية الطفل. وقد أوصى رسولنا الكريم بالعدل في التربية، حيث قال عليه الصلاة والسلام: "واتقوا الله وأعدلوا بين أبنائكم".
**إهمال نفسية الطفل واحتياجاته**: عندما لا يشعر الطفل بأن والديه يفهمون نفسيته واحتياجاته، فإن ذلك قد يؤدي إلى شعوره بالكره تجاههم.
**إدخال الأطفال إلى سوق العمل في سن مبكرة**: بعض الآباء يفرضون على أطفالهم العمل في مراحل مبكرة من حياتهم، مما يجعل الطفل يشعر بأنه فقد فرصة الاستمتاع بطفولته، وبالتالي يزداد كرهه لوالديه.
بعض الآباء يسمحون لأطفالهم بالانخراط في سوق العمل في سن مبكرة، مما يؤدي إلى شعور الطفل بالاستياء تجاه والديه لأنه يشعر بأنه لم ينعم بفترة طفولته.
إذا كان أحد الوالدين منحرفًا ويدرك الطفل ذلك، فقد يتسبب في اهتزاز صورة الوالدين في عينيه، مما يجعله يشعر بالكره تجاههم.
استخدام الضرب والإهانة كوسيلة للتربية يعد من السلبيات التي تؤدي إلى شعور الطفل بالاستياء تجاه والديه.
بخل الوالدين في إظهار المشاعر تجاه أطفالهم، وليس فقط في الأمور المادية، يؤثر سلبًا على العلاقة بينهم.
تعامل الأب مع الأم بعنف، سواء بالضرب أو الشتائم أمام الأطفال، يساهم في تعزيز مشاعر الكره لدى الطفل تجاه والده.
إحراج الطفل وانتقاده أمام الآخرين، بالإضافة إلى توبيخه أمام الناس، يترك آثارًا سلبية على نفسيته.
**الاهتمام بالطفل وتعزيز العلاقة معه:** يحتاج الطفل الذي يفتقر إلى الحنان إلى الشعور بمحبة عائلته واهتمامهم به. لذا، فإن الخطوة الأولى لمعالجة مشكلة نقص الحنان هي إعادة بناء العلاقة معه وتعزيز التواصل، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي، من خلال جميع الوسائل الممكنة.
**الحفاظ على التواصل الجسدي مع الطفل:** يُعتبر التواصل الجسدي، مثل اللمس والعناق والتقبيل، من أهم الطرق لتلبية احتياجات الطفل العاطفية. فالتواصل الجسدي بين الأهل والطفل يعكس أعلى درجات الحنان والتعاطف.
**الاعتذار للطفل، خاصة في مرحلة المراهقة:** قد يكون الاعتذار للطفل والتحدث معه عن مشاعر الحرمان العاطفي خطوة أولى فعالة في معالجة نقص الحنان. هذا يمكن أن يساعد في تقليل مشاعر الكراهية أو الاستياء التي قد يشعر بها تجاه أهله، ويساهم في تصحيح المفاهيم الخاطئة التي تكونت لديه.
تحدث مع طفلك بطريقة ودية: عندما يتواصل أحد الأبوين مع طفله الذي يشعر بنقص في الحنان والإهمال العاطفي، فإن ذلك يمكن أن يساعده في التغلب على هذه المشاعر السلبية بطرق متعددة. من جهة، يمكن أن يسهم ذلك في تمكين الطفل من التعبير عن مشاعره وكشف ما يخفيه من حزن وانزعاج وخوف، مما يساعده على التخلص من هذه المشاعر مع مرور الوقت. ومن جهة أخرى، يعيد ذلك للطفل ثقته بأهله ويشعره بأنه مهم بالنسبة لهم، مما يساعده على تجاوز مشاعر النقص والرفض.
إظهار الحب والحنان من خلال الأفعال: لتعويض الطفل عن نقص الحنان، يجب أن يترافق ذلك مع سلوكيات تعبر عن الحب والاهتمام، مثل العناق وتقبيل الطفل وتقديم الهدايا له، بالإضافة إلى عدم تركه يلعب أو يجلس بمفرده.
مساعدة الطفل في التغلب على آثار الحرمان العاطفي: في بعض الأحيان، قد يجد الوالدان صعوبة في إيجاد الطريقة المناسبة لتعويض الطفل عن الحرمان العاطفي الذي تعرض له، وقد لا يمتلكان المهارات اللازمة لذلك لذا يُفضل دعم الطفل في عملية العلاج من خلال الاستعانة بمختصين في التعامل مع الأطفال. حيث يقوم هؤلاء المختصون بإجراء محادثات مع الطفل لمساعدته في التغلب على المشاعر السلبية، وفي الوقت نفسه، يقدمون للآباء الإرشادات اللازمة للتعامل مع أطفالهم وتعويضهم عن نقص الحنان.