أسباب العزلة والانطواء عند المراهقين وطرق التغلب عليه


عند أخذ الطبيعة الاجتماعية للبشر وأهميتها سيكون من الضروري أن نتساءل؛ ما الذي يجعل بعض المراهقين يميلون للعزلة، وهل العزلة الاجتماعية عند المراهق هي أمرٌ يجب أن تقلق بشأنه كوالد؟ وأخيراً كيف يمكن التعامل مع المراهق الانطوائي وكيفية علاج المراهق الانطوائي، تابع القراءة لتعرف أكثر من خلال موقع دليلى ميديكال تعرفوا أكثر إلى العوامل التي تسبب العزلة والانطوائية عند المراهق وكيفية التعامل مع المراهق الانطوائي والانعزالي

أسباب العزلة عند المراهقينsurprise

مواقع التواصل الاجتماعي: يسبب قضاء المراهق للكثير من الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي إصابته بالعزلة؛ فهذه المواقع تقلل من التواصل الفعلي مع الآخرين، بسبب الاكتفاء بالتواصل الافتراضي، الذي لا يتضمن بناءً للعلاقات الفعلية مع الآخرين، أو تواصلاً شخصيًا معهم.

التنمر والتهميش: يزيد ميول المراهق للانعزال عن الآخرين عندما يتم التنمر عليه ومعاملته بشكلٍ قاسٍ بسبب شكله، أو تصرفاته، أو أدائه في المدرسة، وقد يتعرض المراهق للنبذ من قبل الآخرين بسبب هذه الأمور، مما يجعله يفضل البقاء في المنزل من أجل تجنب التعرض للأذى من قبل المتنمرين.

الانتقال إلى مسكن جديد: يضطر المراهق إلى تغيير مدرسته عندما تغير عائلته مكان سكنها، وقد يواجه المراهق في المدرسة الجديدة صعوبة في التكيف، وإنشاء العلاقات والصداقات؛ الأمر الذي قد يؤدي به إلى العزلة بسبب شعوره بالوحدة نتيجة لافتقاده أصدقاءه القدامى.

مشاكل مرتبطة بالشكل الجسدي: يمكن أن يُعاني بعض المراهقين من العزلة نتيجة المعاناة من عيوبٍ جسدية معينة، وحتى في حال لم يعاني المراهق من عيوب جسدية حقيقية فقد يشعر بالقلق بسبب نقد غير عقلاني لشكله أو لكونه يمتلك نظرة مبالغ فيها لعيوبه، هذا الأمر يجعله يُعاني من القلق بشأن مظهره الخارجي ويدفعه للابتعاد عن الآخرين.

الافتقار إلى المهارات الاجتماعية: قد يعاني المراهق الذي يتجنب الاختلاط بالآخرين دائمًا افتقارًا في مهاراتهِ المتعلقة بالتعامل مع الناس؛ بما في ذلك مهارات حل المشاكل أو التحكم بالغضب، مما يؤدي إلى تجنب الآخرين له بسبب ذلك؛ الأمر الذي ينجم عنه إصابة المراهق بالعزلة المفروضة عليه بسبب سلوكه، بالإضافة إلى تدني احترامهِ لذاته.

الاكتئاب: يعتبر انعزال المراهق اجتماعيًا من أعراض إصابتهِ بالاكتئاب؛ فالمراهق المكتئب يميل إلى قضاء وقتٍ طويلٍ في النوم، وفي عزل نفسه، وبالشعور بالإرهاق تجاه القيام بالأنشطة المختلفة، وتقضي جميع هذه الأعراض على رغبة ودافع المراهق للخروج من المنزل والاختلاط بالآخرين.

الرهاب الاجتماعي: تسبب إصابة المراهق بالرهاب الاجتماعي له خوفًا شديدًا من التعرض للانتقاد، خاصة من أقارنه؛ الأمر الذي يدفعه للانعزال بذاته لتجنب أي فرصةٍ تسمح للآخرين بالسخرية منه أو الحكم عليه.

الصورة السلبية عن الجسم: هناك من المراهقين من ينظرون إلى أجسادهم ومظهرهم نظرة سلبية مبالغًا فيها، تجعلهم يعتبرون أنهم مليؤون بالعيوب التي تجعل أشكالهم غير مقبولة؛ الأمر الذي يؤدي بهم إلى الانعزال بأنفسهم بسبب تأثير ذلك سلبًا على ثقتهم ونظرتهم لأنفسهم أمام الآخرين.

مشاكل مرتبطة بالعلاقات: العزلة الاجتماعية عند المراهق قد تجعل من الصعب عليه أن يتقن بعض المهارات الاجتماعية الضرورية، يمكن أن يجعله ذلك يتصرف بغرابة أمام الآخرين أو يفتقر للقدرة على حل النزاعات مع أقرانه وقد يكون لديه بعض المشاكل في إدارة الغضب مما يجعل أقرانه يخافون منه ويتجنبونه.

عدم الثقة بالنفس عند المراهق هناك أسباب عديدة قد تدفع المُراهق إلى الانعزال والانطواء على النّفس، منها عدم الثّقة بالذّات، الأمر الذي يأتي نتيجة عدم تقبُّله لنفسه سواء على صعيد الشّكل والتفكير والتعبير، لذا قد تجدُون أنّ أبناءكم المُراهقين غير مُرتاحين لنظرات الآخرين لهم أو أنّهم يتذمّرون باستمرار من شكلهم الخارجيّ أو أنّهم لا يجيدون التصرُّف أو التكلّم بشكل صحيح، لذلك يجب أن تقوموا بمُساندتهم في تقوية شخصيتهم البارزة، التمتّع بالثقة بالنفس؛ ليخرجوا من انعزالهم وانطوائهم إلى الخارج.

الفشل الدراسي عند المراهقين هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى تراجع التحصيل الأكاديمي، التأثير على قدرة الطالب على استيعاب المعلومات، الاستفادة منها في الواقع العملي.

الضغط الجنسي عند المراهق عندما يفتقد المراهق إلى شخص يفهمه ويفهم رغبته الجنسيّة، يوجّهه إلى كيفية التُّعامل معها، يلجأ إلى العُزلة والهُروب من هذهِ الرّغبة إلى نفسه فهو يجهل أبعادها.

الدلال الزائد للمراهق إنّ تدليل الأبناء منذ الصغر يعد أحد الأسباب الهامة للعزلة الاجتماعية، خاصةً أنّ الطفل ينشأ معتمداً على والديه وعاجزا عن إدارة أموره بنفسه، ثم يُصبح غير ناضج انفعالياً واجتماعياً.

كيف يرى الناس الشخص الانطوائيsurprise

من خلال الحديث عن مشكلة الانطواء والعزلة عند المراهقين نشير إلى أن الناس يروون الشخص الانطوائي بعدة طرق مختلفة، وفيما يلي بعض الأفكار الشائعة حول الأشخاص الانطوائيين:

يعتقد بعض الناس أن الانطوائيين خجولون أو خائفون من التحدث إلى الآخرين، بينما في الواقع قد يكون الانطوائيين ببساطة يفضلون قضاء الوقت بمفردهم، أو مع عدد قليل من الأصدقاء المقربين.

يعتقد بعض الناس أن الانطوائيين عدوانيين أو سلبيون، بينما في الواقع قد يكون الانطوائيين ببساطة يفضلون التعبير عن أنفسهم بطريقة أكثر تحفظاً.

بعض الناس يعتقدون أن الانطوائيين معقدون أو غامضون، بينما في الواقع قد يكون الانطوائيين ببساطة أكثر انتباهًا إلى التفاصيل، أو أكثر تفكيرًا في مشاعرهم.

يعتقد بعض الناس أن الانطوائيين حساسين أو متأثرين بسهولة، بينما في الواقع قد يكون الانطوائيين ببساطة أكثر إدراكًا للعالم من حولهم.

يعتقد بعض الناس أن الانطوائيين عميقون أو فلسفيين، بينما في الواقع قد يكون الانطوائيين ببساطة أكثر اهتمامًا بالأفكار والمشاعر.

بعض الناس يعتقدون أن الانطوائيين إبداعيون أو مبدعون، بينما في الواقع قد يكون الانطوائيون ببساطة أكثر عرضة للتأمل والتفكير.

الآثار الناتجة عن العزلة الاجتماعية عند المراهقsad

الوحدة والابتعاد عن الآخرين قد تكون جيدةً لبعض الوقت وفي حالاتٍ محددة، ولكن بعض أشكال العزلة يمكن أن تترك أضراراً فادحة لدى المراهقين، آثار العزلة الاجتماعية لدى المراهقين يمكن أن تنقسم إلى نوعين:

النوع الأول هو الآثار المباشرة والتي تظهر بشكل سريع ويمكن ملاحظتها على الشخص، والنوع الثاني هو الآثار بعيدة المدة والتي تظهر لاحقاً بعد عدة سنوات.

أثار العزلة الاجتماعية عند المراهق على المدى القريبsad

 التأثيرات السلبية والتي تنجم عن الانعزال الاجتماعي، يكون التأثير مباشراً على الصحة وتتضمن أبرز الآثار:

زيادة القلق ومستويات هرمونات الكورتيزول في الجسم

يُصبح النوم قلقاً وأقل استقراراً ولا يحصل على الراحة الكافية من النوم

تزداد مخاطر تفكير الشخص بالانتحار

يمكن أن يتجه لشرب الكحول أو تعاطي المواد المخدرة

تزيد من احتمال الإصابة بالاكتئاب أو القلق

قد تؤدي لسوء العناية الشخصية وإهمال أمور مثل الاستحمام وقص الشعر والتغذية الجيدة

قد تؤدي لانخفاض النظرة الإيجابية بشكل عام

أثار العزلة الاجتماعية عند المراهق على المدى البعيدsurprise

تعرض المراهق للعزلة على المدى الطويل يزيد من تعرضه لمستويات عالية من القلق ويزيد هرمونات الكورتيزول في الدم وبالتالي يُعاني من عددٍ من المخاطر الصحية.

إضافة لذلك فالعزلة الاجتماعية المطولة يمكن أن تؤثر بشكل واضح على نمو وتطور الدماغ لدى المراهق وقد تؤثر بالتالي على المستوى الدراسي للمراهق وتدفعه للانخراط في سلوكيات خطيرة.

على المستوى العائلي؛ تؤثر العزلة الاجتماعية للمراهق على طبيعة العلاقة بينه وبين عائلته كما أنّها تؤثر على علاقاته الاجتماعية في المستقبل فتجعله غير مهتمٍ بالحصول على أصدقاء مثلاً. 

اعرف افضل دكتور نفسية وعصبية  فى خلال دقايق 

الآثار الناتجة عن العزلة الاجتماعية عند المراهقsurprise

الوحدة والابتعاد عن الآخرين قد تكون جيدةً لبعض الوقت وفي حالاتٍ محددة، ولكن بعض أشكال العزلة يمكن أن تترك أضراراً فادحة لدى المراهقين، آثار العزلة الاجتماعية لدى المراهقين يمكن أن تنقسم إلى نوعين:

النوع الأول هو الآثار المباشرة والتي تظهر بشكل سريع ويمكن ملاحظتها على الشخص، والنوع الثاني هو الآثار بعيدة المدة والتي تظهر لاحقاً بعد عدة سنوات.

كيفية التعامل مع المراهق الانطوائيsurprise

تفعيل التواصل والحوار الأسري ومحاولة فهم مشاعر المراهق وأسباب عزلته، ومشاركته في إيجاد الحلول.

تجنب وسمه بالانطوائي أو الانعزالي، فقد يكون جزء من عزلة المراهق هو إصرار الأهل على وصفه بالانطوائية، والكثير من الصفات السلبية التي يكتسبها المراهق تتكون بسبب إصرار المحيطين به على تحويلها إلى سمة من خلال التركيز اللفظي عليها.

تشجيعه على الانخراط في النوادي والأنشطة اللاصفية فهذا قد يُساعده على الدخول في أنشطة تثير اهتمامه.

التخطيط للأنشطة العائلية بحيث تضمن تأمين أنشطة تثير اهتمامه وتحفزه على المشاركة.

عدم إجبار المراهق على فعل أي شيء فهذا قد يؤدي إلى نتائج عكسية ويقود لتفاقم الوضع.

تحدث معه واطرح الأسئلة وأظهر اهتمامك بما يدور في حياته، من الضروري أيضاً أن تشجعه وتبرز له دعمك.

علاج المراهق الانطوائيsurprise

اصطحابهم لخارج المنزل: الخروج من المنزل وقضاء بعض الوقت في الطبيعة يمكن أن يحمل العديد من الآثار المفيدة على الحالة المزاجية والصحة النفسية، الخروج للطبيعة يقلل من مستويات هرمون الكورتيزول ويُساعد المراهق على الشعور بالراحة.

تشجيعهم على العمل التطوعي: بينت العديد من الدراسات أنّ مساعدة الآخرين تُحسن من الصحة العقلية بشكل كبير، في هذا العمر الصغير يمكن أن يجد المراهقون الكثير من فرص التطوع ومساعدة الآخرين وفقاً لتفضيلاتهم الشخصية، يمكن أن يعمل المراهق في مساعدة الحيوانات أو مع الأطفال الصغار أو حتى ضمن المراكز الاجتماعية.

حثهم على ممارسة الرياضة: لممارسة الرياضة أثر كبير على الصحة العقلية والنفسية فهي تحفز إفراز الإندورفينات، ممارسة بعض أنواع الرياضات والتدريب في النوادي الرياضية يمكن أن يكون فرصة مثالية للمراهقين للتعرف على أشخاصٍ جدد وإنشاء صداقات وخاصة في الرياضات التي تتطلب العمل في فريق.

حمايتهم من التنمر: من أهم الإجراءات التي يجب التفكير بها هي حماية المراهقين من التنمر في المنزل أو في المدرسة أو في أي مكان آخر، وذلك ليس فقط من خلال التدخل المباشر في مواجهة المتنمرين، بل أيضاً من خلال منح المراهق الأدوات اللازمة لمواجهة التنمر وتدريبه على التعامل مع الأشخاص المتنمرين في حياته والتصالح مع المواضيع التي قد تكون سبباً لتعرضه للتنمر.

فصلهم عن العالم الافتراضي قليلاً: رغم أهمية الالكترونيات في العصر الحالي إلا أنها لا يجب أن تفصلهم عن الواقع، لذلك من المهم أن تجد طريقة لإبعاد المراهقين عن العالم الافتراضي قليلاً، من الممكن مثلاً أن تُحدد وقتاً يمنع خلاله استعمال الانترنت أو أن يكون هناك أوقات معينة يسمح فيها بممارسة الألعاب الالكترونية.

استشارة متخصص: في بعض الحالات قد تكون الانطوائية عرضاً خطيراً لاضطرابات الشخصية والمشاكل النفسية، وعلى الأهل طلب الاستشارة من المتخصصين لتحليل المشكلة ولإجادة التعامل مع المراهق الانطوائي بالشكل المناسب.

التعامل مع المراهقين المنطوين والمنعزلين يمكن أن يكون صعباً وحساساً، وعند التعامل مع المراهق المنعزل يجب الحرص على اكتساب ثقته والتركيز على الاستماع له ومعرفة ما يدور بباله بدلاً من إلقاء المحاضرات عليه. إضافة لذلك عليك ألا تنسى أنّ هناك احتمالاً بأنّ يكون الوضع قد تفاقم وتطور إلى اكتئاب المراهق، في مثل هذه الحالات الاستعانة بشخصٍ مختص يمكن أن تكون بالغة الأهمية وتُساعد على تحسين صحة المراهق بسرعة.

علاج الانطوائية والخجلsurprise

لا يوجد علاج محدد للانطوائية والخجل، ولكن هناك العديد من العلاجات التي يمكن أن تساعد في تحسين الأعراض وتحسين جودة الحياة، منها ما يلي:

العلاج النفسي هو أحد أكثر العلاجات فعالية للانطوائية والخجل، ويمكن أن يساعد العلاج النفسي الشخص على فهم أسباب الانطوائية، والخجل، وتطوير مهارات اجتماعية، ومهارات التأقلم.

العلاج السلوكي المعرفي يركز  على تغيير الأفكار والسلوكيات السلبية التي تسهم في الانطوائية والخجل، كما يمكن أن يساعد الشخص على تعلم كيفية التعامل مع المواقف الاجتماعية بطريقة أكثر إيجابية.

العلاج الدوائي في بعض الحالات، قد يصف الطبيب الأدوية لعلاج الانطوائية والخجل، يمكن أن تساعد الأدوية في تقليل القلق، والأعراض الجسدية المرتبطة بالانطوائية والخجل.