تاريخ النشر: 2024-06-06
يعد التدخين ظاهرة تثير القلق وأحد أكثر العوامل التي تؤثر سلبًا على صحة الإنسان، فمنذ عقود عديدة، تفتك السجائر بأرواح البشر، وتنتشر بين الناس كالوباء الذي يهدد حياة الأفراد. لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن تأثير التدخين الكارثي يتجاوز تدمير الرئتين اللتين تعرضتا للكثير من مكونات السجائر.إذ أن تأثير التدخين على القلب والأوعية الدموية يعد أكثر سوءًا وفتكًا بالجسم، ويؤدي إلى الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية، وقد يؤدي في نهاية الأمر إلى الوفاة.يسلط هذا المقال من خلال موقع دليلى ميديكال الضوء على تأثير التدخين على القلب والأوعية الدموية، ويستعرض التداعيات الصحية المحتملة التي تنجم عن أثر التدخين على القلب والأوعية الدموية، وكيفية تجنب هذا التأثير والعيش بصحة أفضل.
يمكن لتدخين السجائر أن يؤذي معظم أجزاء الجسم خاصةً القلب والأوعية الدموية، إذ يمكن أن يتداخل دخان السجائر المستنشق مع العمليات الهامة في الجسم والتي تحافظ على وظائفه، وذلك يعود لاحتوائه على مزيج من أكثر من 7000 مادة كيميائية سامة. يعتبر إيصال الدم الغني بالأوكسجين إلى القلب والرئتين وباقي أجزاء الجسم أحد هذه العمليات التي تتعطل، إذ تقوم الرئتان بامتصاص الأكسجين وإيصاله إلى القلب الذي يضخ هذا الدم الغني بالأوكسجين إلى بقية أجزاء الجسم من خلال الأوعية الدموية. يتلوث الدم الذي يصل إلى بقية الجسم بالمواد الكيميائية الموجودة في الدخان عند تنفس دخان السجائر، يمكن أن تلحق هذه المواد الكيميائية أضرارًا بالقلب والأوعية الدموية، مما يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض الجهاز القلبي الوعائي Cardiovascular diseases CVD) والتي تعد من أكبر مسببات الوفاة.
تحتوي السجائر على العديد من المواد السامة التي تضر بالجسم حتى بعد الإقلاع عن التدخين، وتعتبر كل هذه المواد سامة ذات تأثير مدمر على القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى ضررها على أجزاء أخرى من الجسم، وتشمل بعض المواد الضارة المستخدمة في السجائر ما يلي:
أول أكسيد الكربون يمنع غاز أول أكسيد الكربون الدم من نقل الأكسجين بفعالية في جميع أنحاء الجسم، وهذا يدفع القلب للعمل بجهد أكبر مما يجب عليه، لضخ أكبر كمية ممكنة من الدم لتعويض النقص في الأكسجين. كما يمنع أول أكسيد الكربون أيضًا عمل الرئتين بشكل جيد؛ مما يضطر الجسم للتنفس بشكل أسرع لإيصال الأكسجين إلى أجزاء الجسم.
القطران يعرف عن القطران أو ما يسمى التار Tar) بأنه يلوث أسنان المدخنين وأصابعهم بلون أصفر مائل للبني. إلا أن ضرره يتعدى هذه المشكلة التي تعتبر بسيطة إذا ما تم مقارنتها بتسبب القطران بأمراض القلب والأوعية الدموية.
النيكوتينهو المركب الذي يسبب الإدمان والذي يوجد في السجائر التقليدية، ومعظم السجائر الإلكترونية. ويزيد النيكوتين من معدل ضربات القلب كما يزيد من ضغط الدم. ويمكن أن يزيد ارتفاع ضغط الدم إذا لم تتم معالجته بشكل مناسب من مخاطر الإصابة بمشاكل صحية جسيمة في القلب والشرايين، مثل النوبات القلبية وقصور القلب.
1. يحتوي دخان السجائر والشيشة على أكثر من 7,000 مادة كيميائية مسرطنة وأخطرهم غاز أول أكسيد الكربون، حيث يتسبب في الآتي:
* يقوم هذا الغاز بإتلاف الطبقة الرقيقة المُبطنة للوعاء الدموي؛ مما يعيق تدفق الدم بصورة سليمة وبالتالي يُعيق توصيل الدم الغني بالأكسجين إلى القلب وبقية الجسم، ومن أكثر الدلائل وضوحًا:
الأوعية الدموية في طبقات الجلد الخارجية:التي تتأثر لعدم حصولها على الأكسجين الكافي لإشراقها ونضارتها، فيصاب الجلد بالشيخوخة المُبكرة والجفاف الذي يؤدي إلى ظهور التجاعيد.
الأوعية الدموية في العين:نظرًا لحساسية تلك الأوعية الدموية الشديدة، قد يتسبب التدخين في فقدان الرؤية المركزية.
* يُحفز أيضًا غاز أول أكسيد الكربون الترسبات الغير صحية من دهون وكوليسترول داخل الوعاء الدموي.
2. التدخين يتسبب في ازدياد لزوجة الدم؛ مما يُعرض المريض للإصابة بجلطات دموية.
3. يتحد الكوليسترول مع الجزيئات الحرة المتواجدة في الدخان المتصاعد من السجائر لتدمير الأوعية الدموية.
مرض القلب التاجييتطور مرض القلب التاجي Coronary Heart Disease) وهو أحد أمراض القلب التي تحدث عندما تتضيق الشرايين التي تنقل الدم إلى عضلة القلب؛ بسبب تراكم اللويحات أو الانسداد الناتج عن التجلطات. تجعل المواد الكيميائية الموجودة في دخان السجائر الدم يتكثف ويتجلط داخل الأوردة والشرايين، قد يؤدي الانسداد الناتج عن تجلط الدم إلى حدوث نوبة قلبية والوفاة المفاجئة.
تصلب الشرايينيحدث تصلب الشرايين Atherosclerosis) عندما تتضيق الشرايين، وتصبح أقل مرونة، بسبب تراكم الدهون والكوليسترول ومواد أخرى في الدم، مما يؤدي لتشكل اللويحات Plaque) التي تتراكم في جدران الشرايين. وتصبح الفتحة الداخلية للشرايين أضيق مع تراكم هذه اللويحات؛ وبالتالي لا يمكن للدم التدفق بشكل صحيح إلى أجزاء متعددة من الجسم، يزيد التدخين من خطورة تكون اللويحات في الأوعية الدموية.
السكتة الدماغية يفقد الدماغ وظائفه نتيجة انقطاع تدفق الدم الداخل إليه؛ مما يسمى بالسكتة الدماغية Stroke)، ويمكن أن تسبب السكتات الدماغية أضرارًا دائمة للدماغ مما يسبب الوفاة. ويزيد التدخين من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وتعد الوفيات الناجمة عن السكتات الدماغية أكثر شيوعًا بين المدخنين مقارنة بالأشخاص الذين تركوا التدخين، أو الذين لم يدخنوا أبدًا.
مرض الشرايين الطرفية يسبب مرض الشرايين المحيطية أو الطرفية Peripheral Artery Disease) تضيق الأوعية الدموية في الأطراف كالذراعين والساقين. وينجم عن ذلك تقليل تدفق الدم إليها مما يؤدي إلى نقص في الإمداد بالأكسجين إلى هذه الأعضاء.وفي المراحل المتقدمة من هذا المرض، قد تصبح إزالة الطرف المصاب ضرورية في حالة وجود عدوى بسبب صعوبة عملية الشفاء مع قلة تدفق الدم. ويعد التدخين من أكثر أسباب مرض الشرايين الطرفية شيوعًا، ولكن يمكن تجنب هذه المشكلة من خلال التوقف عن التدخين. يؤدي التدخين أيضًا إلى الكثير من المشاكل الصحية المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية، مثل:
يسبب ارتفاعًا فوريًا وطويل الأمد في ضغط الدم.
يسبب ارتفاعًا فوريًا وزيادة في معدل ضربات القلب.
يقلل من تدفق الدم من القلب.
يقلل من كمية الأكسجين التي تصل إلى أنسجة الجسم.
يزيد من خطر تكون الجلطات الدموية.
يلحق أضرارًا بالأوعية الدموية.
التدخين السلبي وأمراض القلب والأوعية الدمويةإن التدخين السلبي له حصته من زيادة فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إذ يستنشق غير المدخن العديد من المواد الكيميائية الضارة ذاتها التي يستنشقها المدخن. والتدخين السلبي يتخذ شكلين، هما:
استنشاق غير المدخن للدخان الخارج من الطرف المشتعل للسيجارة مباشرة.
استنشاق غير المدخن للدخان الذي خرج مع زفير المدخن.
كما يعمل التدخين السلبي على زيادة فرص إصابة الأطفال والمراهقين المستقبلية بمرض الشريان التاجي، وذلك لما يساهم به الدخان من:
التقليل من نسبة الكولسترول الجيد في الجسم.
زيادة ضغط الدم.
الإضرار بأنسجة القلب.
تأثير التدخين السلبي يظهر بشكل خاص لدى الأطفال الخدج خاصة المصابين منهم بأمراض الجهاز التنفسي، مثل الربو ويكون تأثيره مضاعف الخطورة عادة عليهم.
يعرف العلماء القليل عن مضار استخدام الغليون والسيجار الكوبي، ولكنهم يرجحون بأنهما يحملان الأضرار ذاتها، إذ أن التبغ يتكون من ذات المواد الكيميائية السامة، ولكن تبقى هناك حاجة للمزيد البحوث للجزم ومعرفة المعطيات الدقيقة بهذا الخصوص.إن التدخين بأي قدر ووتيرة كان حتى العرضي منه يلحق الضرر بالأوعية الدموية ووظائف القلب وتتضاعف خطورة التدخين على الصحة لدى النساء اللواتي يستعملن حبوب منع الحمل أو لدى المصابين بمرض السكري، وعلينا أن لا ننسى المخاطر التي يفرضها التدخين السلبي على الأشخاص الموجودين في محيط المدخن، لذا في المرة القادمة التي تشعل فيها سيجارتك لتدخن فكّر مرتين.
تعد الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية أمرًا ضروريًا لصحتنا ويمكن تحقيقها من خلال اتباع أسلوب حياة صحي. تتضمن بعض النصائح الأساسية لتحقيق ذلك ما يلي:
النظام الغذائي المتوازن: إن الحفاظ على نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، مع الحد من استهلاك الدهون المشبعة والسكريات المضافة، يساهم بشكل كبير في الحفاظ على صحة القلب.
النشاط البدني المنتظم: إن دمج التمارين الرياضية بانتظام في روتينك اليومي، سواء من خلال المشي أو السباحة أو غيرها من الأنشطة التي تشجع على الحركة، يفيد بشكل كبير صحة القلب والأوعية الدموية.
التحكم في الوزن: إن الحفاظ على وزن صحي يقلل بشكل كبير من العبء على القلب ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ادارة الاجهاد: تقنيات التعلم لإدارة التوتر يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على صحة القلب.
الإقلاع عن التدخين: التبغ مضر جداً للقلب. ويعتبر التخلي عن هذه العادة من أكثر الخطوات المفيدة للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
استهلاك معتدل للكحول: الإفراط في تناول الكحول يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. إن تناول الكحول باعتدال، وتجنب الإفراط فيه، يساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
الفحوصات الطبية: يتيح لك إجراء الفحوصات المنتظمة الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية واكتشاف أي مشكلة في مراحلها الأولية.