تاريخ النشر: 2024-09-24
قد لا تدرك أن بعض أساليب التربية السيئة قد تضر بأطفالك أكثر مما تفيدهم، سواء كان ذلك عن غير قصد أو بشكل متعمد، وسواء كنت تتبع أسلوب تربية حديث أو تقليدي. في هذا المقال من موقع دليلى ميديكال، سنستعرض أبرز الآثار النفسية التي قد يعاني منها الطفل نتيجة سلوكيات التربية الخاطئة والتعامل السلبي، بالإضافة إلى كيفية تجنب هذه السلوكيات الضارة في التعامل مع الأطفال.
تعتبر المعلومات التالية من أبرز ما يوضح العمر الذي تتشكل فيه شخصية الطفل:
من سن 3 إلى 5 سنوات، يبدأ الطفل في تكوين شخصيته، ويصبح قادرًا على التعبير عن نفسه من خلال الكلمات. في هذه المرحلة، التي تُعرف بمرحلة ما قبل المدرسة، يبدأ الأطفال في ممارسة ضبط النفس ويقل اعتمادهم على والديهم والآخرين، حيث يبدأون في الاعتماد على أنفسهم. كما يصبح الطفل في هذه الفترة قادرًا على التحكم في ردود أفعاله تجاه مشاعر الخوف والانزعاج والحماس.
أيضًا، خلال هذه المرحلة العمرية، يبدأ الطفل في اكتساب الثقة بنفسه ويصبح أكثر وعيًا بكيفية التعامل مع الآخرين، نتيجة لاكتسابه الخبرات المناسبة لعمره وللمواقف التي يواجهها.
1. أولاً، يجب أن أكون قدوة، فهي واحدة من أهم الوسائل وأكثرها تأثيرًا على طفلي. عندما أعبّر عن مشاعري بوضوح، مستخدمة تعبيرات الوجه والجسد، سواء كانت مشاعر إيجابية أو سلبية. على سبيل المثال، عندما أشعر بالمرض، أقول لهم "أنا مريضة"، وعندما أكون غاضبة أو حزينة أو سعيدة، أعبّر عن ذلك بوضوح. كما أقول "أنا جائعة"، "أنا عطشانة"، "أنا أحبك"، "أنا أفتقدك"، "أنا نعسانة".
2. عندما ألاحظ أن طفلي يشعر بمشاعر معينة لكنه لا يستطيع التعبير عنها، يمكنني مساعدته من خلال سؤاله: "كيف تشعر؟" أو "حاسس بإيه؟". أسأله إن كان يشعر بالنعاس، الحزن، أو الجوع. وأحاول تجنب السؤال العام "كيف حالك؟" لأنه لا يحدد المشاعر بشكل واضح، ويمكن أن تكون إجابته "أنا بخير".
3. في مرحلة لاحقة، عندما ألاحظ أن الطفل أصبح قادرًا على استيعاب الأمور بشكل أفضل، أقدم له صورًا تعبر عن مشاعر مختلفة، وأسمي كل شعور في الصورة. ثم أسأله في أوقات مختلفة من اليوم أن يختار الصورة التي تعكس مشاعره الحالية.
4. يمكن استخدام بعض الأنشطة والقصص لتحفيزه على التعبير عن مشاعره وفهمها بشكل أفضل. كما أشجعه على استخدامها للتعبير عن نفسه عندما يواجه موقفًا معينًا، وأسأله عن شعوره بقول: "كيف تشعر الآن؟".
تتأثر شخصية الطفل وتتكون نتيجة لعدة عوامل، وفيما يلي أبرز هذه العوامل:
**تأثير الوالدين:** يلعب الوالدان دورًا حاسمًا في تشكيل شخصية الطفل من خلال طريقة تعاملهما معه، بالإضافة إلى طبيعة الأجواء الأسرية التي يقدمانها. كما أن تصرفاتهما وطريقة تفاعلهما مع الآخرين تؤثر بشكل مباشر على سلوك الطفل، الذي يتعلم منهما الكثير.
**بيئة المنزل:** يُعتبر الاستقرار في المنزل الذي ينشأ فيه الطفل أساسًا لسلامة شخصيته وصحته النفسية. يشمل هذا الاستقرار الجوانب النفسية والمادية.
**البيئة المدرسية:** تؤثر المدرسة أيضًا بشكل كبير على شخصية الطفل، حيث يقضي فيها جزءًا كبيرًا من وقته. لذا، من المهم أن يحرص الوالدان على تسجيل طفلهم في مدرسة تجمع بين المناهج الدراسية والأنشطة اللاصفية، مما يسهم في نمو شخصيته بشكل سليم.
**الثقافة:** تلعب الثقافة التي ينتمي إليها الطفل دورًا مهمًا في تشكيل شخصيته، حيث تؤثر على أفكاره وعاداته ومعتقداته.
أساليب التربية: تتشكل شخصية الطفل بناءً على الأساليب التربوية التي يتبعها والديه. فإذا كانت هذه الأساليب تتضمن ممارسات سلبية، مثل الإفراط في الحماية، فإن الطفل قد يكتسب سلوكيات سلبية مثل الأنانية. وعلى العكس، فإن الأساليب التربوية الإيجابية تعزز لدى الطفل سلوكيات إيجابية مثل الصدق والانضباط.
وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي: تؤثر هذه الوسائل بشكل مباشر على شخصية الطفل والسمات والسلوكيات التي يكتسبها. لذا، من الضروري أن يراقب الأهل المحتوى الذي يتعرض له أطفالهم، ويختاروا الأنسب لهم.
طرق لتعزيز شخصية الطفل
هناك عدة ممارسات تساهم في تعزيز شخصية الطفل وبنائها بشكل إيجابي، منها:
. الاستماع للطفل عندما يتحدث وأخذ آرائه بجدية.
. استغلال الأخطاء التي يرتكبها الطفل كفرص لتعليم دروس قيمة تساعده على التصرف بشكل صحيح، بدلاً من معاقبته فورًا.
. تقديم حب غير مشروط للطفل، ومدح شخصيته وسلوكياته الإيجابية أمامه وأمام الآخرين.
. معاملة الآخرين أمام الطفل بأسلوب قائم على الاحترام والمودة.
. تشجيع الطفل على الانخراط في ألعاب مفيدة تتضمن نشاطًا بدنيًا، مع تحديد وقت معين لاستخدام الأجهزة الإلكترونية للعب وغيرها.
. اتخاذ القرارات بدلاً من الطفل: تُعتبر هذه العادة من العادات المتوارثة التي تضر بشخصية الطفل منذ صغره. فعندما يتدخل الوالدان في الرد على أي سؤال أو تعليق موجه للطفل، فإنهم بذلك يحرمونه من فرصة التعبير عن رأيه ووجهة نظره. صحيح أن هناك مواقف تتطلب أن يكون لرأي الوالدين دور أساسي، لكن ذلك لا يمنع من فتح باب الحوار مع الأطفال وتبادل الآراء معهم، مما يمنحهم شعورًا بالحرية في اتخاذ القرارات، خاصة تلك التي تتعلق بهم. فعندما يُعطى الأطفال الفرصة للتعبير عن آرائهم، فإن ذلك يعزز ثقتهم بأنفسهم أولاً، وثقتهم بوالديهم ثانيًا، مما يجعلهم يقتدون بهم في اتخاذ القرارات بشكل صحيح.
استخدام عبارات سلبية لوصف طفلك بشكل يومي، مثل "أنت كاذب"، "أنت فاشل"، "أنت ضعيف"، و"أنت جبان"، يمكن أن يؤدي إلى تبني هذه الصفات بشكل غير واعٍ. هذا النوع من الكلام يؤثر سلبًا على ثقته بنفسه وبالآخرين، مما قد يدفعه إلى الكذب وخلق مواقف غير حقيقية، بالإضافة إلى تجنبه الحديث معك أو المشاركة في المناسبات الاجتماعية خوفًا من تلقي نفس الأوصاف.
**المقارنة مع الآخرين:**
إذا كنتِ ترغبين في التأثير سلبًا على نفسية طفلك وسلوكه، فإن المقارنة المستمرة له مع أطفال آخرين أو حتى مع إخوته ستكون وسيلة فعالة لذلك. هذه المقارنات ستجعله يشعر بالعنف والانطواء وفقدان الثقة بنفسه، كما ستعزز لديه الإحساس بعدم كفاية حبك له.
**توجيه الغضب نحو الأطفال:**
يجب أن تدركي أن أطفالك ليسوا مسؤولين عن ضغوط العمل أو المشاكل الزوجية. لذا، من المهم أن تتركي هذه المشاعر جانبًا عند التعامل معهم. الصراخ والغضب والضرب والتوبيخ يمكن أن يحول طفلك إلى شخص عنيف، يتبنى سلوكيات سلبية ويستخدم ألفاظًا غير لائقة، وقد يقوم بتقليد سلوكك أيضًا.
**إفشاء أسرار الطفل:** كشف أسرار طفلك، مهما كانت بسيطة، يمكن أن يؤدي إلى فقدانه الثقة بكِ بشكل تلقائي، خاصة إذا كان هذا الإفشاء مصحوبًا بالسخرية.
**إقناع الطفل بعدم القدرة على اتخاذ القرار بمفرده:** كيف سيتعلم طفلك الاستقلالية والاعتماد على نفسه إذا كنتِ تتخذين جميع القرارات عنه، سواء كانت صغيرة أو كبيرة؟ امنحي طفلك مساحة من الحرية ليختار بعض القرارات البسيطة بنفسه، مثل ملابس الخروج، ونوع الطعام، واللعبة المفضلة لديه. سيتعود تدريجياً على عملية الاختيار واتخاذ القرار.
**إهانة الطفل:** سواء كانت من خلال الضرب أو الشتائم أو استخدام صفات سلبية والسخرية من مظهره أو تصرفاته، فإن الإهانة تؤثر سلبًا على نفسية الطفل وتدمر علاقتك به بشكل كامل.
**عدم تخصيص وقت للتواصل مع الطفل:** إغفال الحديث واللعب مع الطفل يجعلكِ بعيدة عن عالمه الصغير وأفكاره وخيالاته، مما يجعل من الصعب تقويم سلوكه مع مرور الوقت. كوني صديقة لأطفالك من خلال الاستماع إليهم، بغض النظر عن مدى ملل أو طول حديثهم أو حتى خياله.
**العقاب المستمر:** هنا نركز على معاقبة الطفل بسبب مشاعره السلبية، خاصة في تربية الذكور. حيث يشعر الوالدان بالاستياء عندما يعبر الطفل الذكر عن مشاعره، مثل الخوف أو القلق، مما يؤدي إلى تعرضه للنقد والعقاب. لكن ما يجهله الأهل هو أن العديد من هذه المشاعر السلبية قد تحمل جوانب إيجابية، فشعور الطفل بالخوف أو القلق وتعبيره عنه هو أمر إيجابي بحد ذاته. فهو طفل، ورغم صغر سنه، إلا أنه قادر على التعرف على مشاعره، وقد يبكي أو يصرخ محاولًا التعبير عنها. لذا، بدلاً من معاقبته على مشاعره السلبية، من الضروري مناقشتها معه ومساعدته على فهم أنه من الطبيعي الشعور بها. كما يمكن سرد بعض القصص حول هذه المشاعر ليشعر الطفل بالراحة عند الحديث عنها، فهي أمور طبيعية تعزز ثقته بنفسه.
.الخوف من الخطأ: يقوم الوالدان بطريقة أو بأخرى على غرس مشاعر الخوف في أبنائهم من نحو التصرّفات الخاطئة ظنًا منهم أن هذه الطريقة سوف تمنع تكرار الخطأ. لأن الطفل يجب أن ينشأ ويكبر في بيئة آمنة بعيدة عن الخوف من التصرّفات ومستقرة من ناحية علاقته بوالديه، فلا بدّ للوالدين أن يجعلوا تلك الأخطاء درسًا للأبناء ليتعلّموا منها ويكتشفوا العالم من حولهم وذلك من خلال المشاكل التي يتعرّضون لها وطريقتهم في التعامل معها. لأنه وبمجرد أن شعر الطفل بالخوف من أي شيء يفعله أو من أي خطأ قد يرتكبه دون قصد، فهو بالتالي يصبح طفلًا غير آمن ويخاف حتى من نفسه من أن يكرّر نفس الخطأ. لذلك من الضروري أن يغرس الوالدان الثقة وعدم الخوف من أي عمل يقرّر الطفل فعله بعد دراسته ومناقشته مع والديه وأنه سوف يأخذ الدعم الكافي منهما لخوض تلك التجربة الجديدة.
.الحبّ المشروط: هذا هو أسوأ شيء يدمّر شخصية الطفل، حيث يقدّم الوالدان الحبّ لأطفالهم وبكثرة وبطريقة غير متوقعة منهم ولكن بشروط يقولونها لأطفالهم بطريقة أو بأخرى. مثلًا لا يشعر الطفل بحبّ والديه له إلا عندما ينجز ويحصّل العلامات الجيدة في الدراسة. حيث يشعر الطفل بحاجته للدراسة ليلًا نهارًا لتحصيل أعلى العلامات، فقط للحصول على تلك المشاعر التي يجدها فقط عندما يقوم بتحصيل علامات مرتفعة. هذا يجعل الطفل مع الوقت يشعر بأنه لن يكون محبوبًا يومًا ما فقط بشخصيته بل بما يقوم من أعمال تفرّح والديه لتبقى تلك المشاعر ملازمة للطفل على المدى البعيد مما يُضعف من شخصيته ويُفقده ثقته بنفسه.
**عقاب الطفل أمام الآخرين**قد يواجه الأهل إحراجًا بسبب تصرفات أطفالهم في الأماكن العامة أو خلال التجمعات العائلية، مما قد يدفعه إلى الغضب والانفعال. في بعض الأحيان، يقوم الأهل بمعاقبة أطفالهم أمام الآخرين من خلال الصراخ في وجوههم أو حتى توجيه الشتائم أو الضرب، بهدف إظهار أنهم مسؤولون ولا يقبلون الأخطاء من أبنائهم. لكنهم لا يدركون أن هذه التصرفات قد تؤثر سلبًا على شخصية الطفل، مما يؤدي إلى مشكلات مثل اهتزاز ثقته بنفسه وفقدان تقديره لذاته. يشعر الطفل بأن أهله لم يراعوا مشاعره، بل أهانوا كرامته أمام الآخرين، مما قد يولد لديه مشاعر الخوف والقلق عند التعامل مع الناس، معتقدًا أنه سيكون عرضة للسخرية والانتقاد، خاصةً بعد أن تعرض لذلك سابقًا.لذا، من الأفضل التحدث مع الطفل بشكل منفرد عند ارتكابه خطأ، وتحذيره من العقاب عند العودة إلى المنزل. يجب أن يكون أسلوبك في التعامل مع الطفل في هذه المواقف تراكميًا، حيث ينبغي أن تبدأ منذ البداية بتحذيره من الأفعال الخاطئة، وتحديد القوانين والعقوبات، وتعليمه أهمية التواصل البصري معك، ليتمكن من فهم أن تصرفه غير مقبول.
**الدعاء على الطفل:** يعتبر الدعاء على الطفل له تأثير كبير، حيث إن الطفل يتقبل كل ما يسمعه كحقيقة ثابتة. إن الدعاء عليه قد يزرع في نفسه مشاعر الخوف والرعب، وقد يُستجاب للدعاء مما يجعل الوالدين يشعران بالندم لاحقًا. كما أن الدعاء على الطفل يتعارض مع الهدي النبوي ومبدأ الكلمة الطيبة. هذا السلوك قد يخلق في نفس الطفل شعورًا بقسوة والديه تجاهه، ويساهم في تعزيز مشاعر الكراهية للحياة.
تربية الأطفال في زمن التكنولوجيا تمثل تحديًا كبيرًا، حيث أن منع الآباء لأبنائهم من استخدام الأجهزة التكنولوجية قد يؤدي إلى حدوث فجوة بينهم. فيما يلي بعض الاستراتيجيات لتربية الأطفال في هذا العصر:
1. تحديد أوقات محددة لاستخدام الهاتف
يساعد وضع أوقات معينة لاستخدام الهاتف أو الإنترنت على تقليل إدمان الأطفال لهذه الأجهزة. من المفيد أيضًا تكليف الأطفال بمهام منزلية ليقوموا بها بدلاً من قضاء الوقت على الهاتف. كما يجب التأكيد على أهمية إيقاف تشغيل التلفاز أثناء الدراسة وتناول الوجبات مع العائلة.
**2. الابتعاد عن التكنولوجيا في السنوات الثلاث الأولى**
تنمو أدمغة الأطفال بسرعة كبيرة خلال السنوات الثلاث الأولى من حياتهم، مما يجعل هذه الفترة حاسمة لتطوير مهاراتهم اللغوية والعاطفية والاجتماعية والحركية. لذا يُفضل تجنب تعرضهم لأي أجهزة إلكترونية. بدلاً من تعريف الطفل بالكرة من خلال مشاهدتها على الهاتف، يُفضل إحضار كرة حقيقية ليتمكن من لمسها واللعب بها.
**3. الحرص على أن تكون قدوة لهم**
يعتبر الآباء المعلم الأول للطفل، لذا يجب أن تكون نموذجًا إيجابيًا لأطفالك. من المهم تقليل استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث سيتبع أطفالك هذا السلوك. بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب التصرفات الخاطئة المتعلقة باستخدام الهاتف، مثل إرسال الرسائل النصية أو التحدث أثناء القيادة. من الجيد أيضًا إيقاف تشغيل الهاتف أثناء تناول الطعام أو في الاجتماعات العائلية، فهذه الخطوة ستظهر لأطفالك أهمية الاهتمام بالعائلة، وسيتبنون هم أيضًا هذا السلوك.
4. تجنب الاعتماد على التكنولوجيا لتهدئة الأطفال
عندما يواجه الطفل نوبة من الغضب أو صعوبة في التحكم في سلوكياته، قد يلجأ الآباء إلى إعطائه الهاتف أو السماح له بمشاهدة التلفاز كوسيلة لتهدئته. إلا أن هذه الطريقة قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية على سلوك الطفل، مما يسبب مشكلات يصعب حلها في المستقبل.
5. أهمية التواصل المباشر
يعتبر التواصل وجهًا لوجه مع الأطفال وسيلة فعالة لتعزيز العلاقة بينهم وتقليل سوء الفهم الذي قد ينشأ نتيجة التواصل عن بُعد. إن التفاعل المباشر مع الأطفال يعد أمرًا حيويًا، حيث يساعدهم على تطوير مهاراتهم اللغوية ويعزز الروابط بينكما. لذا، يُفضل تجنب حل المشكلات مع طفلك عبر الهاتف، حيث أن التكنولوجيا في هذه الحالة لا تقدم أي فائدة.
4. تجنب الاعتماد على التكنولوجيا لتهدئة الأطفال
عندما يواجه الطفل نوبة من الغضب أو صعوبة في التحكم في سلوكياته، قد يلجأ الآباء إلى إعطائه الهاتف أو السماح له بمشاهدة التلفاز كوسيلة لتهدئته. إلا أن هذه الطريقة قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية على سلوك الطفل، مما يسبب مشكلات يصعب حلها في المستقبل.
5. أهمية التواصل المباشر
يعتبر التواصل وجهًا لوجه مع الأطفال وسيلة فعالة لتعزيز العلاقة بينهم وتقليل سوء الفهم الذي قد ينشأ نتيجة التواصل عن بُعد. إن التفاعل المباشر مع الأطفال يعد أمرًا حيويًا، حيث يساعدهم على تطوير مهاراتهم اللغوية ويعزز الروابط بينكما. لذا، يُفضل تجنب حل المشكلات مع طفلك عبر الهاتف، حيث أن التكنولوجيا في هذه الحالة لا تقدم أي فائدة.
**8. تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة**
يستغرق الأطفال معظم أوقاتهم في مشاهدة التلفاز أو اللعب بالألعاب الإلكترونية، مما يؤثر سلبًا على نشاطهم البدني. لذا، من المهم أن يحرص الآباء على أن يمارس الأطفال نشاطًا بدنيًا كافيًا للحفاظ على صحتهم. يُنصح بتشجيع الأطفال على اللعب في الهواء الطلق، وإذا كان لديك الوقت، يمكنك الانضمام إليهم في اللعب. يمكنكم ممارسة ألعاب تتطلب الحركة مثل الغميضة أو كرة القدم، حيث سيستمتع الأطفال بالوقت الذي يقضونه معك. سيساعدهم اللعب في الخارج على حرق الدهون وتحسين جودة نومهم، كما سيساهم في تقليل استخدامهم للتكنولوجيا.
**9. مراقبة ما يشاهده طفلك**
من الضروري مراقبة المحتوى الذي يشاهده طفلك أثناء استخدامه للإنترنت أو مشاهدة التلفاز. يُفضل استخدام تطبيقات معينة لتحميلها على الهاتف والكمبيوتر لمراقبة المحتوى وحظر المواقع غير المناسبة. كما يُستحسن الجلوس مع الطفل أثناء مشاهدة التلفاز لمتابعة ما يشاهده.
10. الاستخدام السليم للتكنولوجيا
يجب أن نتقبل أن التكنولوجيا جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وأن لها دورًا مهمًا في نمو أطفالنا. لذا، لا يمكننا منعهم من استخدامها، بل يجب علينا توجيههم نحو الاستخدام الفعّال لها. من المفيد أيضًا مناقشة التطبيقات التي يستخدمها طفلك والأشخاص والمجموعات التي يتابعها، حيث يسهم ذلك في خلق بيئة آمنة وموثوقة لاستخدام التكنولوجيا.
11. تجنب استخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي قبل بلوغهم سن الـ 13
يعتبر معظم الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عامًا غير ناضجين بما يكفي لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل آمن وصحيح. لذا، من الضروري الانتباه إلى هذا الأمر ومنعهم من التسجيل في هذه المواقع عن طريق تغيير أعمارهم الحقيقية. وإذا استخدموا هذه المنصات، يجب على الآباء ضبط إعدادات الخصوصية لحماية أطفالهم من التواصل مع الغرباء. كما ينبغي تحذيرهم من التفاعل مع الأشخاص المجهولين وعدم مشاركة معلوماتهم الشخصية على الإنترنت.
فيما يتعلق بكيفية تعامل الأبوين مع الأطفال دون اللجوء إلى وسائل العقاب اللفظية أو الجسدية، أوضحت الدكتورة نورهان شطا، مدربة التنمية البشرية والتربية الإيجابية والإرشاد الأسري، طرق التعامل مع الأخطاء وفقاً لعمر الطفل:
لتربية طفل واثق بنفسه ومتوازن في حبه لذاته ومعتمد على نفسه بشكل صحي، يحتاج إلى الدعم والحنان والحب والانضباط، بالإضافة إلى وضع هيكلية واضحة لحياته من خلال الإرشاد المناسب، حيث أنك الشخص الوحيد الذي يثق به. ومع ذلك، فإن السلوكيات السلبية التي تم الإشارة إليها سابقًا يمكن أن تؤدي إلى آثار سلبية تؤثر على حياة طفلك في الوقت الحالي، وقد تستمر هذه التأثيرات طوال حياته.
إليك بعض التأثيرات النفسية للسلوكيات السلبية على الطفل:
- انعدام الثقة وصعوبة بناء العلاقات: إذا لم يثق الطفل بوالديه، فمن يمكنه الوثوق به؟ سيكون من الصعب عليه تعلم الثقة بالآخرين أو معرفة من يستحق الثقة، مما يؤدي إلى صعوبة في الحفاظ على العلاقات في مرحلة البلوغ، أو الدخول في علاقات غير صحية لأنه لم يتعلم مفهوم العلاقة الجيدة.
- يتعلم الطفل أن المشاعر المهمة لا قيمة لها: عندما يُقال للطفل إنه "غبي" أو "غير جيد"، يصبح من الصعب عليه تجاوز هذه المشاعر التي تتشكل لديه، مما قد يؤثر سلباً على مستقبله. فقد يهمل دراسته أو يقبل بوظائف ذات دخل منخفض لأنه لا يعتقد أنه يستحق أكثر من ذلك.
- مشكلة تنظيم المشاعر: يواجه الطفل صعوبة في التعبير عن مشاعره بشكل آمن، حيث يُعاقب إذا بكى أو شعر بالغضب أو الحزن. هذا قد يؤدي به إلى صراعات مع القلق والاكتئاب أو الغضب غير المبرر في مرحلة البلوغ، وقد يلجأ إلى التدخين أو تعاطي الكحول أو المخدرات كوسيلة لتخفيف هذه المشاعر المؤلمة.
- يميل الطفل إلى الاعتماد على نفسه (أي الانطواء) بشكل طبيعي، خاصة في ظل الإهمال العاطفي وعدم الاكتراث من قبل والديه أو أحدهما.
- قد يشعر الطفل بالخوف من الاعتماد على الآخرين، مما يجعله يميل إلى الانطواء على نفسه، ويؤدي ذلك إلى صعوبة في الانفتاح العاطفي على الآخرين عندما يصبح بالغًا.
- يعاني الطفل من مشاعر الخوف أو القلق أو التوتر نتيجة نقص الدعم الأسري أو بسبب الحماية المفرطة، مما يعزز لديه شعورًا بعدم الكفاءة الذاتية.
- يظهر الطفل علامات العجز في مجالات الإدراك والتعلق والمهارات العاطفية والاجتماعية، حيث يسعى لإرضاء والديه ويتحمل مسؤولية إحباطاتهم، مما يجعله يستمر في هذا الدور حتى في علاقاته المستقبلية.
- بالإضافة إلى التأثيرات النفسية الناتجة عن السلوكيات السلبية، قد يميل الطفل أيضًا إلى الانحراف خلال فترة المراهقة، مما يزيد من مخاطر إدمان التدخين وتعاطي المخدرات.
رغم وجود بعض التأثيرات السلبية للتكنولوجيا على الأطفال، إلا أن استخدامها بشكل صحيح يمكن أن يتيح لهم اكتساب مهارات جديدة تعود عليهم بفوائد عديدة. وفيما يلي بعض الإيجابيات التي تقدمها التكنولوجيا للأطفال:
**تطوير مهارات البحث:** تتيح المعلومات المتوفرة على الإنترنت للأطفال الوصول إلى ما يحتاجونه من معلومات دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين. فبفضل الإنترنت، يمكنهم الوصول إلى الكتب والمصادر الدقيقة، مما يشجعهم على تنمية مهارات البحث التي تمكنهم من الحصول على المعلومات التي يرغبون في معرفتها في أي وقت.
**تعزيز الروابط الاجتماعية:** تسهم التكنولوجيا في تقوية الروابط بين الطلاب، وكذلك في بناء علاقات بين الطلاب وأولياء الأمور. كما أن الروابط الاجتماعية التي يتيحها الإنترنت تساعد الأطفال على تعلم كيفية التواصل والتعاون بشكل أفضل، من خلال الأنشطة الجماعية والألعاب المشتركة التي يمكن ممارستها عن بُعد.
**تحسين تجربة التعلم:** توفر التكنولوجيا وخدمات الإنترنت فرصة فعالة لأولياء الأمور للمشاركة في تعليم أطفالهم، من خلال تبادل المواد التعليمية المرئية والمسموعة مع المعلمين. هذه الخطوة تساهم في بناء جسور التواصل بين المدرسة والآباء، مما يعود بالنفع على الطفل.
**تعزيز الخيال وتحقيق الأهداف:** لا تقتصر فوائد التكنولوجيا على تعزيز التفاعل الاجتماعي فحسب، بل تعتبر أيضًا مصدر إلهام. الألعاب التفاعلية تشجع الأطفال على التفكير والتخطيط، فعندما يلعب الطفل لعبة معينة، يسعى جاهدًا لتجاوز مراحلها من خلال استخدام مهارات التفكير الرياضي والمنطقي. هذه العملية تساعد في تطوير مهارات التفكير لدى الطفل، بالإضافة إلى تنمية خياله وتعزيز قدرته على التفكير بطرق غير تقليدية.
**فتح آفاق جديدة:** يتيح الإنترنت للأطفال فرصة الانفتاح على العالم، والتعرف على ثقافات متنوعة، والوصول إلى معلومات شاملة حول مختلف المواضيع، فضلاً عن إمكانية التواصل مع أطفال آخرين من جميع أنحاء العالم.
**تطوير أساليب التعلم:** يشجع استخدام التكنولوجيا في مرحلة الطفولة على تعزيز المهارات الحركية الدقيقة، مثل التنسيق بين حاستي اللمس والنظر. ومن الأمثلة على ذلك الألعاب الإلكترونية، التي تعتمد العديد منها على سرعة الحركة. كما أن معظم ألعاب الكمبيوتر تساهم في تعزيز الانتباه للتفاصيل والقدرة على جمع المعلومات لحل المشكلات، مما يجعل اكتساب مهارات التفكير أمرًا ضروريًا لتحليل المعلومات والاستفادة منها مع تقدم العمر.
**تطوير اللغة:** يمكن أن تسهم الألعاب في مرحلة الطفولة المبكرة في تعزيز المهارات اللغوية لدى الأطفال، حيث لا يتعلمون القراءة فحسب، بل يتعلمون أيضًا كيفية نطق الكلمات. كما يمكنهم من خلال الإنترنت تعلم لغات جديدة بسهولة.
**تمكين الأطفال مستقبلًا:** يمكن أن تساهم التكنولوجيا في تمكين الأطفال من جميع الأعمار من التعلم بطرق ممتعة وجذابة، مما يتيح لهم التعبير عن إبداعهم. إن تربية الأطفال على استخدام التكنولوجيا بشكل إيجابي ستساعدهم في المستقبل على شغل وظائف في مجالات التكنولوجيا