تاريخ النشر: 2023-07-13
يعد بدء رياض الأطفال علامة فارقة في حياة الطفل، ولكن بالنسبة للبعض، يمكن أن يكون مصدرًا للقلق والخوف. يمكن أن تكون البيئة غير المألوفة والوجوه الجديدة والانفصال عن الوالدين أمرًا مربكًا للأطفال الصغار، مما يؤدي إلى البكاء ونوبات الغضب والإحجام عن الذهاب إلى المدرسة. من خلال موقع دليلى ميديكال هدف هذه المدونة إلى استكشاف مشكلة خوف الطفل من رياض الأطفال وتقديم حلول واستراتيجيات عملية للآباء ومقدمي الرعاية للمساعدة في تخفيف قلق أطفالهم وخلق انتقال إيجابي إلى هذه المرحلة الجديدة من رحلة تعليمهم. من إنشاء روتين إلى تعزيز التواصل المفتوح، سوف نتعمق في العديد من التقنيات التي يمكن أن تمكن الأطفال والآباء على حد سواء من التغلب على هذا الوقت الصعب.
أهم تصرفات الطفل أول أيام الحضانة
البكاء المتواصل: لا تتوقعي ذهاب طفلك إلى الحضانة للمرة الأولى دون بكاء، فهو يبتعد عنك لأول مرة، ويترك عالمه الصغير، ويذهب لعالم آخر غريب عنه لا يعرف ما يحمله له. لذا توقعي أن يبكي طفلك في الحضانة، وعند رؤيتكِ، وبعد عودته أيضًا إلى المنزل.
رفض تناول الطعام: لا تفزعي عند عودة طفلك بطعامه كما هو من الحضانة، فهذه طريقته للاعتراض على تركك له، أو تعبيرًا عن شعوره بالحزن للابتعاد عنكِ. وإذا كان معتادًا على تناول الطعام بمفرده في المنزل، فقد يرفض الأمر أيضًا، ويطلب منكِ أن تطعميه، ليعبر لكِ عن تمسكه بكِ، ورفضه الانفصال عنكِ.
التبول في الفراش: إذا كان طفلك معتادًا على الذهاب إلى الحمام، فقد تحدث له انتكاسة مؤقتة، فيبلل فراشه أو ملابسه بسبب الخوف، أو ليشعركِ بأنه لا يزال يحتاج لكِ، ولا يريد تركك والذهاب إلى الحضانة.
رفض التحدث: قد يرفض طفلك التحدث أو اللعب على غير عادته، ويميل إلى الانعزال في ركن من أركان المنزل، وهما من الأمور الطبيعية التي يعبر بها عن حزنه.
الغضب والعنف: قد يتحول الأمر إلى النقيض تمامًا، فبدلًا من ميله إلى الانعزال والصمت، يصبح عنيفًا، وربما يدفعه الغضب إلى تحطيم بعض ألعابه، تعبيرًا عن رفضه الذهاب إلى الحضانة.
اضطراب النوم: قد تلاحظين بعض التغيرات فيما يخص عادات النوم لدى طفلك في أثناء الفترة الأولى للحضانة، كنومه لفترات طويلة. أو على العكس قد ينام فترة قصيرة، ويستيقظ ليلًا عدة مرات للبحث عنكِ.
الإصابة ببعض الأمراض: يمرض الكثير من الأطفال إما بنزلات برد أو نزلات معوية في الفترة الأولى للحضانة، وقد يكون الأمر نتيجة اختلاطه بأطفال آخرين، أو ضعف مناعته لصغر سنه. وقد يكون الأمر نفسيًّا، ويكون مرضه انعكاسًا لحالتي التوتر والقلق التي يمر بهما.
السلوك العدواني: قد تخبركِ معلمة الطفل في فترة الحضانة الأولى بأن لطفلك سلوكًا عدوانيًّا مع أقرانه، إما بالضرب أو السباب. ولكن لا تقلقي، عادةً ما يكون سلوكًا مؤقتًا، يعبر به الطفل عن غضبه، ورفضه الذهاب إلى الحضانة.
الالتصاق الدائم بالأم: من التصرفات الشائعة بين الأطفال أيضًا في هذه المرحلة الالتصاق بكِ، ستجدين طفلك متشبثًا بملابسكِ أو ممسكًا بساقيكِ طوال الوقت حتى داخل المنزل أو في منزل جدته، وفي أثناء النوم سيستيقظ باكيًا بمجرد ابتعادك عنه.
سن دخول الحضانة للأطفال
المرحلة من سن 3 إلى 5 سنوات: فنجد أنه قد يكون أكثر وقت مناسب للذهاب إلى الحضانة، حتى يتعلم الطفل كيف يتواصل مع الأطفال الآخرين، ويبدأ بالتعلم لإعداده قبل دخول المدرسة.
كيفية التعامل مع الطفل في أول أيام الحضانة
لا تتركي طفلك مباشرة بعد دخوله الحضانة في الأيام الأولى، فابتعادك فور وصوله، سيشعره بأنكِ تخليتِ عنه. والأفضل احتضانه حتى يهدأ، والتحدث مع معلمته للسماح لكِ بالجلوس في غرفة مجاورة له إذا أمكن. فوجودك أول يوم بجانبه، سيشجعه على تقبل الأمر، واندماجه مع الآخرين دون خوف.
ضعي روتينًا لنومه، بحيث يدخل إلى سريره مبكرًا، حتى لا يشعر بصعوبة في الاستيقاظ صباحًا. وأيقظيه قبل موعد الحضانة بوقتٍ كافٍ ليستعد للذهاب إليها دون عجلة. وأكدي له أن الكثير من الأشياء الجيدة والأنشطة الترفيهية في انتظاره، مثل اللعب والغناء والرسم، حتى يتحمس للخروج.
أعدي وجبة فطور مغذية وصحية له، واحرصي على أن يتناولها قبل الذهاب إلى الحضانة. ومحاولةَ منكِ لتشجعيه على تناول وجبته الأخرى في الحضانة، ضعي الأطعمة المفضلة لديه في صندوق الطعام المدرسي (اللانش بوكس) الخاص به، واصنعي أشكالًا جذابة بالطعام تشجعه على تناوله.
ضعي لعبته المفضلة في حقيبته، حتى تشعره ببعض الطمأنينة، وأن هناك شيئًا ينتمي لعالمه الصغير لا يزال بجانبه.
انسحبي بهدوء، ولا تتركيه بشكل مفاجئ، أو تنصرفي من الحضانة سريعًا. مهدي له الأمر خاصة إذا رفض رحيلك، وقبليه وعانقيه، وعديه بأنك ستعودين إليه بعد انتهاء يومه. فكثير من الأطفال في هذه السن، يبكون عند الذهاب إلى الحضانة، خوفًا من عدم مجيء الأم مرة أخرى.
قابليه بابتسامة واحتضنيه بعد عودتكِ له مرة أخرى، ولا تقلقي إذا بكى بمجرد رؤيتك، فهذا رد فعل طبيعي لأغلب الأطفال في الأيام الأولى للابتعاد عن أمهم.
درِّجي المدة التي يقضيها في الحضانة، إذا كان شديد التعلق بكِ، حتى يعتاد على الأمر، ويقضي اليوم كاملًا.
شجعيه على الذهاب إلى الحضانة، عن طريق شراء بعض الأغراض التي تجذب الأطفال، مثل: الأدوات المدرسية المصممة بأشكال وألوان مبهجة، أو زجاجة ماء على شكل الشخصية الكرتونية التي يحبها... وغير ذلك.
أهم التطعيمات التي ينبغي حصول الطفل عليها قبل سن الحضانة
التطعيم ضد التهاب الكبد "أ" و"ب". لقاح الروتا.
الجرعات الأخيرة من لقاح الثلاثي (الدفتريا والتيتانوس والسعال الديكي)
. الجرعة المنشطة من لقاح شلل الأطفال.
التطعيم الثلاثي الفيروسي المشترك (ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية).
لقاح الجدري المائي
. لقاح المكورات الرئوية.
لقاح التيفود.
لقاح الحمى الشوكية (التهاب السحايا).
التطعيمات اللازمة ضد الأنفلونزا سنويًا.
معايير اختيار الحضانة الجيدة لطفلك
المكان: يفضل أن تزوريه مرة أو مرتين على اﻷقل لمعرفة الطريق بسهولة وهل آمن أم لا؟ هل يمكنكِ الوصول لطفلك في أي وقت، قبل موعد انتهاء الحضانة مثلًا.. هل المكان قريب أم بعيد عن سكنك.. بالطبع لا يفضل اﻷماكن البعيدة للطوارئ، هل المنطقة السكنية آمنة أم لا.. وهكذا.
ساعات عمل الحضانة: وهذا يعتمد عليكِ إذا كنتِ ترغبين في إلحاق طفلك بيوم كامل بالحضانة أو نصف يوم أو عدد أيام معينة في اﻷسبوع أو اشتراك شهري أو أسبوعي.
اﻷنشطة التي تقدمها الحضانة: عليكِ أن تعرفي إن كانت هناك أنشطة تعليمية أم ترفيهية فقط؟ سنّ اﻷطفال الذين يلتحقون بها وعددهم: حتى لا تُفاجئين بأن طفلك سنّه أصغر من اللازم وسط هؤلاء اﻷطفال وبالتالي لا يحظى بالرعاية الكافية والمطلوبة لسنه، وكذلك التطور الاجتماعي المرغوب من وجوده بالحضانة.
سنّ اﻷطفال الذين يلتحقون بها وعددهم: حتى لا تُفاجئين بأن طفلك سنّه أصغر من اللازم وسط هؤلاء اﻷطفال وبالتالي لا يحظى بالرعاية الكافية والمطلوبة لسنه، وكذلك التطور الاجتماعي المرغوب من وجوده بالحضانة.
العاملون في الحضانة: هل عددهم كافٍ لتغطية عدد واحتياجات الأطفال الصغار، تأكدي من أنهم على دراية وخبرة عالية بالتعامل مع اﻷطفال في سنّ طفلك، هل لديهم شهادات معتمدة، تأكدي أن الدادات بالحضانة يتعاملون مع اﻷطفال برفق ونظافة فائقة، تأكدي من توافر عوامل السلامة واﻷمان للصغار من تأمين للأبواب والشبابيك، كاميرات مراقبة، نوعية اﻷرضيات واﻷلعاب، أيضًا يفضل أن تسأليهم هل لديهم صندوق إسعافات أولية للصغار؟ هل هم مدربون على القيام بمثل هذه الإسعافات إذا ما تعرض طفلك لا قدر الله ﻷي مشكلة.
التواصل معهم: من المهم جدًا أن تتأكدي من أنه يمكنكِ التواصل مع العاملين بالحضانة في وقت وجود طفلك بها، سواء من خلال التليفون أو وسائل التواصل الاجتماعي.
النظافة: لاحظي هل اﻷطفال يجلسون في مكان نظيف؟ هل الحمامات نظيفة؟ هل اﻷلعاب واﻷدوات المستخدمة للأطفال نظيفة أم مهملة؟
اﻷمان: هل يوجد مكان لوضع احتياجات الطفل الشخصية من الملابس وأدوات الطعام مثلًا؟ هل يمكن لطفلك الخروج بمفرده لأي سبب؟
مصاريف الحضانة: كيف يتم دفع المصاريف؟ هل توجد رسوم إضافية في أي وقت من وجود طفلك بالحضانة؟ يُفضل ألا تُفاجئين بهذه الرسوم بعد الاشتراك.
التغذية وصحة طفلك: اعرفي من سيقوم بإطعام طفلك؟ هل عليكِ تجهيز وجباته بالمنزل، كم مرة سيطعمون الطفل؟ وهل سيحصل على فترة قيلولة في منتصف اليوم أم لا؟ وأين سيحصل عليها؟ هل يوجد طبيب للحضانة أو حتى طبيب قريب في محيط مقر الحضانة؟
تابعي تصرفات طفلك وحالته الصحية وإذا كان في سنّ تسمح بالتحدث، اسأليه عن يومه.. فإذا كان الانطباع جيدًا استمري، إذا لاحظتِ اكتسابه عادات خاطئة أو حالته الصحية ليست على ما يرام توقفي عن إرساله فورًا.
كيفية اختيار الحضانة للأطفال
اختاري حضانة لا يوجد بها عدد كبير من الأطفال، أو يكون بها عدد كبير من المربيات.
اختاري الحضانة التى توجد بها أماكن كبيرة وواسعة للعب والتأمل، وأيضًا تكون مؤمّنة جيدًا.
تأكدي من مستوى النظافة والرعاية لطفلك.
إذا كنتِ تعدين طفلك لدخول مدرسة ألمانية أو فرنسية، يفضل عند عمر السنتين أن ترسليه إلي حضانة تدرس نفس اللغة، ليس فقط ليتعود عليها، لكن لأن هناك بعض المدارس تؤكد هذا الطلب.
ارسليه إلى حضانة قريبة من منزلك حتى إذا ما حدث أي ظرف طارئ تكونيين سريعة الوصول اليه.
أرسلي معه احتياجاته الخاصة وتأكدي من نظافتها حتى لا يستعمل أشياء غيره.
قبل أن تلحقيه بإحدى الحضانات اسألي عنها جيدًا، مستوى الرعاية والنظافة واﻷمان وتأكدي من أكثر من شخص.ومن الخبرات الشخصية للأمهات.
تابعي سلوكه لحظة بلحظة وإذا لاحظتِ أي تغير سلبي في سلوكه اذهبي إلى الحضانة لمعرفة السبب، وإذا تأكدت من أنه اكتسب هذه الصفات السلبية من الحضانة فغيريها فورًا لمكان آخر.
تغذية الأطفال الجيدة فى مرحلة الحضانة
البروتينات: اختارى لطفلك المأكولات البحرية واللحوم الخالية من الدهون والدجاج والبيض والفول والمكسرات غير المملحة ومنتجات الصويا.
الحبوب: قدمى لطفلك الحبوب الكاملة مثل خبز القمح الكامل «الخبز بالردة» والشوفان وغيرها. الفواكه: شجعى طفلك على تناول مجموعة متنوعة من الفواكه الطازجة والمعلبة والمجففة بدلا من العصائر، وإذا كان طفلك يحب العصائر، فاختارى له العصائر الطازجة بدون إضافات.
الخضروات: قدمى لطفلك مجموعة متنوعة من الخضروات المختلفة الألوان للحصول على العناصر الغذائية المختلفة.
منتجات الألبان: شجعى طفلك على تناول منتجات الألبان المختلفة، ويفضل قليلة الدسم مثل الحليب والزبادى والجبن. الدهون: يفضل استخدام الزيوت النباتية بدلا من الدهون الصلبة، حيث أن الزيوت النباتية توفر الأحماض الدهنية الأساسية وفيتامين «هـ».
البروتينات «اللحوم والبقوليات»: حوالى 110 جم يومياً.
الحبوب «الخبز والأرز والمكرونة»: حوالى 140 جم يومياً.
الفواكه الطازجة والمجففة والمعلبة والعصير: حوالى 1.5 كوب يومياً.
الخضروات الطازجة والمطبوخة: حوالى 1.5 كوب يومياً.
منتجات الألبان «الحليب والزبادى والجبن»: حوالى 2 كوب يومياً.
في الختام، الخوف من رياض الأطفال هو مشكلة شائعة يواجهها العديد من الأطفال. يمكن أن تنشأ من أسباب مختلفة مثل قلق الانفصال أو الخوف من المجهول أو التجارب السلبية السابقة التحدث إلى الأطفال حول ما يمكن توقعه، وزيارة المدرسة مسبقًا، وتعريفهم بمعلميهم وزملائهم الجدد يمكن أن يخفف من مخاوفهم بشكل كبير. يمكن أن يكون تشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم وتزويدهم باستراتيجيات التأقلم مفيدًا أيضًا.بالإضافة إلى ذلك، من المهم للآباء والمعلمين التعاون والتواصل بشكل فعال لضمان تلبية احتياجات الطفل. من خلال العمل معًا، يمكننا إنشاء انتقال سلس وتعزيز الشعور بالأمان والانتماء للطفل.تذكر أن التغلب على الخوف من رياض الأطفال يستغرق وقتًا وصبرًا. كل طفل فريد من نوعه وسوف يتكيف وفقًا لسرعته الخاصة. مع الدعم والتوجيه المناسبين، سيشعرون في النهاية بمزيد من الراحة والثقة في بيئتهم الجديدة. دعونا نخلق تجربة إيجابية ورعاية لأطفالنا وهم يشرعون في هذا الإنجاز المثير في تعليمهم.