تاريخ النشر: 2023-09-02
تتساءل أمهات كثيرات عن السماح لأطفالهن بالصيام وتعويدهم منذ الصغر، خاصةً أن بعض الأطفال يرغبون في تقليد الكبار، والالتزام معهم بقواعد الصيام، لكن نحن كأمهات نخشى كثيرًا أن يكون الصيام في هذه المرحلة العمرية ضارًا بأطفالنا، خاصةً إذا كانوا يعانون مشكلات صحية مزمنة أو حتى مؤقتة، سنتحدث في هذا المقال من خلال موقع دليلى ميديكال عن الحالات التي يمنع فيها صيام الأطفال في رمضان، وعن التقييم الطبي لهم قبل رمضان.
حالات يمنع فيها صيام الأطفال في رمضان
الأطفال صغار السن: إذا كان طفلك صغيرًا جدًا ولا يستطيع فهم معنى الصيام، فليس من الطبيعي أن يصوم، إذ إن ذلك سيكون بمثابة التعذيب له، فلا ترغميه أبدًا على الصيام حتى لا يكرهه في المستقبل ويرتبط معه بذكريات سيئة.
الأطفال المصابين بالسكري: أغلب الأطفال المصابين بالسكري، يكون السكري لديهم من النوع الأول الذي يحتاج إلى الإنسولين، ما يتطلب تناول الطعام بانتظام، حتى لا ينخفض السكر لديهم بمعدل كبير، ويؤدي إلى غيبوبة سكر منخفض، وهي حالة خطرة قد تودي بحياة الطفل.
الأطفال المصابون بأمراض خطرة: إذا كان طفلك مصابًا بمرض مزمن وخطير كأمراض القلب والكلى، أو أمراض الغدد، أو أحد الأمراض السرطانية، أو أي مشكلة مزمنة تستدعي عدم بذل مجهود شديد، أو تناول طعام معين بانتظام، أو تناول أدوية في أوقات محددة، فيجب أن يمتنع عن الصيام في هذه الحالة.
الأطفال المصابون بالحمى: إذا كان طفلك مريضًا بعدوى بكتيرية أو فيروسية، أو أي مشكلة تسبب له ارتفاع في درجة الحرارة، فأجلي صيامه حتى يتعافى، ويعود إلى حالته الطبيعية، حتى لا يُصاب بالجفاف، أو تسوء حالته الصحية.
الأطفال ضعيفو النمو: إذا كان نمو طفلك ضعيفًا بوضوح ويعاني النحافة، ونصح الطبيب بضرورة الالتزام بحمية غذائية معينة، فلا يُنصَح بصيامه إلا بعد استشارة الطبيب في الأمر.
الأطفال رافضو الصيام: إذا كان طفلك يرفض الصيام بشدة فقد يعاني صداعًا شديدًا خلال الصيام، أو عطشًا غير محتمل، أو آلامًا في المعدة، خاصةً إذا كان يذهب إلى المدرسة أو التمرينات خلال الصيام، لذا يمكنكِ قصر الصيام على أيام الإجازة أو استشارة الطبيب في الأمر.
مرضى السكر من النوع الأول من الصعب على الطفل المصاب بالسكري من النوع الأول عدم أخذ جرعات حقن الإنسولين، لأن في هذه الحالة سيتوقف البنكرياس عن إفراز الإنسولين، ما قد يؤدي إلى الهبوط وارتفاع نسبة السكر في الدم.
مرضى الأنيميا الحادة لا يُنصح مرضى الأنيميا الحادة وأنيميا البحر المتوسط بالصيام والذين يعانون من فقر الدم، فقلة تناول الطعام أو شرب المياه تؤثر على الضغط والدورة الدموية في الجسم، وقد ينتج عنها الشعور بالدوخة الشديدة والإصابة بالإغماء.
مرضى الكلى يؤثر نقص المياه والسوائل في الجسم على صحة وكفاءة عمل الكلى، ويشعر المريض بآلام في جانبيه وبطنه، وذلك في حالات الفشل الكلوي وأمراض الكلى الخطيرة.
مرضى الأورام الخبيثة يُمنع عن الطفل الذي يعاني من الأورام السرطانية، كسرطان الدم والجهاز الهضمي، من الصيام، وذلك لأن جلسات الكيماوي وعلاج الأورام الخبيثة ترهق الجسم، ويحتاج الطفل التغذية السليمة في هذه الحالة للصمود أمام تلقي العلاج.
للأطفال قبل رمضان
يستطيع الطبيب أن يحدد إذا كان عمر طفلك مناسبًا للصيام، أم ما زال صغيرًا.
يمكن للطبيب أن يحدد إذا كان وزن طفلك مناسبًا لسنه، ويمكنه الصيام، أم إن بنيته ضعيفة وقد لا يستطيع تحمل الصيام.
يقيم الطبيب حالة طفلك إذا كان مصابًا بمرض مزمن كالسكري أو أمراض القلب أو الكلى، ويخبرك هل يمكن أن يصوم أم لا.
يعدل طبيب طفلك جرعات ومواعيد الأدوية إذا كان طفلك مصابًا بمرض مزمن غير خطير، مثل الحساسية.
تغذية الأطفال في رمضان
قدمي لطفلك الأطعمة الغنية بالبروتينات في وجبة السحور: تتضمن الأطعمة الغنية بالبروتينات الجبن والزبادي والحليب، وأيضًا الفول والعدس والمكسرات والبيض ومنتجات الألبان، ويفضل أيضًا أن تحتوي وجبة السحور على الخضروات والخبز البلدي والحبوب الكاملة والفواكه المجففة.
احرصي على تنوع الأطعمة التي تقدمينها لطفلك في وجبة الإفطار: فمن الضروري جدًّا كسر الصيام بتناول التمر مع الحليب أو العصير، ثم يأتي دور الحساء أو الشوربة، فالتمر يمد الطفل بالألياف الغذائية، والحساء (خصوصًا العدس) يمد الطفل بكثير من المواد الغذائية، بالإضافة إلى السوائل. كما تُعد السلطة كذلك عنصرًا ضروريًا في الإفطار، فهي وجبة غنية بالألياف والفيتامينات والمعادن وأيضًا الماء، وتساعد على منع حدوث الإمساك. واحرصي على تنوع وجبة الإفطار بأن تحتوي على جميع العناصر الغذائية مثل الكربوهيدرات، كالأرز والمكرونة والخبز والمعجنات، والبروتينات كاللحوم والدجاج والسمك، والخضروات المطهية أو السلطة، ويمكنكِ تأجيل تناول الوجبة الرئيسية لما بعد ساعة مع وقت العشاء مثلًا، والاكتفاء مبدئيًّا بتناول الحليب والتمر.
اهتمي بتناول طفلك السوائل ما بين وجبتي الإفطار والسحور: يحتاج الطفل لشرب كميات كبيرة من الماء، أي ما لا يقل عن 8 أكواب، بالإضافة إلى الحليب والعصائر والزبادي. ويفضل أيضًا الاعتماد على الوجبات الخفيفة الغنية بالماء، مثل البطيخ والبرتقال والعنب، فللفواكه دور مهم جدًّا في إمداد الطفل بالطاقة التي يحتاجها خلال اليوم، وكذلك لإعطائهم الإحساس بالانتعاش بعد ساعات الصيام الكثيرة. إن كنتِ ستخرجين مع طفلكِ بعد الإفطار، فلا تنسي أن تأخذي معكِ بعض الوجبات الخفيفة، يمكنكِ وضع بعض حبات العنب في علبة مع زمزمية من الماء أو العصير.
قللي تناوله للأطعمة والمشروبات غير الصحية: قللي تناول طفلك لكل الأطعمة والمشروبات غير الصحية، التي يمكن أن يتناول القليل فقط منها، مثل الحلويات والمشروبات الغازية التي تسبب الانتفاخ وتؤثر على عملية الهضم، وكذلك الأغذية الحارة والمقلية والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، والأغذية المملحة في وجبة السحور. ولا تضغطي على طفلكِ لتناول كميات كبيرة من الطعام، ما قد يؤدي لإصابته بانتفاخ وعسر هضم، لذا يعد تقسيم الإفطار على وجبتين خيارًا مثاليًّا. ويجب كذلك عدم الدفع بطفلك للقيام بتدريبات جسمانية منهكة، لأنها تؤثر على طاقة جسمه في فترة الصيام.