اسباب مرض الشرى الارتيكاريا او خلايا النحل طرق علاجه

في مقالتنا عبر موقع دليلي ميديكال، سنستعرض معلومات عامة حول مرض جلدي يُعرف باسم "الشرى"، والذي يُطلق عليه أيضًا "خلايا النحل" في الأوساط الشعبية. سنسعى للإجابة على أسئلة مثل "ما هو الشرى؟"، "ما هي أعراضه؟"، و"ما هي أنواعه؟".

**ما هو الشرى؟**  
الشرى، المعروف أيضًا بالأرتيكاريا، هو رد فعل تحسسي يحدث في الجسم نتيجة تناول دواء معين، أو طعام، أو عوامل أخرى. يظهر عادةً على شكل كدمات وردية أو حمراء، أو حبوب تسبب الحكة. يُعتبر الشرى مرضًا شائعًا، حيث يُعاني منه 10-20% من الناس في مرحلة ما من حياتهم، وتُظهر الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة به.

**كيف يتطور مرض الشرى؟**  
يمكن أن يكون الشرى حادًا أو مزمنًا. يُعتبر الشرى حادًا إذا استمرت الأعراض لمدة تقل عن 6 أسابيع، بينما يُطلق على الحالة التي تستمر لأكثر من 6 أسابيع اسم الشرى المزمن.

**أنواع الشرى:**  
ينقسم الشرى إلى نوعين رئيسيين:

1. **الشرى الحاد أو المؤقت:** يستمر هذا النوع من الشرى لساعات وحتى 6 أسابيع.
2. **الشرى المزمن أو المستمر:** يستمر لأكثر من 6 أسابيع، وقد يمتد لعدة أشهر أو حتى سنوات. غالبًا ما يسبب الشرى المزمن ألمًا وانزعاجًا، وقد يؤثر على الأنشطة اليومية.

**أنواع خلايا النحل (الشرى):**  
- **الشرى الحاد:** يُعرف بأنه حاد إذا كانت الأعراض تستمر أقل من 6 أسابيع.
- **الشرى المزمن:** يُطلق عليه هذا الاسم إذا استمرت الأعراض لأكثر من 6 أسابيع.
- **الوذمة الوعائية:** إذا حدث انتفاخ في الوجه أو العينين، يُصنف كنوع من الوذمة الوعائية.
- **الشرى الفيزيائي:** يحدث عندما تظهر آفات الأرتكاريا في مناطق التلامس نتيجة البرد أو الضغط أو الحرارة أو الشمس.
- **شرى التماس:** يحدث في مناطق التلامس نتيجة التعرض لعوامل كيميائية.
- **الشرى الكوليني:** يظهر بعد ممارسة التمارين الرياضية.
- **الدراماتوغرافيا:** يحدث نتيجة خدش الجلد أو تمسيده بشكل مفرط، مما يؤدي إلى ظهور خلايا النحل بسبب الحكة الناتجة عن العوامل الأخرى.

بهذا، نكون قد قدمنا لمحة شاملة عن مرض الشرى وأنواعه وأعراضه.

**ما هي أسباب الشرى التحسّسي؟**

عندما يحدث رد فعل تحسسي، يقوم الجسم بإفراز الهيستامين ومواد كيميائية أخرى تؤدي إلى الحكة والتورم وأعراض أخرى. من بين المواد التي قد تسبب ظهور الشرى:

- شعر الحيوانات
- لدغات أو لسعات الحشرات
- الأدوية
- اللقاحات
- الأطعمة، وخاصة المأكولات البحرية والأسماك، على الرغم من أن التفاعلات مع المكسرات والبيض والحليب شائعة أيضًا.

هناك عوامل أخرى قد تؤدي إلى تفشي الشرى، مثل الإجهاد العاطفي، التعرض لدرجات حرارة مرتفعة أو منخفضة، مجموعة متنوعة من الأمراض والالتهابات، والتعرض للماء.

**هل مرض الشرى معدي؟**

يعتبر مرض الشرى أو خلايا النحل غير معدي في معظم الحالات، باستثناء حالة واحدة تتعلق بالفيروسات التي يمكن أن تنتقل من شخص مصاب إلى آخر. الغالبية العظمى من خلايا النحل ليست معدية، وغالبًا ما يحدث الشرى بشكل متكرر، خاصة عند الأطفال والنساء، وعادة ما يختفي في غضون يوم إلى يومين إذا لم يتعرض الشخص لعوامل الحساسية. إذا استمر الطفح الجلدي لفترة أطول من أيام أو أسابيع، فقد يُطلق عليه الشرى المزمن.

**خلايا النحل مع الحمى؟**

إذا كانت أعراض خلايا النحل تترافق مع الحمى، ضيق التنفس، انخفاض ضغط الدم، والغثيان، فقد يكون ذلك علامة على رد فعل تحسسي خطير يتطلب رعاية طبية.

**خلايا النحل والإسهال**

إذا حدثت خلايا النحل مع الإسهال، فمن المحتمل أن تكون لديك عدوى معوية أو حالة طبية مثل التسمم الغذائي، متلازمة القولون العصبي، إسهال المسافر، أو إنفلونزا المعدة.

**هل خلايا النحل تسبب حكة؟**

تسبب خلايا النحل حكة شديدة نتيجة تمدد الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تمدد الجلد وإثارة الأعصاب. ومع ذلك، هناك بعض أنواع خلايا النحل التي لا تسبب حكة، مثل تلك التي تظهر بعد الخدش أو فرك الجلد.

**هل خلايا النحل مؤلمة؟**

عادةً ما تكون خلايا النحل أكثر حكة من كونها مؤلمة، ونادرًا ما يعاني الأشخاص المصابون بالشرى من الألم. ومع ذلك، فإن خلايا النحل الناتجة عن التهاب الأوعية الدموية قد تكون مؤلمة وتترك كدمات وعلامات على الجلد، وقد تستمر لأكثر من يوم أو يومين.

**أسباب الشرى المفاجئ**

- التعرض لدرجات حرارة متغيرة أو شديدة، مثل التعرق الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة بسبب التمارين أو عوامل أخرى.
- الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية مثل التهاب الكبد الفيروسي، الإنفلونزا، أو التهابات المسالك البولية.
- التعرض لحبوب اللقاح أو أبواغ الفطريات أو وبر الحيوانات.
- الإصابة بأمراض مناعية ذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، الذئبة الحمامية الجهازيّة، أو السكري من النوع الأول.
- التقلبات الهرمونية، مثل تلك التي تحدث أثناء الحمل أو بعد انقطاع الطمث أو نتيجة لمشاكل في الغدة الدرقية.
- التعرض لأشعة الشمس أو الأشعة فوق البنفسجية.
- إفراز الجسم للأدرينالين استجابةً للقلق أو التوتر.
- تعرض الجلد لضغط مباشر مثل ارتداء ملابس ضيقة أو حزام محكم حول الخصر.
- لسعات النحل أو الدبابير.
- اللقاحات المختلفة.

ما هو الشرى العفوي ولماذا نميز بين الشرى الحاد والمزمن؟

الشرى العفوي هو حالة تحدث بشكل "فجائي"، مما يعني أن المرضى لا يستطيعون التنبؤ بموعد حدوث النوبة التالية، وغالبًا ما لا يمكنهم تحفيز هذه النوبات بشكل واعٍ. يمكن أن يؤثر الشرى العفوي على أي جزء من الجسم.

أما بالنسبة للشرى الحاد، وهو النوع الأكثر شيوعًا، فإنه يستمر لفترة لا تتجاوز 6 أسابيع. عادةً ما يختفي الشرى الحاد خلال أيام أو أسابيع بعد ظهور خلايا الجلد العميقة أو تورم الجلد. في معظم الحالات، يكون هناك نوبة واحدة تسبب قلقًا كبيرًا، خاصةً أن الأعراض قد تكون غير معروفة تمامًا للمرضى حتى تلك اللحظة.

الشرى المزمن، الذي يُعرف أيضًا بالأرتكاريا العفوية، يستمر لأكثر من ستة أسابيع وهو أقل شيوعًا مقارنةً بالشرى الحاد.

أنواع الشرى الجسدي تشمل:
- الشرى الناتج عن الفرك أو الخدش.
- الشرى الناتج عن البرد عند ملامسة الجلد.
- الشرى الناتج عن الحرارة عند تلامس الجلد مع مصادر الحرارة.
- الشرى الناتج عن التعرض لأشعة الشمس أو الأشعة فوق البنفسجية.
- الشرى الناتج عن الضغط.
- الشرى الناتج عن الاهتزازات.
- الشرى الكوليني، الذي يحدث عند ارتفاع درجات الحرارة (مثل الحمامات الساخنة).
- الشرى الناتج عن ملامسة الماء.
- الشرى الناتج عن ملامسة بعض المواد.
- الشرى الناتج عن التمارين أو الإجهاد البدني.

هل يعتبر مرض الشرى خطيرًا؟
عادةً ما تختفي الوذمات بعد فترة قصيرة، ولا يُعتبر الشرى خطيرًا في هذه الحالة. ومع ذلك، قد يصبح خطيرًا في الحالات الحادة التي يحدث فيها تورم في الحلق مما يسبب ضيق التنفس، وفي هذه الحالات يجب التوجه إلى الطوارئ فورًا.

هل الشرى معدي؟
الشرى ليس حالة معدية، إذ لا يمكن انتقال الحساسية عن طريق اللمس أو أي وسيلة أخرى.

**أعراض مرض الشرى**

تظهر أعراض مرض الشرى على شكل نتوءات مرتفعة ومثيرة للحكة، قد تكون حمراء أو بلون الجلد، ويمكن أن تستمر هذه الأعراض من دقائق إلى شهور أو حتى سنوات. على الرغم من تشابهها مع لدغات الحشرات، إلا أن خلايا النحل (المعروفة أيضاً بالشرى) تختلف بعدة جوانب:

- يمكن أن تظهر لدغات الحشرات في أي منطقة من الجسم، وقد تتغير أشكالها وتتحرك من مكان لآخر، ثم تختفي وتظهر مجددًا خلال فترة قصيرة.
- عادةً ما تظهر النتوءات "البثور" ذات اللون الأحمر أو بلون الجلد مع حواف شفافة بشكل مفاجئ وتختفي بنفس السرعة.
- عند الضغط على مركز الخلية الحمراء، يتحول لونها إلى الأبيض، وهي عملية تُعرف بـ "التبييض".

**تشخيص مرض الشرى**

قد يصاب الأطفال بالشرى بعد تعرضهم لسبب معين، وقد لا يكون الطفل في حالة جيدة عند حدوث الإصابة، والتي قد تكون نتيجة لشيء بسيط مثل الزكام الموسمي. نادراً ما يكون الطفل مريضًا عند ظهور خلايا النحل لأول مرة. على الرغم من أن هذه الخلايا قد تكون مزعجة وتسبب حكة شديدة، إلا أن الأطفال لا يتعرضون لأي ضرر، حيث لا ترتبط هذه الحالة بردود فعل تحسسية شديدة. 

لا توفر مضادات الهيستامين السيطرة الكاملة على الأعراض، ولكن خلايا النحل الكبيرة والمعممة في التوزيع غالبًا ما تختفي من تلقاء نفسها، ولا تحتاج إلى علاج للعدوى الأساسية إذا كان الطفل بصحة جيدة.

**طرق الوقاية من الشرى**

يمكن أن تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة في الوقاية من الإصابة بالشرى أو تفاقم الأعراض، ومنها:

- **اختيار صابون خالٍ من المواد المهيجة**: تحتوي العديد من أنواع الصابون على مركبات كيميائية مهيجة وعطور، مما قد يؤدي إلى تهيج الجلد وتحسسه، وبالتالي الإصابة بالشرى. يُنصح باختيار صابون مصنوع من مواد طبيعية وخالٍ من هذه المواد الضارة، وفي حالة وجود حساسية في البشرة، يُفضل استخدام صابون مخصص للبشرة الحساسة.

- **تجنب الأطعمة المسببة للحساسية**: هناك مجموعة من الأطعمة التي قد تسبب الطفح الجلدي عند تناولها، وهي حالة تُعرف بـ "حساسية الغذاء". تشمل هذه الأطعمة الفول السوداني، السمك، البيض، والحليب. يمكن ملاحظة حساسية الغذاء من خلال ظهور أعراض معينة بعد تناول أطعمة محددة، مثل الشعور بالتعب وظهور الطفح الجلدي والحكة، حيث يتعامل الجسم مع هذه الأطعمة كأعداء وينتج أجسامًا مضادة تهاجم الجسم وتسبب هذه الأعراض.

**تجنب تناول الأدوية دون استشارة الطبيب**

يلجأ العديد من الأشخاص إلى تناول الأدوية دون استشارة الطبيب، مما يزيد من احتمالية الإصابة بمشاكل جلدية متعددة مثل الشرى. فالكثير من الأدوية قد تسبب آثارًا جانبية على الجلد، خاصةً إذا كانت تحتوي على مركبات تسبب الحساسية. لذا، من الضروري استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء للتأكد من ملاءمته للحالة الصحية. كما يجب الالتزام بالجرعات المحددة من قبل الطبيب وعدم تجاوزها، وتجنب تناول أكثر من دواء في الوقت نفسه، حيث يمكن أن تتعارض بعض الأدوية مع بعضها وتؤدي إلى ظهور الأرتيكاريا. في حال ظهور أي آثار سلبية مثل الطفح الجلدي أو الشعور بالتعب الشديد، يجب التوقف عن تناول الدواء والذهاب إلى الطبيب للحصول على بديل مناسب.

**تجنب التوتر**

يمكن أن يكون التوتر سببًا في الإصابة بالأرتيكاريا، حيث أن الضغط النفسي والإجهاد قد يؤديان إلى حساسية الجلد. لذلك، من المهم الابتعاد عن المواقف التي تسبب التوتر والبحث عن طرق لتخفيف الضغط النفسي. إليك بعض النصائح للتخلص من التوتر:

- **ممارسة الرياضة**: تساعد ممارسة الرياضة بشكل كبير في تقليل التوتر، لذا يُنصح بتخصيص وقت يومي لممارسة الأنشطة البدنية، سواء كانت رياضات خفيفة مثل المشي أو تمارين اليوغا التي تعزز الاسترخاء والهدوء النفسي.

- **النوم الجيد**: قلة النوم تزيد من فرص التوتر والقلق، خاصةً عند الاستيقاظ مبكرًا للذهاب إلى العمل، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب وانخفاض الإنتاجية. لذلك، يجب الحصول على 7 ساعات على الأقل من النوم يوميًا، مع الحرص على النوم مبكرًا والاستيقاظ مبكرًا. لتفادي اضطرابات النوم، يُفضل تجنب المشروبات المحتوية على الكافيين في المساء وتجنب ممارسة الرياضة قبل النوم. يمكن اتباع روتين مهدئ قبل النوم مثل الاستماع إلى الموسيقى أو تناول كوب من الحليب الدافئ، مع تقليل الإضاءة وتجنب الأصوات المزعجة.

- **تناول الأطعمة الصحية**: هناك بعض الأطعمة التي تساهم في تخفيف التوتر، مثل الأطعمة الغنية بأحماض الأوميغا 3 الدهنية، مثل الأسماك الدهنية، المكسرات، الأفوكادو، وزيت الزيتون. يُنصح بإدراج هذه الأطعمة في النظام الغذائي للاستفادة من فوائدها في تقليل التوتر والقلق.

- **تناول مشروبات مهدئة**: يمكن تناول بعض المشروبات التي تساعد على الاسترخاء وتقليل التوتر، مثل مشروبات الأعشاب الدافئة كاليانسون والبابونج. كما يُعتبر الشاي الأخضر وسيلة فعالة لمكافحة التوتر، لاحتوائه على مضادات الأكسدة التي تخفف من مستويات التوتر والقلق في الجسم.

**طرق طبيعية لعلاج الشرى**

**الكمادات الباردة:** تعتبر الكمادات الباردة وسيلة فعالة لتخفيف الحكة والطفح الجلدي الناتج عن الشرى. يُفضل البدء بتجربة الكمادات على منطقة صغيرة من الجلد للتأكد من عدم حدوث تهيج أو تفاقم الأعراض، وبعد ذلك يمكن استخدامها على المناطق المصابة. بدلاً من الكمادات، يمكن أخذ حمام بارد، الذي يوفر راحة للجسم، خاصة في الأجواء الحارة التي قد تؤدي إلى زيادة التعرق والتهيج.

**الشوفان:** يُستخدم الشوفان في العديد من أنواع غسول الجسم بفضل قدرته على تخفيف الحكة والالتهاب وترطيب الجلد. يمكن الاستفادة من الشوفان لعلاج الشرى بشكل طبيعي عن طريق إضافته إلى ماء الاستحمام والجلوس فيه لمدة تتراوح بين 15 إلى 20 دقيقة، ثم شطف الجسم بماء بارد. مع الانتظام في هذه العملية يومياً، سيتناقص الشعور بالحكة وتقل حدة الالتهاب.

**هلام الصبار:** يتميز هلام الصبار بخصائصه المضادة للالتهابات والمرطبة، حيث يحتوي على فيتامين E الضروري لصحة الجلد. يُعتبر هلام الصبار مهدئاً طبيعياً للحكة الناتجة عن الطفح الجلدي، كما يساعد في ترطيب البشرة. يُفضل استخدام هلام الصبار الخام المستخرج مباشرة من النبات، وتجنب الأنواع المضاف إليها مواد قد تسبب تهيج الجلد مثل الكحول أو العطور. يُنصح أيضاً باختبار هلام الصبار على منطقة صغيرة من الجلد أولاً، والانتظار لمدة 24 ساعة قبل استخدامه على بقية المناطق المصابة.

**نبات بندق الساحرة:** يُعرف نبات بندق الساحرة بفعاليته في تخفيف التهيج، ويمكن استخدامه لعلاج الشرى الذي يسبب الحكة. لتحضير الوصفة، يُضاف من 5 إلى 10 جرامات من بندق الساحرة إلى كوب من الماء، ثم يُمزج جيداً ويُغلى الخليط. بعد ذلك، يُرفع من النار ويُصفى ويُترك ليبرد. بعد أن يبرد، يُستخدم المزيج على المناطق المصابة بالشرى ويُترك لمدة 20 دقيقة قبل شطفه بالماء.