تاريخ النشر: 2023-10-29
الكوليرا هي مرض بكتيري عادةً ما ينتشر عن طريق الماء الملوَّث. تتسبَّب الكوليرا في الإصابة بإسهال وجفاف شديد. وإذا لم يتم علاجها، فإنها يمكن أن تكون قاتلة خلال ساعات، حتى لدى الأشخاص الذين كانوا أصِحَّاء سابقًا.تم القضاء فعليًّا على الكوليرا في البلدان الصناعية بواسطة الصرف الصحي الحديث ومعالجة المياه. ولكن ما تزال الكوليرا موجودة في أفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وهايتي. يرتفع خطر الإصابة بوباء الكوليرا عندما يُرغِم الفقر أو الحرب أو الكوارث الطبيعية الأشخاص على العيش في الظروف المزدحمة دون وجود مرافق الصرف الصحي الملائمة.تعرف على طرق العلاج الكوليرا من خلال موقع دليلى ميديكال بسهولة. ويمكن الوقاية من الوفاة بسبب الجفاف الشديد عن طريق استخدام محلول إمهاء بسيط وغير مكلِّف.
مرض الكوليرا هي عدوى بكتيرية حادة تصيب المعدة وتنتقل عبر اليدين أو الماء أو الأكل الملوثين بالبكتيريا، ويتسبب إسهال قوي وفي بعض الأحيان تقيء وممكن أن يؤدي إلى جفاف شديد في الجسم، وفقدان كبير للسوائل والأملاح من الجسم، وقد يؤدي إلى حالات خطيرة إذا لم يتم علاجها بشكل سريع.
اسباب الكوليرا
يسبب الكوليرا بكتيريا تُسمى ضمة الكوليرا أو ضمة الهيضة (Vibrio cholerae)، وهي جرثومة بكتيريا هوائية سلبية الغرام وتشبه الضمة ولها أسواط تساعدها على الحركة، ويحدث المرض بسبب تلوث الماء او الطعام بضمة البكتيريا، ولعلّ أهم أسباب مرض الكوليرا:
العوامل البيئية الكوليرا تستوطن في المياه وجسم الإنسان لذا فإن الكوليرا لا تنتقل من خلال الحيوانات، ومن الظروف البيئية التي تساهم في انتقال الكوليرا:
شرب المياه الملوثة أو المخلوطة بمياه الصرف الصحي.
الخضار الملوث بفضلات الإنسان أو المسقي بالمياه الملوثة والحاملة للكوليرا.
الأسماك المستخرجة من المياه الملوثة والحاملة للكوليرا.
العوامل المضيفة هناك فئات معينة تزداد قابلية التقاطهم لعدوى الكوليرا دون غيرهم، ومنها ما يلي:
سوء التغذية، تزيد سوء التغذية من فرص الإصابة بعدوى الكوليرا، وذلك لقلة حموضة المعدة لمرضى سوء التغذية، إذ أنّ الكوليرا لا تنمو في البيئة الحامضية، ومن الأسباب الأخرى التي تقلل من حموضة المعدة وتزيد من فرص الإصابة بالكوليرا: العمليات الجراحية للمعدة، ومضادات أو حاصرات مستقبل هستامين 2،
فصيلة الدم O وليس هنالك تفسير واضح لمدى قابلية أصحاب الدم O لاصابتهم بالكوليرا أكثر من غيرهم.
الظروف الصحية السيئة من المرجح أن تزدهر الكوليرا في المواقف التي يصعب فيها الحفاظ على البيئة الصحية بما في ذلك إمدادات المياه الآمنة، مثل هذه الظروف شائعة في مخيمات اللاجئين والدول الفقيرة والمناطق المنكوبة بالمجاعة أو الحروب أو الكوارث الطبيعية.
انخفاض حمض المعدة أو عدم وجوده لا تستطيع بكتيريا الكوليرا البقاء في البيئة الحمضية وغالبًا ما يعمل حمض المعدة العادي كخط دفاع ضد العدوى، لكن الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من حمض المعدة مثل الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يتناولون مضادات الحموضة أو مثبطات مضخة البروتون يفتقرون إلى هذه الحماية، لذا فهم أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا.
التعرض المنزلي أنت في خطر متزايد للإصابة بالكوليرا إذا كنت تعيش مع شخص مصاب بالمرض.
فئة الدم من النوع (O) لأسباب غير واضحة تمامًا فإن الأشخاص الذين لديهم فصيلة الدم O هم أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا بمقدار الضعف مقارنةً بالأشخاص الذين لديهم فصائل دم أخرى.
المحار النيء أو غير المطبوخ جيدًا على الرغم من أن الدول الصناعية لم تعد تعاني من تفشي الكوليرا على نطاق واسع، إلا أن تناول المحار من المياه المعروف أنها تؤوي البكتيريا يزيد من خطر إصابتك.
سطح التربة أو مياه الآبار. الآبار العامة الملوثة هي مصادر متكررة لتفشي الكوليرا على نطاق واسع. الأشخاص الذين يعيشون في ظروف مزدحمة بدون مرافق صرف صحي مناسبة معرضون للخطر بشكل خاص.
المأكولات البحرية. يمكن أن يعرضك تناول الأسماك القشرية النيئة أو غير المطبوخة جيدًا، وخاصة الأسماك القشرية، التي تأتي من أماكن معينة، للإصابة ببكتيريا الكوليرا. وقد تم تتبع أحدث حالات الكوليرا في الولايات المتحدة ووُجد أنها تُعزى إلى المأكولات البحرية من خليج المكسيك.
الفواكه والخضروات النيئة. تعد الفواكه والخضروات النيئة غير المقشرة مصدرًا متكررًا لعدوى الكوليرا في المناطق التي توجد بها الكوليرا. في البلدان النامية، يمكن أن تلوث الأسمدة أو مياه الري التي تحتوي على مياه الصرف الصحي الخام الخضار والثمار في الحقل.
الحبوب. في المناطق التي تنتشر فيها الكوليرا على نطاق واسع، يمكن للحبوب مثل الأرز والدخن الملوثة بعد الطهي التي تُحفَظ في درجة حرارة الغرفة لعدة ساعات أن تنمو فيها بكتيريا الكوليرا.
أعرف أفضل دكتور قريب منك في خلال دقايق
مضاعفات الكوليرا
انخفاض نسبة السكر في الدم يمكن أن يحدث انخفاض خطير في مستويات السكر في الدم الذي هو المصدر الرئيس للطاقة في الجسم عندما يصبح الناس مرضى للغاية ولا يمكنهم تناول الطعام، الأطفال هم الأكثر عرضة لخطر هذه المضاعفات والتي يمكن أن تسبب النوبات وفقدان الوعي وحتى الموت.
مستويات منخفضة من البوتاسيوم يفقد المصابون بالكوليرا كميات كبيرة من المعادن بما في ذلك البوتاسيوم في برازهم، حيث تتداخل مستويات البوتاسيوم المنخفضة جدًا مع وظائف القلب والأعصاب وتهدد الحياة.
فشل كلوي عندما تفقد الكلى قدرتها على التصفية تتراكم كميات السوائل الزائدة وبعض الشوارد والفضلات في الجسم والتي هي حالة قد تهدد الحياة، حيث غالبًا ما يصاحب الفشل الكلوي الصدمة في الأشخاص المصابين بالكوليرا.
أعراض الإصابة بالكوليرا
أغلب مرضى الكوليرا لا تظهر لديهم أي أعراض في أثناء العدوى التي تستغرق من 7 أيام إلى 14 يومًا، ولكن تتواجد بكتيريا الكوليرا، في البراز، ولهذا يمكنهم نقل العدوى للآخرين عن طريق المياه الملوثة، وتشمل أبرز الأعراض ما يلي: -
الإسهال. يحدث الإسهال الناتج عن الكوليرا فجأةً وقد يسبِّب فقدانًا كبيرًا لسوائل الجسم — قد يصل لربع غالون (حوالي 1 لتر) في الساعة. عادةً ما يبدو الإسهال الناتج عن الكوليرا باهتًا، وحليبيًّا ويشبه مياه الأرز.
الغثيان والقيء. يحدث القيء في المراحل الأولى من الكوليرا ويمكن أن يدوم لساعات.
الجفاف. يحدث الجفاف بعد ساعات من ظهور أعراض الكوليرا وتتراوح حدته من بسيط لحاد. فقدان 10% أو أكثر من وزن الجسم يعني حدوث جفاف حاد.
من مؤشرات وأعراض الجفاف بسبب الكوليرا سهولة الاستثارة، والإرهاق، وغور العينين، وجفاف الفم، والعطش الشديد، وجفاف وذبول الجلد الذي عند قرصه يعود ببطء لموضعه الأصلي، قلة التبوُّل أو انعدامه، انخفاض ضغط الدم، واضطراب ضربات القلب.
يسبب الجفاف فقدان المعادن من الجسم بسرعة، وهي المسئولة عن الحفاظ على توازن السوائل في جسمك. يُعرَف ذلك باضطراب الشوارد.
اضطرابات الكهرل يمكن أن تؤدي اضطرابات الكهرل إلى الإصابة بمؤشرات وأعراض خطيرة مثل ما يلي:تقلصات مؤلمة في العضلات. تنتج هذه التقلصات عن الفقدان السريع للأملاح، مثل الصوديوم والكلوريد والبوتاسيوم.
الصدمة. هذه إحدى مضاعفات الجفاف الأكثر خطرًا. وهي تحدث حين يتسبب انخفاض كمية الدم في انخفاض ضغط الدم وانخفاض كمية الأكسجين في الجسم. في حالة عدم معالجة هذه الحالة، يمكن أن تؤدي صدمة نقص حجم الدم الشديدة إلى حدوث الوفاة.
علاج الكوليرا
تتطلب الكوليرا علاجًا فوريًا لأن المرض يمكن أن يتسبب في الوفاة في غضون ساعات، وتشمل أبرز العلاجات ما يأتي:
معالجة الجفاف الهدف هو تعويض السوائل والإلكتروليتات المفقودة باستخدام محلول ملحي فموي حيث يتوفر المحلول كمسحوق يمكن صنعه بالماء المغلي أو المعبأ في زجاجات.
بدون معالجة الجفاف يموت ما يقرب من نصف المصابين بالكوليرا، لكن مع العلاج تنخفض الوفيات إلى أقل من 1%.
السوائل الوريدية يمكن مساعدة معظم المصابين بالكوليرا عن طريق الإماهة الفموية وحدها، لكن الأشخاص المصابين بالجفاف الشديد قد يحتاجون أيضًا إلى سوائل عن طريق الوريد.
المضادات الحيوية على الرغم من أنه ليس جزءًا ضروريًا من علاج الكوليرا، إلا أن بعض المضادات الحيوية يمكن أن تقلل من الإسهال المرتبط بالكوليرا وتقصير مدة استمراره في الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة.
مكملات الزنك أظهر أحد الأبحاث أن الزنك قد يقلل من الإسهال ويقصر مدة استمراره عند الأطفال المصابين بالكوليرا.
ـ أهم بنود علاج مرض الكوليرا هو تعويض الماء والأملاح المستنزفة من الجسم والمؤدية إلى حدوث الجفاف وقصور الدورة الدموية.
ـ يوجد مرحلتان من العلاج:
مرحلة العلاج الأولى: والغرض منها إنهاء وزوال حالة الجفاف على وجه السرعة.
أولاً: البالغين أو الأطفال أكثر من 5 سنوات أو 20 كيلوغرام وزن.
ـ يعطى المريض محلول ملح ثم محلول 6 / 1 ملار لأكتات الصوديوم بنسبة 2 / 1 حقناً بالوريد وإذا تعذر العثور على وريد بسبب هبوط الدورة الدموية فيعمل فتحة على وريد.
ـ يعطى اللتر الأول من المحاليل في مدة ربع ساعة، واللتر الثاني في مدة نصف إلى ثلاث أرباع الساعة ويستمر إعطاء المحاليل حتى زوال أعراض الجفاف وهي:
– امتلاء النبض وانخفاض سرعته إلى أقل من 100 في الدقيقة.
– ارتفاع ضغط الدم إلى المستوى الطبيعي.
– عودة مرونة الجلد إلى حالتها الطبيعية.
– عودة إفراز البول إلى حالته الطبيعية.
– وضع المريض تحت الملاحظة وتقدر كمية ما يفقده من سوائل سواء براز ـ قيء ـ بول كل 8 ساعات وتعوض بالمحاليل مضافاً إليها نصف لتر نتيجة العرق.
– يعطى المريض محلولاً ضد الجفاف بالفم بقدر استطاعة المريض والذي يتكون من: نحو2.5 جرام كلوريد الصوديوم ,ونحو 2.5 بيكربونات الصوديوم. ونحو21.6 جرام جلوكوز. ونحو1 لتر ماء.
ـ ولقد قيل قديمًا ماء اللفت علاجه لأن ماء اللفت يحتوى على نسبة كبيرة من كلوريد الصوديوم.
الأطفال أقل من 5 سنوات أو 20 جرام وزن:
يعطى المريض المحاليل السابقة في الوريد ويستحسن أن تكون في فروة الرأس وبإبرة بولتين ,ويراعى تقدير كمية المحاليل بنفس النسب السابقة ويأخذ في نظر الاعتبار شدة حالة المريض:
ـ حالة بسيطة كجفاف بسيط والطفل متنبه ويعطى الطفل كمية من المحاليل تعادل لتر إلى واحد ونصف لتر.
ـ حالة شديدة كجفاف شديد والطفل في غيبوبة ويعطى الطفل كمية من المحاليل تعادل لتراً إلى لترين.
المرحلة العلاج الثانية عند توقف القيء يعطى المريض البالغ 2 كبسولة تتراسيكلين والكبسولة 250 مل غرام كل 6 ساعات لمدة 5 أيام ويعطى الطفل ملعقة إلى ملعقتين شراب تتراسيكلين كل 6 ساعات حسب الوزن لمدة 5 أيام.
ـ ممنوع إعطاء عقاقير الإسهال المعتادة حيث أن إسهال الكوليرا سببه ميكروب الكوليرا ويزول بعلاج مرض الكوليرا.
ماذا يأكل مريض الكوليرا؟
ـ عند توقف القيء يتناول المريض أي كمية من المحاليل بالفم حتى تزول حالة الجفاف تماماً.
ـ بعد ذلك يسمح للمريض بتناول الغذاء الخفيف المكون من خبز وسوائل سكرية وبطاطا مسلوقة وأرز مسلوق وفول مدمس مهروس أو فول نابت مقشر وحساء الخضار لمدة يومين أو ثلاثة أيام ,ثم يسمح له بعد ذلك بإضافة قطعة من الدجاج أو اللحم بالتدريج حتى يستطيع تناول الغذاء العادي بعد أسبوع
الوقاية من الكوليرا
تجنب مياه الصنبور ونوافير المياه ومكعبات الثلج حيث ينطبق هذا الاحتياط على الماء الذي تشربه والماء الذي تستخدمه لغسل الأطباق وإعداد الطعام وتنظيف الأسنان.
لا تأكل المأكولات البحرية النيئة أو غير المطهية جيدًا.
لا تشرب الماء إلا إذا كانت معبأة أو معلبة أو مغلية أو معالجة بمواد كيميائية معينة، ولا تشرب من الزجاجة أو العلبة ذات الختم المكسور.
تناول الأطعمة المعبأة أو تأكد من طهي الأطعمة الأخرى طازجة وتقديمها ساخنة.
ضع في اعتبارك تعقيم الماء فقم بغليه لمدة دقيقة واحدة على الأقل وأضف نصف قرص من اليود أو قطرتين من المبيض المنزلي لكل لتر من الماء أو استخدم أقراص الكلور.
اغسل الفواكه والخضروات بالماء النظيف.
اغسل يديك بالصابون والماء النظيف وخاصةً قبل التعامل مع الطعام وتناوله وبعد استخدام الحمام، في حالة عدم توفر الماء النظيف والصابون استخدم معقم اليدين المصنوع من 60% كحول على الأقل.