الاكتئاب: العدو الخفي الذي يسرق سعادتك يجب ان تقاومه

تاريخ النشر: 2023-02-08

الاكتئاب: مرض العصر الذي لا يجب تجاهله

ما هو الاكتئاب؟

الاكتئاب ليس مجرد شعور بالحزن العابر، بل هو اضطراب نفسي وجسدي يؤثر على طريقة تفكير الشخص وتصرفاته. يُعرف أيضًا بالاكتئاب السريري أو الاضطراب الاكتئابي الحاد، وهو حالة مرضية قد تؤدي إلى العديد من المشكلات العاطفية والجسدية. قد يعاني المصابون بالاكتئاب من صعوبة في ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، حيث يفقدون الرغبة في الأنشطة التي كانوا يستمتعون بها سابقًا.

الاكتئاب لا يقتصر على عمر معين، فهو يصيب جميع الفئات العمرية، ولكن تشير الدراسات إلى أن النساء يتم تشخيصهن بالاكتئاب أكثر من الرجال.

أعراض الاكتئاب

تختلف أعراض الاكتئاب من شخص لآخر، كما أن حدتها تتفاوت باختلاف الفئة العمرية. فقد تظهر الأعراض عند شخص يبلغ من العمر 25 عامًا بشكل مختلف عن شخص يبلغ 70 عامًا.

الأعراض الشائعة للاكتئاب:

  • فقدان الرغبة في ممارسة الأنشطة اليومية.
  • الشعور بالعصبية أو الكآبة.
  • الإحساس بانعدام الأمل وفقدان الدافع للحياة.
  • نوبات من البكاء بدون سبب واضح.
  • اضطرابات النوم (الأرق أو النوم الزائد).
  • صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات.
  • فقدان أو زيادة الوزن دون سبب واضح.
  • العصبية المفرطة أو الحساسية الزائدة.
  • الشعور بالإرهاق والتعب العام.
  • انخفاض الثقة بالنفس والشعور بعدم القيمة.
  • فقدان الرغبة الجنسية.
  • أفكار انتحارية أو محاولات للانتحار.
  • مشكلات جسدية غير مفسرة، مثل آلام الظهر أو الصداع المستمر.

أسباب وعوامل خطر الاكتئاب

لم يُحدد سبب دقيق للاكتئاب، لكنه عادة ما يكون نتيجة تفاعل عدة عوامل، منها:

  1. عوامل بيوكيميائية: اضطرابات في كيمياء الدماغ قد تؤدي إلى ظهور الاكتئاب.
  2. عوامل وراثية: إذا كان هناك تاريخ عائلي للاكتئاب، فقد يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة به.
  3. عوامل بيئية: التعرض المستمر للضغوطات، المشاكل العائلية، فقدان شخص عزيز، أو البطالة.
  4. مشكلات صحية: بعض الأمراض المزمنة مثل السرطان، أمراض القلب، الزهايمر، أو الإيدز قد تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.
  5. تناول بعض الأدوية لفترات طويلة: مثل أدوية ضغط الدم، الحبوب المنومة، وحبوب منع الحمل.

مضاعفات الاكتئاب

إذا لم يتم علاج الاكتئاب، فقد يؤدي إلى مشكلات خطيرة، منها:

  • الإدمان على الكحول أو المخدرات.
  • القلق المزمن واضطرابات نفسية أخرى.
  • أمراض القلب نتيجة التوتر الدائم.
  • مشكلات اجتماعية مثل العزلة، صعوبة العلاقات الزوجية، والمشاكل العائلية.
  • التأثير على الأداء الوظيفي وزيادة معدلات البطالة.
  • زيادة خطر الانتحار.

تشخيص الاكتئاب

لتشخيص الاكتئاب، يقوم الطبيب بعدة إجراءات، منها:

  1. الفحص الجسدي: لاستبعاد أي أسباب جسدية محتملة للأعراض.
  2. الفحوصات المخبرية: مثل فحص الدم لاستبعاد أي مشكلات صحية.
  3. التقييم النفسي: يتم عن طريق محادثة بين المريض والطبيب النفسي لتقييم الحالة المزاجية والأفكار والسلوكيات.
  4. معايير التشخيص: يتم تشخيص الاكتئاب وفقًا لمعايير معينة، ومن ضمنها استمرار الأعراض لمدة أسبوعين أو أكثر.

أنواع الاكتئاب:

  • الاكتئاب الجزئي: يكون أقل حدة ولكنه مزمن.
  • الاكتئاب الذهاني: حالة شديدة ترافقها أعراض مثل الهلوسة والأوهام.
  • اضطراب المزاج الدوري: اضطراب اكتئابي متقلب.
  • الاكتئاب الموسمي (اكتئاب الشتاء): يحدث مع تغير الفصول، وخاصة في الشتاء.

طرق علاج الاكتئاب

يحتاج الاكتئاب إلى علاج طويل الأمد، ولكن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يساعدان في السيطرة على الأعراض وتحسين جودة الحياة.

1. العلاج الدوائي

هناك عدة أنواع من مضادات الاكتئاب التي تساعد في تحسين الحالة المزاجية، وتشمل:

  • مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs): الخيار الأول لعلاج الاكتئاب، مثل "فلوكستين" و"سيرترالين".
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs): تُستخدم في الحالات المتقدمة من الاكتئاب.
  • مثبطات أكسيداز أحادي الأمين (MAOIs): تُستخدم في الحالات التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى.

جميع هذه الأدوية قد تسبب آثارًا جانبية، ولكنها تتحسن عادة بعد فترة من الاستخدام.

2. العلاج النفسي

يُعرف أيضًا بـ "العلاج بالمحادثة"، حيث يتمكن المريض من التحدث مع معالج نفسي لمساعدته في التعامل مع مشكلاته العاطفية وتغيير أنماط التفكير السلبية.

3. العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT)

يستخدم في الحالات الشديدة من الاكتئاب عندما لا تستجيب العلاجات الأخرى، حيث يتم تمرير تيار كهربائي خفيف عبر الدماغ لتحفيز التغيرات الكيميائية.

4. العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يُساعد المريض على تطوير أساليب تفكير إيجابية وتغيير أنماط التفكير السلبية التي تساهم في الاكتئاب.

الوقاية من الاكتئاب

لا يوجد طريقة مؤكدة للوقاية من الاكتئاب، ولكن بعض الخطوات قد تساعد في تقليل خطر الإصابة به، مثل:

  • السيطرة على التوتر والضغوطات النفسية.
  • الحصول على دعم اجتماعي من الأصدقاء والعائلة.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • اتباع نظام غذائي صحي.
  • تجنب العزلة الاجتماعية.
  • التوجه للعلاج عند ظهور أي أعراض مبكرة.

العلاجات البديلة للاكتئاب

إلى جانب العلاجات الطبية التقليدية، هناك بعض العلاجات البديلة التي قد تساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب، مثل:

  • عشبة العرن المثقوب: تُستخدم كمكمل طبيعي لعلاج الاكتئاب الخفيف.
  • أحماض أوميغا 3 الدهنية: تعزز صحة الدماغ وتحسن الحالة المزاجية.
  • الوخز بالإبر الصينية: يُعتقد أنه يساعد في تقليل التوتر وتحسين المزاج.
  • التأمل واليوغا: تُساعد في الاسترخاء وتقليل التوتر.
  • العلاج بالتدليك: يُخفف التوتر ويُحسن الشعور بالراحة.

الخاتمة

الاكتئاب مرض خطير لكنه قابل للعلاج. من المهم عدم تجاهل الأعراض والبحث عن المساعدة الطبية في الوقت المناسب. التشخيص المبكر والعلاج الفعّال يمكن أن يساعدا في استعادة الحياة الطبيعية وتقليل التأثير السلبي للاكتئاب على الصحة الجسدية والعاطفية. إذا كنت تعاني أو تعرف شخصًا يعاني من الاكتئاب، فلا تتردد في طلب المساعدة من مختص نفسي أو طبيب. 

الطبيب المختص بعلاج الاكتئاب هو الطبيب النفسي (Psychiatrist)، حيث يقوم بتشخيص الحالة ووصف العلاج المناسب سواء كان دوائيًا (مثل مضادات الاكتئاب) أو نفسيًا (مثل العلاج السلوكي المعرفي).

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد المعالج النفسي (Psychologist) في تقديم جلسات علاج نفسي دون وصف أدوية، وذلك لمساعدة المريض في التعامل مع أفكاره ومشاعره بشكل صحي.

في بعض الحالات، قد يتعاون الطبيب النفسي مع طبيب الأمراض العصبية (Neurologist) أو طبيب الأسرة إذا كان الاكتئاب مرتبطًا بحالة طبية أخرى.