تاريخ النشر: 2024-08-29
العيوب الخلقية لجوف الفم هي التشوهات التي تحدث في تكوين وتطور الأجزاء المختلفة للفم، وتنتج هذه العيوب عن اضطرابات في التكوين الجنيني. تشمل العيوب الخلقية لجوف الفم أنواعًا متعددة مثل تشقق الشفة والحنك (المعروف بشفة الأرنب)، والانغلاق غير السليم للشفة العلوية (شق في الشفة العلوية)، وتضخم اللثة، بالإضافة إلى تشوهات في الأسنان واللسان وغيرها.تعرف من خلال موقع دليلى ميديكال متطلبت هذه العيوب تدخلًا طبيًا مناسبًا وعلاجات تصحيحية لتحسين الشكل والوظيفة الطبيعية لجوف الفم والوجه، مما يسهم في تحسين نوعية الحياة للأشخاص المتأثرين بها.
تجويف الفم هو الجزء الأول من الجهاز الهضمي الهوائي، حيث يبدأ عند الشفاه وينتهي في منطقة من الحلق تُعرف بالبلعوم. يتكون تجويف الفم من عدة أجزاء تشمل الشفاه، اللسان، أرضية الفم، اللثة، الغشاء المخاطي للشدق، الحنك الصلب، والمثلث خلف الرحى.
1. **عوامل جينية:** قد تكون العيوب الخلقية نتيجة لتوريث عيوب جينية من الأجيال السابقة.
2. **نقص فيتامين B:** نقص هذا الفيتامين أثناء الحمل يمكن أن يؤثر على تكوين الجنين ويؤدي إلى بعض العيوب الخلقية.
3. **اضطرابات النمو الجنيني:** قد يحدث خلل في تطور الجنين في مراحله المبكرة مما يؤدي إلى عيوب في جوف الفم.
4. **العوامل الوراثية:** بعض العيوب الخلقية قد تكون نتيجة لطفرات جينية غير طبيعية تحدث أثناء التكاثر الخلوي.
5. **العوامل الصحية للأم:** بعض الحالات الصحية للأم قد تزيد من خطر حدوث العيوب الخلقية لدى الجنين.
**خلل في حركية الفم (Oral-Motor Dysfunction)** يُعتبر خلل حركية الفم من أكثر العيوب شيوعًا في أداء الفم، ومن الملاحظات المهمة حول هذه المشكلة ما يلي:
- يؤدي هذا الاضطراب إلى سيلان اللعاب، وخروج الطعام من الفم أثناء الأكل، بالإضافة إلى اضطرابات في عملية المضغ.
- غالبًا ما تظهر هذه المشكلة لدى الأطفال، وعادة ما تكون نتيجة لضعف انقباض عضلات الفم (Hypotonia)، أو الشلل الدماغي، أو بعض المتلازمات.
- تشمل الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى هذه الحالة حدوث شلل في عصب الوجه، أو وجود عيوب في الشفتين، واللسان، وهيكل الفكين.
- قد يحدث أيضًا خلل في تطور الوجه بشكل كامل نتيجة للإصابة بمتلازمة غولدينهار (Hemifacial Microsomia – Goldenhar Syndrome).
**عيوب خلقية في الفم**
تتضمن العيوب الخلقية في الفم ما يلي:
- تشمل العيوب الخلقية صغر الفم (Microstomia) وشق الشفة (Cleft Lip) مع أو بدون شق في الحنك.
- يمكن أن يكون شق الشفة أحادي الجانب أو ثنائي الجانب، وقد يمتد أحيانًا ليشمل قاعدة الأنف. ومن الجدير بالذكر أن الشقوق أحادية الجانب تكون أكثر شيوعًا في الجهة اليسرى.
- يُعتبر الشق الثنائي الكامل عيبًا خلقيًا معقدًا يتطلب عدة عمليات جراحية لعلاجه، وغالبًا ما تكون النتائج النهائية غير مرضية.
**دسر اللسان (Tongue Thrust)** يُعتبر دسر اللسان خللًا وظيفيًا شائعًا نسبيًا، حيث يسبب مشاكل في المضغ والنطق بشكل ملحوظ. ومن المهم الإشارة إلى أن العيوب الخلقية في اللسان نادرة، وقد تظهر كخلل منفرد أو كجزء من متلازمة، مثل متلازمة بكوث ويدمان (Beckwith-Wiedemann Syndrome) أو متلازمة داون (Down Syndrome) أو صغر اللسان (Microglossia).
**عيوب الأسنان المنفردة**تعتبر عيوب الأسنان المنفردة من الاضطرابات الشائعة نسبيًا، وغالبًا ما تنجم عن خلل في تطور الفكين.
**عيوب خلقية في تطور الوجه**يمكن أن تكون العيوب الخلقية في تطور الوجه متناظرة، مثل تراجع الفك السفلي أو صغر حجمه وتشوهه، والتي قد تظهر بدرجات متفاوتة وتؤثر على الجوانب الجمالية والوظيفية، وقد تؤدي إلى مشاكل في التنفس أثناء النوم.
**قصر لجام اللسان (Short frenulum linguae)**يُعتبر قصر لجام اللسان من العيوب الخلقية الشائعة، حيث يحدث قصر في الغشاء الموجود في قاعدة اللسان، مما يقيّد حركة اللسان. في هذه الحالة، يُفضل إجراء فصل للجام لتمكين اللسان من الحركة بحرية أكبر.
**تدلّي اللسان (Glossoptosis)**يُعد تدلّي اللسان من العيوب الأخرى التي تؤثر على اللسان، مما يسبب صعوبات في الأكل والتنفس، ويحدث نتيجة التواء اللسان نحو الخلف، وقد يترافق هذا العيب مع مشاكل في الفك السفلي.
**تشقق الشفة (شفة أرنبية)**تشمل هذه الحالة وجود فتحات أو شقوق في الشفة العلوية أو الحنك العلوي، وقد تتفاوت درجة التشقق من خفيفة إلى شديدة، مما يؤثر على الهيكل الوجهي ووظائف التنفس والتغذية.
**انغلاق غير صحيح للشفة العلوية (شق بالشفة العلوية)**يؤدي هذا العيب إلى وجود فجوة بين الشفة العلوية والأنف، مما قد يؤثر على النطق والمظهر الجمالي.
**تشوهات الحنك القلاعي**يمكن أن تتسبب تشوهات في هيكل الحنك القلاعي في تأثيرات على الفراغ بين الأسنان والشفة، وقد تتطلب إجراءات تصحيحية على يد أفضل أطباء الأسنان في قطر.
**تضخم اللثة (جيب لثوي) وتراجع اللثة**تشمل هذه الحالة تشوهات في نمو اللثة، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية وجمالية.
يمكن أن تسبب العيوب الخلقية في جوف الفم مجموعة من الاضطرابات، والتي تشمل ما يلي:
**مشكلات التغذية** في حالات الحنك المشقوق، قد يحدث ارتجاع للطعام من الفم إلى الأنف. في هذه الحالات، يُنصح باستخدام زجاجات إرضاع أو حلمات خاصة تسهل تدفق السائل نحو المعدة. كما أن الجلوس بشكل مستقيم يساعد الطفل على ابتلاع الحليب ويمنع تسربه إلى الأنف.
**مشكلات الأذن** يساهم الحنك المشقوق في زيادة حالات التهاب الأذن الوسطى المزمن نتيجة تراكم السوائل، مما قد يؤدي إلى فقدان السمع الكامل إذا لم يتم علاجها بسرعة. لذا، يُفضل تركيب أنابيب تهوية في الأذنين لتصريف السوائل، ويجب إجراء فحص سنوي لحالة السمع.
**مشكلات النطق** يمكن أن يواجه الأطفال صعوبات في الكلام، وغالبًا ما تُحل هذه المشكلات بعد إصلاح التشوه. ومع ذلك، قد يكون بعضها ناتجًا عن محاولة الطفل التعويض عن عدم قدرته على إنتاج الأصوات المطلوبة، مما يؤدي إلى تغيير في نطق الحروف. وغالبًا لا تُحل هذه المشكلة تلقائيًا بعد الإصلاح.
**مشكلات الأسنان** الأطفال الذين يعانون من الشقوق يكونون أكثر عرضة لتسوس الأسنان ونخرها، بالإضافة إلى تشوه الأسنان في الحالات التي تصل فيها الشقوق إلى اللثة.
**مشكلات نفسية** يواجه الأطفال الذين يعانون من الشفة المشقوقة غير المعالجة مشكلات اجتماعية وعاطفية وسلوكية، وقد يشعرون بانخفاض الثقة بالنفس والقلق الاجتما
تعتمد الأعراض الناتجة عن العيوب الخلقية في جوف الفم على نوع العيب وشدته. ومن الأعراض الملحوظة:
- وجود فاصل بين طرفي الشفة العلوية، يظهر كفتحة ضيقة في الجلد وقد يمتد ليشمل عظم الفك العلوي واللثة.
- قد يظهر انشقاق الشفة كفجوة صغيرة في الجزء الأحمر من الشفة العلوية، وقد يكون انشقاقًا غير مكتمل أو كامل يمتد حتى الأنف في الحالات الشديدة.
- لا يمكن ملاحظة انشقاق الحنك عند الولادة، ولكن الأعراض المرتبطة به تشمل:
- صعوبة في البلع.
- التحدث بصوت يبدو كأنه يخرج من الأنف.
- التهابات الأذن المتكررة.
- اضطرابات في التغذية والنطق.
تشمل الملاحظات المهمة في تشخيص العيوب الخلقية لجوف الفم ما يلي:
- يعتمد التشخيص بشكل رئيسي على الأعراض الظاهرة على المريض، والتي تكون واضحة في معظم الأحيان.
- يتم إجراء بعض الفحوصات التصويرية، مثل الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية، للكشف عن العيوب قبل الولادة وبعدها، مما يساعد في تحديد مواقعها بدقة.
- في بعض الأحيان، قد تكون هناك حاجة لإجراء فحوصات إضافية، مثل فحوصات الدم وأخذ خزعة لفحصها تحت المجهر، بالإضافة إلى فحوصات أخرى تتعلق بالأعراض الظاهرة.
يعتمد علاج العيوب الخلقية في جوف الفم على طبيعة الحالة، ومن النقاط المهمة في هذا السياق ما يلي:
يمكن علاج العديد من أنواع العيوب الخلقية في الفم بواسطة الجراحة، وغالبًا ما تكون نسبة النجاح مرتفعة، خاصة إذا تم إجراء العملية في السنوات الأولى من حياة الطفل.
يمكن إجراء عملية جراحية لإغلاق الشفة المشقوقة بعد مرور 2 إلى 3 أشهر من الولادة، وفي حالة الشق الثنائي الجانب، قد يتطلب الأمر إجراء عمليتين جراحيتين لإغلاق الشقوق، واحدة لكل جانب بفاصل زمني من عدة أسابيع.
أما بالنسبة للحنك المشقوق، فيتم علاجه من خلال عدة عمليات جراحية تستمر حتى بلوغ المريض 18 عامًا، وتهدف هذه العمليات إلى تحسين القدرة على البلع والكلام بشكل طبيعي. إذا كان الشق يشمل الجزء العظمي، يتم عادةً ملء الفجوة بنسيج عظمي مأخوذ من الأضلاع أو الذقن أو الفخذ.
تُعالج مشكلات الأذن من خلال تركيب أنابيب التهوية أو استخدام سماعات الأذن أو أجهزة أخرى لمساعدة الأطفال الذين يعانون من فقدان السمع.
تتطلب مشكلات النطق مساعدة من أخصائي في اضطرابات النطق. كما يحتاج المريض إلى أخصائي تقويم الأسنان لتصحيح زوايا الأسنان إذا كانت الشقوق تؤثر عليها.
يمكن الاستعانة بطبيب نفسي أو مرشد اجتماعي لمساعدة الطفل على التكيف وبناء الثقة بالنفس.
**الجراحة التصحيحية:** تُستخدم الجراحة لتصحيح العيوب الخلقية مثل الشفة الأرنبية والحنك المشقوق وعيوب الفكين، حيث يقوم الجراح بإعادة تشكيل الأنسجة والعظام المتضررة لتحسين المظهر والوظيفة.
**جراحة إصلاح انشقاق الحنك:** يقوم الجراح بإغلاق الشق في الحنك لتمكين الطفل من التغذية والتحدث بشكل طبيعي.
**العلاج الجراحي متعدد المراحل:** في بعض الحالات المعقدة، قد يتطلب علاج العيوب الخلقية إجراءات جراحية متعددة على مراحل لتحسين الحالة تدريجيًا.
**العلاج التقويمي:** يُستخدم لتصحيح عيوب توجيه الفك والأسنان، من خلال استخدام الأجهزة التقويمية التي تساعد في توجيه الفكين والأسنان إلى وضعها الصحيح.
**تركيبات صناعية:** في حالات فقدان الأسنان، يمكن استخدام التركيبات الصناعية مثل الزرعات السنية والأجسام المتحركة لتعويض الأسنان المفقودة.
**علاج تقنية الحشوات:** في حال وجود فجوات أو تشوهات في الأسنان، يمكن استخدام تقنية الحشوات لملء هذه الفجوات وتحسين مظهر الأسنان.
**العلاج التقويمي المبكر:** يمكن بدء العلاج التقويمي في سن مبكرة لتوجيه نمو الفكين والأسنان بشكل صحيح وتقليل الحاجة للجراحة.
**العلاج التقويمي الترميمي:** يُستخدم لتعويض الأسنان المفقودة أو التالفة باستخدام تقنيات ترميمية مثل التاج السني والجسر السني.
**زراعة العظام وزراعة الأنسجة:** في بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى زراعة العظام أو الأنسجة لتحسين الهيكل العظمي والأنسجة المحيطة بجوف الفم.
لا توجد وسيلة محددة للوقاية من العيوب الخلقية في تجويف الفم، نظرًا لعدم وضوح الأسباب بشكل كامل. ومع ذلك، يمكن تقليل احتمالية حدوث هذه العيوب من خلال:
- تجنب التدخين، وشرب الكحول، أو استخدام المخدرات خلال فترة الحمل.
- الامتناع عن تناول أي أدوية أو مكملات قد تؤدي إلى تشوهات جنينية دون استشارة الطبيب.