تاريخ النشر: 2024-09-05
يُعتبر الكركم من التوابل الصحية المفيدة، حيث يحتوي على مجموعة من العناصر الغذائية، أبرزها الكركمين، الذي يُعرف بخصائصه المضادة للأكسدة ودوره في تعزيز الجهاز المناعي. يمكن زيادة القيمة الغذائية للكركم من خلال إضافته إلى الحليب، مما يُنتج مشروبًا يُعرف باسم "الحليب الذهبي". يستعرض "موقع دليلي ميديكال" في التقرير التالي فوائد هذا المشروب الصحية وطريقة تحضيره.
يُعتبر حليب الكركم مشروبًا ذو أصول هندية، وهو جزء من التراث الثقافي الهندي. هناك عدة طرق لتحضير هذا المشروب، لكن الوصفة الأساسية تشمل مزج الحليب (سواء كان حيوانيًا أو نباتيًا) مع مجموعة من التوابل الأساسية مثل الكركم والزنجبيل والقرفة. يمكن إضافة القليل من العسل للتحلية، وبعض الوصفات تتضمن أيضًا الفلفل الأسود المطحون أو جوزة الطيب. يتميز هذا المشروب بلونه الذهبي الزاهي ونكهته اللذيذة، وقد تم استخدامه لقرون في الطب الشعبي للوقاية من نزلات البرد والإنفلونزا، ولعلاج الالتهابات، وتهدئة اضطرابات المعدة.
تحتوي زجاجة من الحليب الذهبي (360 جم) المصنوعة من حليب جوز الهند على حوالي 140 سعرة حرارية، بالإضافة إلى بعض المغذيات الأخرى:
- بروتين: 1 جم
- دهون: 8 جم
- كربوهيدرات: 15 جم
- ألياف: أقل من 1 جم
- سكريات: 10 جم
كما يحتوي مشروب حليب الكركم على العديد من العناصر الغذائية المفيدة مثل:
- البروتينات
- مضادات الأكسدة
- الكركمين
- المغنيسيوم
- الكالسيوم
- البوتاسيوم
على الرغم من الفوائد الصحية العديدة لحليب الكركم، إلا أنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية غير المرغوبة عند تناوله بكميات كبيرة، مثل:
- اضطرابات المعدة: مثل التقلصات والغثيان، وقد يحدث إسهال.
- الحساسية لأي مكون من مكونات المشروب.
لذا يُفضل الاعتدال في استهلاك حليب الكركم.
لا يوجد وقت محدد للاستمتاع بحليب الكركم، حيث يمكن تناوله في أي وقت من اليوم. ومع ذلك، يُفضل شربه قبل النوم نظرًا لخصائصه المهدئة التي تساعد على الحصول على نوم هادئ.
توجد عدة طرق لتحضير الكركم مع الحليب، وأبسطها هي كما يلي:
**المكونات المطلوبة:**
- نصف ملعقة كبيرة من الكركم.
- كوب من الحليب.
- نصف ملعقة صغيرة من الهيل المطحون.
- ربع ملعقة صغيرة من الزنجبيل.
- ملعقة كبيرة من العسل.
**طريقة التحضير:**
اتبع الخطوات التالية لتحضير كوب من الكركم مع الحليب:
1. سخن الحليب لبضع دقائق حتى يصبح دافئًا قليلاً.
2. أضف الكركم والهيل المطحون والزنجبيل إلى الحليب الدافئ، ثم حرك المكونات جيدًا على النار.
3. قلل من حرارة الغاز قليلاً، واترك الحليب على نار هادئة لبضع دقائق حتى يبدأ في الغليان.
4. بعد غليان الحليب، أطفئ النار وقم بتصفيته جيدًا، ثم تناوله دافئًا، ويفضل تناوله قبل النوم.
**ملاحظة:** يمكنك استخدام نوع الحليب الذي تفضله في هذه الوصفة، مثل حليب اللوز أو حليب الصويا أو حليب جوز الهند.
يوفر هذا الحليب فوائد متعددة للبشرة، منها:
- **مكافحة علامات الشيخوخة المبكرة:** يحتوي الكركم على خصائص مضادة للأكسدة، التي تساعد في حماية الخلايا من التلف، مما يمنع بشكل فعال ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد، كما يعزز من نمو خلايا جديدة.
**إزالة عيوب البشرة**يمكن أن يسهم الحليب الذهبي عند استخدامه موضعيًا في تقليل ظهور عيوب البشرة مثل البثور والتهابات الجلد والصدفية. يُعتبر الكركم مطهرًا طبيعيًا يساهم في إزالة البكتيريا الضارة من الجلد، مما يعزز صحة البشرة.
للاستفادة من هذه الخصائص، يمكن تناول الحليب الذهبي كمشروب، أو غمس قطعة قطن في الحليب الذهبي ووضعها على المنطقة المتضررة لبضع دقائق.
**التخلص من آثار الأشعة فوق البنفسجية** Dermatology) أن الكركم يساعد الجلد على التعافي من الأضرار الناتجة عن الأشعة فوق البنفسجية.
تتعدد فوائد الكركم مع الحليب والعسل، ومنها:
1. **فوائد الكركم:** - مكافحة الالتهابات وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والزهايمر والسرطان ومتلازمة الأيض.
- تحييد تأثير الجذور الحرة بفضل خصائصه المضادة للأكسدة.
- تحسين الذاكرة والانتباه من خلال تعزيز نمو خلايا عصبية جديدة، مما يساعد في مكافحة الأمراض التنكسية المرتبطة بالدماغ.
- تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب بفضل الكركمين الذي يحسن وظيفة بطانة الأوعية الدموية وصحة القلب.
- الوقاية من السرطان من خلال قتل الخلايا السرطانية وتقليل انتشارها، بالإضافة إلى الحد من تكوين أوعية دموية جديدة في الأورام.
- علاج الخرف عن طريق تقليل الالتهاب والأضرار المؤكسدة وإزالة لويحات الأميلويد.
2. **فوائد الحليب:** - تعزيز صحة العظام والوقاية من هشاشة العظام بفضل احتوائه على فيتامين د والكالسيوم.
- تحسين صحة الدماغ من خلال زيادة مستويات الجلوتاثيون، وهو أحد مضادات الأكسدة المهمة.
- تقليل خطر الإصابة بالأمراض القلبية والوعائية.
- تخفيف أعراض الاكتئاب ودعم إفراز هرمون السيروتونين الذي يعزز الشهية ويساعد على النوم.
- زيادة الكتلة العضلية الخالية من الدهون وإصلاح أنسجة الجسم بفضل محتواه العالي من البروتين.
- المساعدة في فقدان الوزن من خلال مراقبة السعرات الحرارية واختيار الحليب قليل الدسم أو الخالي من الدسم.
3. **فوائد العسل:** - تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بفضل محتواه العالي من مضادات الأكسدة.
- المساعدة في تخفيف السعال، خاصة السعال الليلي لدى المصابين بعدوى الجهاز التنفسي العلوي.
- تعزيز شفاء الجروح وتقليل مدة التعافي، خاصة في حالات الحروق عند تطبيقه موضعيًا.
- الوقاية من اضطرابات الذاكرة.
- تخفيف القلق والاكتئاب والأعراض المرتبطة بهما.
- المساعدة في تخفيف الأعراض المرتبطة بحالات الجهاز الهضمي مثل التهاب المعدة والأمعاء والإسهال.
- تعويض السوائل المفقودة في حالات الجفاف واضطرابات الجهاز الهضمي بشكل عام.
. **غني بمضادات الأكسدة** يحتوي الكركم على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، وعند إضافته إلى الحليب، يحصل الجسم على جرعة إضافية من هذه العناصر الغذائية التي تحارب الشوارد الحرة. وقد أظهرت بعض الدراسات أن الأنظمة الغذائية الغنية بمضادات الأكسدة تساهم في تقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، بما في ذلك السرطان.
. **مفيد لمرضى التهاب المفاصل** يعتبر الحليب الذهبي مشروبًا مفيدًا لمرضى التهاب المفاصل، نظرًا لاحتوائه على مكونات غذائية مضادة للالتهابات، مما يساعد في تخفيف الألم وتقليل التورم.
. **تعزيز وظائف الدماغ** إضافة الحليب إلى الكركم يضفي عليه عناصر غذائية مفيدة لصحة الدماغ. بالإضافة إلى فوائد الكركمين في مكافحة الالتهابات وتجديد الخلايا التالفة، يحتوي الحليب على مغذيات تعزز الذاكرة وتحسن الوظائف الإدراكية، وتقلل من خطر الإصابة بأمراض الدماغ المرتبطة بالتقدم في العمر، مثل ألزهايمر والخرف.
. **الوقاية من السرطان** يتميز الكركم مع الحليب بقدرته المحتملة على الوقاية من السرطان، بفضل احتوائه على مزيج فريد من مضادات الأكسدة التي تحارب الشوارد الحرة المسببة للسرطان. وتشير بعض الدراسات إلى أن الكركم يمكن أن يحفز موت الخلايا السرطانية ويمنع انتشارها.
. **دعم العظام وتقويتها** الحليب الذهبي، سواء كان مصنوعًا من حليب البقر أو الألبان النباتية المدعمة مثل جوز الهند أو اللوز، يحتوي على الكالسيوم وفيتامين د، وهما عنصران أساسيان لبناء عظام قوية وحمايتها من هشاشة العظام، حيث يعزز فيتامين د امتصاص الكالسيوم من الطعام.
. **ضبط مستويات السكر في الدم** يساعد تناول الحليب الذهبي على خفض مستويات السكر في الدم أثناء الصيام، حيث تساهم القرفة في تقليل مقاومة الأنسولين، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر بشكل عام. كما أن تناول كميات صغيرة من الزنجبيل يمكن أن يقلل من مستوى هيموجلوبين الدم السكري (HbA1C) بنسبة تصل إلى 10%. للحصول على أفضل النتائج، يُفضل عدم تحلية الحليب الذهبي بالسكر أو العسل.
. **تحسين المزاج** أظهرت بعض الدراسات أن الكركمين الموجود في الكركم له تأثير إيجابي على المرضى النفسيين، حيث يساعد في تحسين المزاج وتخفيف أعراض الاكتئاب من خلال تعزيز مستويات عامل التغذية العصبية المشتقة من الدماغ (BDNF).
. **الوقاية من أمراض القلب** يساهم الحليب الذهبي في خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) وزيادة الكوليسترول الجيد (HDL)، مما يعود بالنفع على صحة القلب والأوعية الدموية.
. **علاج طبيعي للإنفلونزا والبرد** يمكن الاعتماد على الحليب الذهبي للتعافي من نزلات البرد والإنفلونزا، بفضل الكركمين الذي يمتلك خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات، مما يعزز الجهاز المناعي.
. **تحسين عملية الهضم** يلعب الحليب الذهبي دورًا مهمًا في تقليل فرص الإصابة بالاضطرابات الهضمية بعد تناول الوجبات الدسمة، من خلال تحفيز البنكرياس على إنتاج العصارة الصفراء بنسبة 62%، مما يسهل عملية هضم الدهون.
**. تعزيز صحة الكبد** يعتبر الحليب الذهبي من المشروبات الفعالة في تطهير الجسم والكبد من السموم. تشير بعض الدراسات إلى أن الكركم قد يساعد في إصلاح الأضرار التي تلحق بأنسجة الكبد نتيجة بعض الأدوية، كما يمكن أن يساهم في حماية الكبد من الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي من النوع ج (Hepatitis C).
قد يسبب الحليب الذهبي بعض الآثار الجانبية، ومنها:
- **اضطرابات المعدة:** يحتوي الحليب على الكركمين، ورغم فوائده الصحية، فإن استهلاكه بكميات كبيرة قد يؤدي إلى مشكلات مثل آلام المعدة واضطراباتها. بينما يمكن أن يساعد الكركمين في علاج بعض أمراض المعدة، إلا أنه قد يتسبب في مشاكل لمجموعة أخرى من الأشخاص، مثل:
- زيادة تقلصات المعدة.
- غثيان ملحوظ.
- زيادة احتمالية الإصابة بالإسهال.
وقد لوحظت هذه الأعراض عند استهلاك كميات تتراوح بين 0.5 إلى 12 جرامًا يوميًا.
- **تسييل الدم:** تشير بعض الدراسات إلى أن الكركم قد يخفف الدم، مما يزيد من احتمالية النزيف. لذا، من المهم تجنب الكميات الكبيرة منه للأشخاص الذين يتناولون أدوية تسييل الدم مثل الوارفارين، واستشارة الطبيب قبل ذلك.
- **تحفيز الانقباضات:** على الرغم من قلة الأدلة السريرية، إلا أن هناك إشارات إلى أن الأطعمة التي تحتوي على الكركم قد تحفز المخاض.
- **ردود فعل تحسسية:** إذا تم شراء الحليب الذهبي من مكان مختص بدلاً من تحضيره في المنزل، يجب على الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه مكونات معينة توخي الحذر. على سبيل المثال:
- يجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه بعض النباتات مثل الصويا واللوز والكاجو التأكد من خلو الحليب المستخدم من هذه المكونات.
- يجب على الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز أو منتجات الألبان توخي الحذر.
- **حصى الكلى:** يمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من الكركم إلى زيادة مستويات أكسالات البول، مما يزيد من احتمالية تكوّن حصوات في الكلى.
بالنظر إلى الأضرار التي تم الإشارة إليها، نجد أن الكركم المطحون الشائع لا يُصنع من الكركمين الأصلي. وقد أظهرت إحدى الدراسات أن استهلاك 17 جرامًا على الأقل من الكركم العادي يحتوي على 3% فقط من مادة الكركمين. لذا، يمكن تجنب الأعراض الجانبية المزعجة للكركمين من خلال:
- تقليل كمية هذا المشروب المستهلك يوميًا.
- تحضير الحليب الذهبي في المنزل لضمان جودته والتحكم في مكوناته، بالإضافة إلى اختيار نوع الحليب الأنسب لجسمك.
على الرغم من وجود بعض الدراسات التي تدعم فوائد شرب الحليب الذهبي في تقليل الالتهاب وتخفيف الألم ومحاربة الفيروسات والبكتيريا والسرطانات، إلا أنه لا يزال هناك حاجة لمزيد من الأبحاث والدراسات في هذا المجال