تاريخ النشر: 2024-08-24
يحتفل العالم في 14 نوفمبر باليوم العالمي للسكري، الذي يهدف إلى زيادة الوعي بمخاطر هذا المرض ومضاعفاته وطرق التعامل معه. يُعتبر السكري من النوع الأول من أكثر الأنواع شيوعًا بين الأطفال، ويتطلب رعاية خاصة لتفادي المضاعفات. في السطور التالية، يستعرض "دليلى ميديكال" تأثير السكري على الأطفال وطرق اكتشافه والتعامل معه.
الأنسولين هو هرمون يُنتج في غدة البنكرياس، حيث يقوم البنكرياس بإفراز الأنسولين في مجرى الدم، مما يسمح للجلوكوز بالدخول إلى الخلايا. وبالتالي، يُقلل الأنسولين من مستوى السكر في الدم، ويُساعد في تنظيم إفرازه من البنكرياس.
يُعتبر الجلوكوز أو السكر المصدر الرئيسي للطاقة للخلايا التي تشكل العضلات والأنسجة الأخرى. للجلوكوز مصدران رئيسيان: الطعام ومخازن الكبد. يتم امتصاص السكر من مجرى الدم ودخوله إلى الخلايا بمساعدة الأنسولين، بينما يقوم الكبد بتخزين الجلوكوز الزائد عن حاجة الخلايا على شكل جليكوجين. وعندما تنخفض مستويات الجلوكوز، مثلما يحدث عند الصيام لفترات طويلة، يقوم الكبد بتفكيك الجليكوجين المخزن وتحويله إلى جلوكوز للحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي.
يمكن أن يُصاب الأطفال بداء السكري من النوع الأول أو الثاني. كان يُعرف السكري من النوع الأول سابقًا باسم "سكري الأطفال" لأنه الأكثر شيوعًا بينهم، بينما كان يُشار إلى السكري من النوع الثاني باسم "سكري البالغين"، حيث لم يكن شائعًا أن يُصاب به الأطفال. ومع ذلك، فقد زادت حالات إصابة الأطفال بالنوع الثاني في الآونة الأخيرة.
فيما يلي توضيح لكل من نوعي السكري اللذين قد يُصاب بهما الأطفال:
**سكري الأطفال النوع الأول**يُعرف سكري الأطفال من النوع الأول بأنه اضطراب ناتج عن عدم قدرة البنكرياس على إنتاج هرمون الأنسولين، الذي يُساعد على إدخال سكر الجلوكوز الممتص من الطعام إلى خلايا الجسم. نتيجة لعدم إنتاج الأنسولين، لا يتمكن الجلوكوز من الانتقال من الدم إلى الخلايا، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات سكر الدم وعدم استفادة الجسم من الجلوكوز كمصدر للطاقة.
**سكري الأطفال من النوع الثاني**يظهر مرض السكري من النوع الثاني عندما يكون هناك نقص في إنتاج الأنسولين من البنكرياس أو عندما لا يستجيب الجسم للأنسولين بشكل صحيح، مما يؤدي إلى ما يعرف بمقاومة الأنسولين، وبالتالي يتزايد مستوى الغلوكوز في الدم.
على الرغم من وجود بعض القواسم المشتركة بين السكري من النوع الأول والثاني، إلا أن هناك اختلافات ملحوظة في العديد من الجوانب، مثل الأسباب وطرق العلاج. قد يتساءل الكثيرون عن أيهما أكثر خطورة، النوع الأول أم الثاني، لكن كلا النوعين يشكلان خطرًا، حيث أن ارتفاع مستوى السكر في الدم يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة من أبرز الفروقات بين السكري من النوعين الأول والثاني هي طريقة إفراز الأنسولين:
- في السكري من النوع الأول، يتوقف البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بسبب مهاجمة الجسم لخلايا البنكرياس وتدميرها.
- في السكري من النوع الثاني، يقوم البنكرياس بإنتاج الأنسولين، ولكن بكميات غير كافية لتلبية احتياجات الجسم، أو أن الخلايا لا تستجيب للأنسولين بشكل صحيح. ومع تقدم المرض، قد يتوقف البنكرياس عن إنتاج الأنسولين تمامًا.
أما بالنسبة للأعراض، فإنها تتشابه بين النوعين، لكن أعراض السكري من النوع الأول تظهر بشكل أسرع مقارنة بالنوع الثاني، الذي تتطور أعراضه ببطء. وعلى عكس مرضى السكري من النوع الثاني، فإن مرضى النوع الأول لا يعانون عادة من السمنة.
فيما يتعلق بالعلاج، يعتمد السكري من النوع الأول على الأنسولين فقط، بينما يمكن علاج النوع الثاني بطرق دوائية وغير دوائية متعددة، وقد يتطلب الأمر استخدام الأنسولين في بعض الحالات.
تتراوح مستويات السكر في الدم لدى الأطفال الأصحاء بين 70 و150 ملجم/ديسيلتر. من الطبيعي أن تختلف مستويات الغلوكوز من طفل لآخر أو في أوقات مختلفة، لكنها تبقى ضمن هذا النطاق.
عادةً ما يكون مستوى السكر في الدم أعلى بعد تناول الوجبة، وينخفض بعد ممارسة التمارين الرياضية المكثفة تختلف مستويات السكر الطبيعية لدى الأطفال حسب المرحلة العمرية كما يلي:
- المعدل الطبيعي للسكر الصائم: 100 ملجم/ديسيلتر.
- السكر الطبيعي بعد الأكل: 180-200 ملجم/ديسيلتر.
- المعدل الطبيعي للسكر الصائم: 70 ملجم/ديسيلتر.
- معدل السكر الطبيعي بعد الأكل بساعتين: 150 ملجم/ديسيلتر.
الأنسولين هو هرمون يُنتَج في البنكرياس، ويعمل كمفتاح يسمح للجلوكوز المستمد من الطعام بالانتقال من مجرى الدم إلى خلايا الجسم لإنتاج الطاقة. بعد أن تتحلل الكربوهيدرات في الأطعمة إلى جلوكوز في الدم، يسهم الأنسولين في إدخال هذا الجلوكوز إلى الخلايا.
نعم، يُعتبر ألم البطن والقيء من الأعراض الهضمية المرتبطة بمرض السكري لدى الأطفال، وغالبًا ما تظهر هذه الأعراض عندما يرتفع مستوى السكر في الدم بشكل كبير، مما يؤدي إلى حالة تُعرف بالحماض الكيتوني السكري، والتي تحدث عادةً في حال عدم تشخيص المرض مبكرًا. قد يصاحب ألم البطن لدى الأطفال المصابين بالسكري أعراض أخرى مثل القيء، الانتفاخ، الغثيان، والإسهال.
يُعتبر السكري عند حديثي الولادة أو الرضع، المعروف باسم السكري الوليدي، حالة نادرة تحدث عادةً خلال الأشهر الستة الأولى بعد الولادة. يختلف السكري عند الرضع عن النوع الأول، الذي يُعتبر أكثر شيوعًا ويظهر عادةً لدى الأطفال الأكبر من ستة أشهر.
يعاني نصف الأطفال الرضع الذين تم تشخيصهم بالسكري من حالة تستمر مدى الحياة تُعرف بالسكري الوليدي الدائم، وتحدث هذه الحالة لطفل واحد من كل 260,000 طفل على مستوى العالم. أما النصف الآخر، فقد تختفي حالتهم خلال ثلاثة أشهر بعد الولادة، ولكن من الممكن أن تتكرر لاحقًا، وهذا ما يُعرف بالسكري الوليدي العابر أو المؤقت.عندما ترتفع مستويات الجلوكوز في الدم بشكل كبير، يُخرج الجسم بعض الجلوكوز عن طريق البول، مما يؤدي إلى ظهور أعراض السكري لدى الرضع، ومنها:
- زيادة عدد الحفاضات المبللة.
- زيادة الشهية.
- جفاف الجلد.
- فقدان الوزن رغم الرضاعة المنتظمة.
- القيء الذي قد يستمر لثلاثة أو أربعة أيام دون سبب واضح.
في معظم الحالات، تظهر أعراض السكري عند الأطفال بعد سن الخامسة، لكن بعض الأطفال قد لا تظهر لديهم أي أعراض حتى يصلوا إلى أواخر الثلاثينيات من أعمارهم. من المهم أن يراقب الآباء أطفالهم ولا يتجاهلوا أي عرض، وأن يسارعوا باستشارة الطبيب لمعرفة أسباب أي تغييرات تطرأ على الطفل، مما يساعد في تجنب أي مضاعفات مستقبلية قد تنجم عن تأخر التشخيص.
يمكن أن يختفي السكر الوليدي، الذي يظهر لدى حديثي الولادة دون ستة أشهر، كما ذكرنا سابقًا. في هذه الحالة، يكون السكر الوليدي عابرًا أو مؤقتًا، حيث يختفي عادةً خلال السنة الأولى، وغالبًا في الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة، وقد يعود لاحقًا في المستقبل.
أما بالنسبة لمرض السكري من النوع الأول، فهو للأسف حالة مزمنة لا يوجد لها علاج نهائي. يهدف العلاج في هذه الحالة إلى الحفاظ على مستويات السكر ضمن النطاق الطبيعي، ومنع أي مضاعفات أو مخاطر صحية قد تنجم عن ارتفاعه.
إذا تم تشخيص طفلك مؤخرًا بمرض السكري من النوع 1، قد تتساءل عن الأسباب وراء ذلك، وما إذا كان بإمكانك فعل شيء لمنع حدوثه. تلعب العوامل الوراثية والبيئية دورًا رئيسيًا في تطور مرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال.
**العوامل البيئية والجينية**يمكن أن تسهم هذه العوامل في تسريع عملية تدمير خلايا بيتا أو بدءها. هناك جينات معروفة تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، وأخرى تحمي منه. ومع ذلك، حتى في التوائم المتطابقة (التي تحمل جينات متطابقة)، فإن خطر إصابة التوأم الآخر بمرض السكري من النوع الأول يتراوح بين 1-65٪. لذا، يمكن الاستنتاج أن مرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال لا ينجم فقط عن العوامل الجينية.يزداد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 1 وأيضًا خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية الأخرى إذا كان أحد الوالدين أو الأشقاء يعاني من مرض السكري أو أمراض مرتبطة بالمناعة. تشمل هذه الأمراض:
- مرض هاشيموتو (قصور الغدة الدرقية)
- مرض جريفز (فرط نشاط الغدة الدرقية)
- مرض الاضطرابات الهضمية
- التهاب المفاصل الروماتويدي
- الذئبة
- التصلب المتعدد
- المهق وغيرها
**الإصابات الفيروسية** يمكن أن تسهم العدوى الفيروسية في تطوير مرض السكري من النوع 1 لدى الأطفال. تعمل الفيروسات إما على تحفيز جهاز المناعة بشكل غير مباشر أو تتسبب في تلف خلايا بيتا بشكل مباشر.وفقًا لما يُعرف بنظرية التسارع، هناك عوامل معينة (مثل الجينات وزيادة الوزن) قد تجعل خلايا بيتا المنتجة للأنسولين تعمل بشكل مفرط، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري.
**النظافة وجهاز المناعة** من المفارقات أن تطور مرض السكري من النوع الأول قد يرتبط أيضًا بمستويات النظافة العالية.
**الأخطاء الغذائية** يمكن أن تكون الأخطاء الغذائية، مثل تناول كميات كبيرة من الأطعمة المصنعة، والتغذية المبكرة بحليب البقر، والغلوتين، والمواد السامة (مثل مركبات N-nitroso)، من الأسباب المحتملة لظهور مرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال.
**نقص فيتامين د3** علاوة على ذلك، قد يكون نقص فيتامين د3 سببًا آخر للإصابة بمرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال. تشير الدراسات الوبائية إلى أن الإصابة بمرض السكري من النوع الأول أقل بكثير في البلدان التي تتعرض فيها الشمس بشكل أكبر على مدار العام، مما يعني أن نقص فيتامين (د) يكون أقل شيوعًا هناك.
**داء السكري أثناء الحمل** تظهر استعدادات أكبر لتطور داء السكري من النوع الأول لدى الأطفال الذين تعاني أمهاتهم من سكري الحمل.
**الإجهاد** يمكن أن يكون الإجهاد أحد العوامل المساهمة في ظهور داء السكري من النوع الأول. حيث يمكن أن يؤدي الضغط النفسي إلى تسريع ظهور المرض.
من الخطأ الاعتقاد بأن تناول الحلويات بكثرة هو السبب وراء الإصابة بداء السكري من النوع الأول لدى الأطفال. يحدث هذا النوع من السكري عندما يتوقف الجسم عن إنتاج الأنسولين، وليس نتيجة الإفراط في تناول السكر. لذا، فإن القول "لا تأكل الحلويات لأنك ستصاب بالسكري" يعد من المعتقدات الخاطئة.
تظهر أعراض داء السكري من النوع الأول عندما يتم تدمير حوالي 90% من خلايا بيتا في البنكرياس. تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
- **زيادة العطش وكثرة التبول**: إذا كان طفلك يستيقظ ليلاً بشكل متكرر للذهاب إلى الحمام ويشرب كميات كبيرة من السوائل، فهذا قد يكون علامة على داء السكري من النوع الأول.
- **فقدان الوزن غير المبرر**: إذا كان طفلك يشرب كثيرًا ويتبول بشكل متكرر ويفقد وزنه دون تغيير في نظامه الغذائي، فقد يكون هذا مؤشرًا على المرض. قد يلاحظ الآباء أن أطفالهم يأكلون أكثر ومع ذلك يفقدون الوزن.
- **رائحة نفس تشبه الأسيتون**: إذا كان هناك رائحة غير طبيعية من فم الطفل، يجب التحقق من الأعراض الأخرى المرتبطة بداء السكري.
- **الضعف والنعاس المتزايد**: إذا كان طفلك يفقد اهتمامه باللعب أو يتجاهل واجباته المدرسية، فقد يكون هذا علامة على داء السكري.
- **جفاف البشرة**: نتيجة للجفاف الذي يسببه المرض.
- **تقلصات في الساقين**.
- **تدهور حدة البصر**.
- **التهابات متكررة**: مثل التهابات الفم أو الأعضاء التناسلية.
- **صعوبات في التعلم والتركيز**: قد يواجه الطفل مشاكل في المدرسة أو يظهر عليه التهيج.
**الحماض الكيتوني**إذا ظهرت الأعراض المذكورة أعلاه واستمر نقص الأنسولين لفترة طويلة، فقد يتطور الحماض الكيتوني، والذي تشمل أعراضه:
- زيادة الضعف والنعاس.
- آلام في المعدة والغثيان والقيء.
- تنفس سريع وعميق.
- اضطرابات في الوعي.
- غيبوبة السكري.
يمكن تشخيص مرض السكري من النوع الأول بسهولة نسبياً من خلال مجموعة من التحاليل التالية:
1. **اختبار جلوكوز الدم:** يستخدم مقدمو الرعاية الصحية اختبار جلوكوز الدم لقياس مستوى السكر في الدم. قد يُطلب إجراء اختبار عشوائي (بدون صيام) أو اختبار صيام (عدم تناول الطعام أو الشراب لمدة ثماني ساعات على الأقل قبل الاختبار). إذا أظهرت النتائج ارتفاعاً كبيراً في مستوى السكر، فهذا يشير عادةً إلى الإصابة بداء السكري من النوع الأول.
2. **اختبار الهيموجلوبين التراكمي (HbA1c):** إذا أظهرت نتائج اختبار جلوكوز الدم وجود داء السكري، فقد يقوم مقدم الرعاية بإجراء اختبار HbA1c، الذي يقيس متوسط مستويات السكر في الدم على مدى ثلاثة أشهر.
3. **اختبار الأجسام المضادة:** يستخدم هذا الاختبار للكشف عن الأجسام المضادة لتحديد ما إذا كان المريض مصاباً بداء السكري من النوع 1 أو النوع 2. الأجسام المضادة هي بروتينات تهاجم أنسجة الجسم عن طريق الخطأ، ووجود بعض الأجسام المضادة الذاتية يشير إلى الإصابة بداء السكري من النوع الأول، حيث لا توجد عادةً هذه الأجسام المضادة في الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2.
4. **تحليل البول:** يعد تحليل البول اختباراً لفحص الجوانب البصرية والكيميائية والميكروسكوبية للبول. في حالة السكري من النوع الأول، قد يُطلب هذا الاختبار للتحقق من وجود الكيتونات، وهي مواد يطلقها الجسم عند الحاجة لتكسير الدهون للحصول على الطاقة بدلاً من استخدام الجلوكوز.
5. **غازات الدم الشرياني:** تحليل غازات الدم الشرياني (ABG) هو اختبار يتطلب عينة من شريان في الجسم لقياس مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم.
للأسف، لا توجد طرق فعالة لمنع الإصابة بمرض السكري من النوع الأول. نظراً لأن هذا النوع من السكري يمكن أن يكون وراثياً، يمكن لمقدمي الرعاية الصحية اختبار أفراد العائلة للكشف عن الأجسام المضادة الذاتية المرتبطة بالمرض. وجود هذه الأجسام المضادة، حتى في غياب الأعراض، يعني أن الشخص قد يكون أكثر عرضة للإصابة بداء السكري من النوع الأول.
إذا لاحظت على طفلك علامات أو أعراض قد تشير إلى مرض السكري من النوع الأول، فهناك مجموعة من الاختبارات التي يمكن استخدامها لتأكيد التشخيص، ومنها:
**اختبار السكر العشوائي** يعتبر هذا الاختبار الأولي الذي يعتمد عليه الأطباء لتشخيص السكري، حيث يتم أخذ عينة دم في أي وقت. إذا كان مستوى السكر في الدم لدى الطفل يتجاوز 200 مجم/ديسيلتر، فهذا يشير إلى احتمال إصابته بمرض السكري.
**اختبار السكر الصائم** في هذا الاختبار، يقوم الطبيب بأخذ عينة دم بعد أن يصوم الطفل طوال الليل. إذا كان مستوى السكر في الدم أعلى من 126 مجم/ديسيلتر، فهذا يدل على احتمال الإصابة بمرض السكري من النوع الأول.
**اختبار السكر بعد الأكل بساعتين** ويعرف أيضًا بتحليل السكر الفاطر، حيث يتم أخذ عينة دم بعد ساعتين من تناول الوجبة لتقييم تأثير الطعام على مستوى السكر في الدم. إذا كان مستوى الجلوكوز بعد الوجبة بساعتين أكثر من 160 مجم/ديسيلتر، فقد يكون ذلك مؤشرًا على إصابة الطفل بالسكري.
**اختبار السكر التراكمي** يهدف هذا الاختبار إلى قياس متوسط مستوى السكر في الدم لدى الطفل خلال الأشهر الثلاثة الماضية. إذا كانت نسبة السكر التراكمي أعلى من 6.5% في اختبارين مختلفين، فهذا يعد مؤشرًا على الإصابة بمرض السكري.
هناك اختبارات إضافية يمكن استخدامها لتحديد ما إذا كان طفلك يعاني من مرض السكري من النوع الأول أو الثاني، مثل:
يستخدم للكشف عن وجود الكيتونات، التي تشير إلى مرض السكري من النوع الأول.
إذا لم يتم التحكم في مستوى السكر في الدم أو لم يتم الانتباه للأعراض والعلاج بشكل سريع، فقد تظهر مضاعفات تؤثر على العديد من الأعضاء الحيوية في الجسم، ومن أخطرها:
- تكوين الكيتونات، وهي حالة خطيرة تتطلب العلاج في وحدة العناية المركزة للأطفال، حيث يمكن أن تؤدي إلى غيبوبة وفقدان الوعي وتورم في المخ نتيجة الارتفاع الحاد في مستوى السكر في الدم.
- تلف الأوعية الدموية.
- التهاب الأعصاب الطرفية.
- تلف أعصاب العين.
- اعتلال الكلى.
- التهابات في اللثة وفقدان الأسنان.
- هشاشة العظام.
- اضطرابات في السمع.
يتضمن علاج داء السكري من النوع الأول عدة جوانب رئيسية. يتم علاج الأطفال المصابين بهذا النوع من السكري من خلال حقن الأنسولين، حيث تختلف الجرعة المطلوبة من مريض لآخر. عادةً ما تشمل خطة تنظيم جرعات الأنسولين نوعين: الأنسولين سريع المفعول، الذي يُستخدم غالبًا خلال النهار، والأنسولين بطيء المفعول، الذي يساعد في التحكم بمستويات السكر أثناء النوم ليلاً.
في المراحل الأولى من الإصابة، قد يحتاج الأطفال الصغار إلى جرعات صغيرة ومتعددة من الأنسولين، وقد لا يحتاجون إلى الجرعة الليلية في البداية، لكن مع تقدم العمر، تصبح هذه الجرعة ضرورية. يُعتبر استخدام مضخات الأنسولين شائعًا بين الأطفال المصابين بالسكري، حيث يُعد التحكم في مستويات السكر في الدم أمرًا حيويًا لتفادي المضاعفات. من المهم ملاحظة أن احتياجات الأطفال من الأنسولين تزداد مع تقدمهم في العمر، لذا يجب تعديل نظام الجرعات بشكل دوري.
**تلقّي الأنسولين**
- مراقبة مستوى السكر في الدم
- تناول أغذية صحية
- ممارسة الرياضة بانتظام
سيتعاون الأهل بشكل وثيق مع فريق علاج داء السكري الذي يتكون من طبيب واختصاصي معتمد في رعاية مرضى السكري، بالإضافة إلى اختصاصي نظم غذائية مسجل. يهدف العلاج إلى الحفاظ على مستوى السكر في دم الطفل ضمن نطاق محدد، مما يساعد في الاقتراب من المستوى الطبيعي قدر الإمكان. سيحدد طبيب الطفل النطاق المستهدف لمستوى السكر، وقد يتغير هذا النطاق مع نمو الطفل وتغيراته.
يتطلب أي شخص مصاب بداء السكري من النوع الأول علاجًا مدى الحياة باستخدام نوع أو أكثر من الأنسولين للبقاء على قيد الحياة. تتوفر أنواع متعددة من الأنسولين، منها:
1. **الأنسولين سريع المفعول**: يبدأ مفعوله خلال 15 دقيقة، ويصل إلى ذروته خلال 60 دقيقة، ويستمر لمدة حوالي 4 ساعات. يُستخدم عادةً قبل الوجبات بفترة تتراوح بين 15 و20 دقيقة. من أمثلته ليسبرو (Humalog، Admelog) وأسبارت (NovoLog، Fiasp) وغلوليزين (Apidra).
2. **الأنسولين قصير المفعول**: يُعرف أحيانًا بالأنسولين العادي، ويبدأ مفعوله بعد حوالي 30 دقيقة، ويصل إلى ذروته خلال 90 إلى 120 دقيقة، ويستمر لمدة تتراوح بين 4 و6 ساعات. من أمثلته الأنسولين البشري (Humulin R، Novolin R).
3. **الأنسولين متوسط المفعول**: يُعرف أيضًا بأنسولين إن بي إتش، ويبدأ مفعوله خلال ساعة إلى 3 ساعات، ويصل إلى ذروته خلال 6 إلى 8 ساعات، ويستمر لمدة تتراوح بين 12 و24 ساعة. من أمثلته (Humulin N، Novolin N).
4. **الأنسولين طويل المفعول وممتد المفعول**: يوفر تأثيرًا يستمر من 14 إلى 40 ساعة. من أمثلته غلارجين (Lantus، Toujeo) وديتيمر (Levemir) وديجلوديك (Tresiba).
تتضمن خيارات إعطاء العلاج بالأنسولين ما يلي:
1. **الإبرة والحقنة الدقيقة**: يشبه هذا الخيار الحقنة التي تُستخدم في عيادة الطبيب، لكنه يعتمد على حقنة أصغر وإبرة أرفع وأقصر بكثير.
2. **قلم الأنسولين ذو الإبرة الدقيقة**: تشبه هذه الأداة أقلام الحبر، حيث يتم ملء عبوتها بالأنسولين، وتُستخدم مع إبرة للحقن.
3. **مضخة الأنسولين**: هي جهاز صغير يُرتدى خارج الجسم، يُبرمج لتوصيل كميات محددة من الأنسولين على مدار اليوم وعند تناول الطعام. يتصل الجهاز بخزان الأنسولين عبر أنبوب يُدخل تحت جلد البطن.
كما يتوفر خيار المضخة بدون أنبوب، حيث يُرتدى جراب يحتوي على الأنسولين على الجسم، مزود بأنبوب قسطرة صغير يُدخل تحت الجلد.
**مراقبة سكر الدم** ستحتاجين أنتِ أو طفلك إلى فحص مستوى السكر في دم الطفل وتسجيله على الأقل أربع مرات يوميًا. يمكن إجراء الفحص عادةً قبل كل وجبة وعند الخلود للنوم، وأحيانًا في منتصف الليل. ومع ذلك، قد تحتاجين إلى إجراء الفحص بشكل متكرر إذا لم يكن لدى طفلك جهاز مراقبة الغلوكوز المستمر. تكرار الاختبار هو الطريقة الوحيدة لضمان بقاء مستوى السكر في دم الطفل ضمن النطاق المستهدف.
**أجهزة مراقبة الغلوكوز المستمرة (CGM)**تقيس أجهزة مراقبة الغلوكوز المستمرة مستوى السكر في الدم كل بضع دقائق باستخدام مستشعر يُزرع تحت الجلد. تعرض بعض الأجهزة قراءة مستوى السكر في الدم بشكل مستمر على جهاز استقبال أو هاتف ذكي أو ساعة ذكية، بينما تتطلب أجهزة أخرى فحص مستوى السكر عن طريق تشغيل جهاز الاستقبال فوق المستشعر.
**النظام الحلَقي المغلق**النظام الحلَقي المغلق هو جهاز يُزرع في الجسم لربط جهاز مراقبة الغلوكوز المستمرة بمضخة الأنسولين. يقوم جهاز المراقبة بفحص مستويات سكر الدم بشكل منتظم، ويوصل الجهاز الكمية المناسبة من الأنسولين تلقائيًا وفقًا لاحتياجات المراقبة.
اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية العديد من الأنظمة الحلقية المغلقة الهجينة لعلاج داء السكري من النوع الأول. تُسمى هذه الأنظمة "الهجينة" لأنها تتطلب بعض المدخلات من المستخدم، مثل إدخال كمية الكربوهيدرات المستهلكة أو تأكيد مستويات السكر في الدم من حين لآخر.
حتى الآن، لم يظهر نظام حلقي مغلق لا يحتاج إلى أي مدخلات من المستخدم، لكن العديد من هذه الأنظمة تخضع حاليًا للتجارب السريرية.
يعتبر التعامل مع طفل مصاب بالسكري تحديًا كبيرًا قد يسبب توترًا وضغطًا نفسيًا لكل من الأهل والطفل. ومع ذلك، من المهم أن نتعامل مع هذا الوضع بحكمة ووعي.
عند اتباع تعليمات الطبيب، وتعديل العادات الغذائية، والتحكم في تناول السعرات الحرارية والسكريات، يمكن أن يصبح التعامل مع الحالة أكثر سهولة وراحة.
من الضروري مراقبة مستوى السكر في الدم وقياسه بشكل يومي. يجب الالتزام بالنظام الغذائي المخصص للطفل، مع حساب السعرات الحرارية اليومية ونسبة الكربوهيدرات والسكريات التي يتناولها.
يجب تجنب تجويع الجسم لتفادي حدوث مضاعفات عند تناول جرعات الأنسولين. من المهم أيضًا استبدال الأطعمة غير الصحية بأطعمة متوازنة وصحية، مما يساعد في تقليل مخاطر ارتفاع مستوى السكر في الدم وحماية باقي أعضاء الجسم.
كما أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تعزز من كفاءة أجهزة الجسم وتساعد في تحسين استجابة الجسم للأنسولين، بالإضافة إلى تقليل مستويات التوتر.