تاريخ النشر: 2024-10-10
يُعتبر تدخين السجائر والفيب من العادات غير الصحية التي قد تعرض الأفراد للعديد من المخاطر الصحية. يؤثر النيكوتين سلبًا على جودة النوم، سواء أثناء فترة التدخين أو عند محاولة الإقلاع عنه، حيث يعاني بعض الأشخاص من اضطرابات النوم بعد التوقف عن التدخين، مما يجعل هذه الخطوة أحيانًا صعبة. في هذا التقرير، يستعرض "دليلى ميديكال" العلاقة بين تدخين السجائر والفيب والنوم
يعاني الكثير من المدخنين من اضطرابات في النوم، حيث يصبح الحصول على نوم عميق أكثر صعوبة خلال الأيام والأسابيع الأولى بعد التوقف عن التدخين. تشير الدراسات إلى أن حوالي نصف المدخنين السابقين يواجهون مشاكل في النوم أثناء محاولتهم الإقلاع عن هذه العادة، مما قد يؤدي إلى نقص النوم ويزيد من صعوبة الابتعاد عن السجائر.
يعتبر النيكوتين مادة منشطة، لكنه يؤثر أيضًا على تعديل المزاج. فعندما تشعر بالملل أو النعاس أو التعب، يعمل النيكوتين كمنشط يساعدك على الشعور بمزيد من اليقظة. وعلى الجانب الآخر، إذا كنت تعاني من القلق، فإنه يمكن أن يخفف من حدة هذا القلق. إذا كان التدخين يساعدك في الحفاظ على توازن حالتك المزاجية طوال اليوم، فقد يصبح ذلك تحديًا بعد الإقلاع عن التدخين.
يعتبر التدخين سببًا رئيسيًا للإدمان في فترة زمنية قصيرة، وذلك بسبب احتوائه على النيكوتين، الذي يعد العنصر المسؤول عن إدمان منتجات التبغ بشكل عام، بما في ذلك السجائر. تعتمد كمية النيكوتين التي تدخل الجسم على طريقة التدخين، والتي تختلف من شخص لآخر، بالإضافة إلى نوع المنتج المستخدم وتركيز النيكوتين فيه.يتم امتصاص النيكوتين عبر الفم، ثم ينتقل إلى مجرى الدم ليصل إلى الرئتين والدماغ في غضون ثوانٍ قليلة. كلما زادت كمية التدخين، زادت نسبة امتصاص الجسم للنيكوتين.
تحتوي السجائر على حوالي 600 مكون، والعديد من هذه المكونات موجودة أيضًا في السيجار والشيشة. وعند احتراق هذه المكونات، يتم إنتاج أكثر من 7000 مركب كيميائي ضار بالجسم، من بينها 69 مركبًا على الأقل مرتبطًا بالسرطان.لا توجد طريقة آمنة للتدخين؛ فإدخال التبغ إلى الجسم يسبب أضرارًا صحية على المدى الطويل، وقد يستغرق الأمر وقتًا حتى تختفي آثاره الجانبية. استبدال السجائر بمنتجات أخرى مثل السيجار أو البايب أو الشيشة لن يقيك من أضرار التدخين، كما أن المنتجات الحديثة مثل الـ vape تحتوي أيضًا على التبغ.
للتدخين آثار جانبية ومضاعفات عديدة يعرفها الكثيرون، ولكن قد يجهل البعض أن النيكوتين، وهو أحد مكونات الدخان، يعد مادة منشطة تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، مما قد يؤدي إلى مشاكل في النوم. كما أن هذا التأثير يمكن أن يسبب نوعًا من الإدمان الجسدي، حيث أن غياب أو انخفاض مستوى النيكوتين في الجسم أثناء النوم قد يؤدي إلى تقطع النوم.
عند التدخين، تدخل العديد من المواد الضارة إلى الجسم، بما في ذلك النيكوتين الذي يمنح المدخنين شعورًا بالنشاط. لذا، عند الإقلاع عن التدخين، قد يشعر الشخص بالتعب أو الخمول، وهو ما يعود جزئيًا إلى عملية إزالة السموم التي يمر بها الجسم، وجزئيًا إلى انخفاض مستوى النيكوتين في الدم، الذي يعمل كمحفز طبيعي للشعور بالنشاط.
يُعتبر النيكوتين مزيجًا من المخدرات والمنبهات في آن واحد. عند دخوله إلى الجسم، يُحفز النيكوتين الغدد الكظرية، مما يؤدي إلى إفراز الأدرينالين، وبالتالي زيادة معدل ضربات القلب، وسرعة التنفس، وارتفاع ضغط الدم.
يؤدي التدخين إلى تقليل مستوى الأكسجين في الدم، مما يجعل القلب والرئتين يعملان بجهد أكبر، مما يُسبب الشعور بالتعب. كما أن النيكوتين الموجود في التبغ يُحفز إفراز الأدرينالين، مما يجعل الشخص يشعر بالتعب عندما يزول تأثيره. يحتوي دخان التبغ على أكثر من 7000 مادة كيميائية.
الإقلاع عن تدخين السجائر يمكن أن يساعد في علاج الأرق وتحسين جودة النوم.
يعاني المدخنون من اضطرابات النوم نتيجة التأثير المباشر للنيكوتين، وهو المركب الكيميائي الموجود في السجائر، على الخلايا العصبية، بالإضافة إلى تأثيره على الساعة البيولوجية للجسم ودورة النوم والاستيقاظ. فالتدخين لا يسبب فقط مشاكل صحية خطيرة مثل سرطان الرئة ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) وأمراض القلب، بل يرتبط أيضًا بالقلق والاكتئاب.
إذا قام شخص ما باستخدام النيكوتين قرب وقت النوم، فقد يؤدي ذلك إلى تعطيل النواقل العصبية المسؤولة عن عملية النوم، مما يجعل من الصعب عليه الاستغراق في النوم. كما قد يعاني المدخنون من اضطراب في إيقاعهم اليومي الطبيعي.
يؤثر النيكوتين على الأفراد أثناء التدخين وأيضًا عند الإقلاع عنه وانسحابه من الجسم، وذلك على النحو التالي:
**أثناء التدخين:** قد يؤدي تدخين السجائر أو الفيب إلى زيادة خطر الإصابة باضطرابات النوم، مثل انقطاع النفس أثناء النوم. وبما أن النيكوتين يعتبر منبهًا، فإنه قد يخفي شعور الإرهاق؛ فإذا كنت تشعر بالنعاس، فإن جرعة من النيكوتين قد تساعدك على الشعور باليقظة في اليوم التالي.
يرتبط التدخين باضطراب في الإيقاع اليومي وبنية النوم، وهي نمط مراحل النوم التي تحدث خلال الليل. تشير الأبحاث إلى أن المدخنين الحاليين يعانون من نوم متقطع، مما يؤدي إلى الأرق وصعوبة النعاس، وقلة ساعات النوم، وصعوبة الدخول في مرحلة النوم العميق.
**عند الإقلاع عن التدخين:** في الأيام القليلة الأولى بعد التوقف عن التدخين، يواجه الجسم اضطرابات، حيث تتفاعل النهايات العصبية والمستقبلات في جميع أنحاء الجسم مع النيكوتين. قد يعاني الشخص من مجموعة من الآثار الجانبية، تتراوح بين الإمساك والإسهال إلى الصداع والقلق.
أثناء تكيف الجسم مع غياب النيكوتين والمواد الكيميائية الضارة الأخرى، قد تظهر تحديات إضافية في النوم.
يصل النيكوتين إلى مجرى الدم بسرعة ويؤثر على المواد الكيميائية في الدماغ، مما يؤدي إلى زيادة مؤقتة في مستويات الطاقة وتقليل التوتر. على الرغم من أن هذه التأثيرات قد تبدو إيجابية في البداية، إلا أن آثار النيكوتين قصيرة الأمد، مما يسبب للجسم العديد من الأضرار لاحقًا.
تدخين السجائر قبل النوم ليس فكرة جيدة لعدة أسباب. فالسجائر تحتوي على النيكوتين، الذي يعمل كمنبه. بالنسبة للأشخاص الذين يدخنون قبل النوم على أمل الاسترخاء، فإنهم في الواقع يرسلون إشارة لجسدهم ليتنبه بدلاً من الاسترخاء. يؤثر النيكوتين على تسريع نبضات القلب وزيادة اليقظة، مما يجعل من الصعب الاستغراق في النوم. بالإضافة إلى ذلك، يدخل النيكوتين إلى الدماغ والدم خلال ثوانٍ، ويغادر الجسم خلال ساعات، مما يجعل معظم المدخنين يعانون من أعراض انسحاب النيكوتين أثناء محاولتهم النوم. كلما قل نومك، زادت حاجتك للنوم، مما يضيف الحرمان من النوم إلى قائمة الآثار السلبية للنيكوتين والتدخين بشكل عام.
يؤثر التدخين المستمر بشكل ملحوظ على هيكل نومك. وعندما نتحدث عن تغيير هيكل النوم، فإننا نشير إلى المراحل المختلفة التي تمر بها أثناء بداية النوم، بدءًا من النوم الخفيف، ثم النوم العميق، وصولًا إلى نوم حركة العين السريعة (REM). وقد أظهرت العديد من الدراسات أن التدخين له تأثير سلبي على جودة النوم بشكل عام، وكذلك على الوقت الذي نقضيه في كل مرحلة من مراحل النوم. تشير الأبحاث إلى أن كل سيجارة تُدخن تعادل فقدان 1.2 دقيقة من النوم.
بالنسبة للمدخنين المنتظمين، فإنهم يستغرقون وقتًا أطول للخلود إلى النوم، وينامون لفترات أقل، ولا يحصلون على نفس القدر من النوم العميق كما هو الحال مع غير المدخنين. في المتوسط، ينام المدخنون أقل بمقدار 33 دقيقة، ويقضون حوالي 4% فقط من وقتهم في مرحلة نوم حركة العين السريعة. لكن، تجدر الإشارة إلى أن مشاكل النوم هذه تختفي بمجرد الإقلاع عن التدخين. يرتبط التدخين أيضًا بمشكلتين شائعتين: الأرق، ومشاكل التنفس غير المنتظم مثل الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم.
تُعتبر أفضل وسيلة للحصول على نوم هانئ هي الإقلاع عن التدخين. تشير الإحصائيات إلى أن 85% من المدخنين يواجهون صعوبة في الأسبوع الأول من الإقلاع، ولكن إذا كنت مصممًا على الاستمرار، فإن النجاح سيكون حليفك.
تحدث مع طبيبك للعثور على الطريقة الأنسب لك. من الخيارات المتاحة، يمكنك استخدام علكة النيكوتين أو اللاصقات أو أي وسيلة أخرى تناسبك. إذا كنت مدخنًا وقررت الإقلاع، فهناك خبر سار بانتظارك: ستستمتع بنوم هادئ بعد فترة تصل إلى 30 يومًا. لذا، من المهم أن تلتزم خلال هذه الفترة وأن تكون واعيًا لذلك جيدًا.
هناك مجموعة من الخطوات التي ينبغي على المدخن اتباعها للتخلص من التدخين والإقلاع عنه.
- يجب أن تكون لدى المدخن رغبة قوية وإرادة حقيقية للإقلاع عن التدخين.
- من الضروري أن يحصل على دعم معنوي ونفسي من أسرته وأصدقائه والمحيطين به.
- يمكنه الانضمام إلى مجموعات الدعم المتاحة على الإنترنت أو بشكل شخصي.
- ينبغي البدء فورًا في التخلص من السجائر والولاعات والمنافض.
- يجب غسل جميع الملابس للتخلص من رائحة الدخان، وتنظيف السيارة لإزالة آثار الدخان منها.
- يُفضل الاشتراك في رياضة معينة وممارستها بانتظام.
- من المهم تجنب العزلة والحرص على التواجد مع الأصدقاء والداعمين.
- يمكن استبدال السجائر بعلكة بنكهة النعناع أو خالية من السكر أو أي بديل آخر.
يجب على المتعافي أن يتحمل الأعراض الانسحابية وأن يكون قادرًا على مواجهتها، ومن بين هذه الأعراض:
1- الشعور المستمر بالصداع.
2- التوتر والقلق.
3- فقدان الطاقة الذي يشعر به المدخن خلال فترة التعافي.
4- الإحساس الدائم بنقص الطاقة والاكتئاب، بالإضافة إلى آلام في المعدة.