كيف تحدد مكان الدهون الزائدة في الجسم وتتخلص منها؟

عندما يتعلق الأمر بالمناقشات حول دهون الجسم، غالبًا ما يكون التركيز على فقدان الوزن وتحقيق اللياقة البدنية المطلوبة. ومع ذلك، فإن فهم طبيعة توزيع الدهون في الجسم يتجاوز الجماليات. إنه يلعب دورًا مهمًا في صحتنا العامة ويمكن أن يكون مؤشرًا للمخاطر الصحية المحتملة. يمكن أن تختلف طريقة توزيع الدهون في الجسم من شخص لآخر، وقد ترتبط أنماط معينة بزيادة المخاطر الصحية. في منشور المدونة هذا،  من خلال موقع دليلى ميديكال سوف نتعمق في العلوم الكامنة وراء توزيع الدهون، ونستكشف الأنواع والمواقع المختلفة للدهون في الجسم، ونناقش الآثار الصحية المحتملة المرتبطة بكل منها. من خلال اكتساب فهم أعمق لهذا الموضوع، يمكننا اتخاذ قرارات أكثر استنارة بشأن صحتنا ورفاهيتنا.

ما هي دهون الجسم ؟

تعرف الدهون في الجسم بأسم النسيج الشحمي أو النسيج الدهني، وهو يتكون من الخلايا الدهنية أو الخلايا الشحمية (adipocytes).

الدور الرئيسي لهذا النسيج هو تخزين الطاقة في شكل دهون، والتي نحصل عليها من نظامنا الغذائي.

لدهون الجسم العديد من الوظائف الأخرى التي تساعد في الحفاظ على الجسم.

ما هي نسبة الدهون بالجسم؟

نسبة الدهون بالجسم منخفضة جدًا تكون مقاومة الجسم للأمراض أقل وأكثر عرضة للمشكلات الصحية.

نسبة الدهون بالجسم مرتفعة يكون هناك نسبة أعلى من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

لذا يجب إدراك أن نسبة الدهون بالجسم يجب أن تكون كما الآتي:

للرجال: ما بين 20% - 30%.

للنساء: ما بين 8% - 15%.

كيفية قياس نسبة الدهون

 

مؤشر كتلة الجسم (BMI)

يمكنك حساب مؤشر كتلة الجسم هو وزن الشخص بالكيلو جرام مقسوما على مربع الطول بالأمتار، يمكن أن يكون مؤشر كتلة الجسم المرتفع مؤشر تقريبي على ارتفاع نسبة الدهون في الجسم، ويمكنك حسابه :

مؤشر كتلة الجسم : الوزن ÷ (طول) 2 = النتيجة.

إذا كانت النتيجة بين 25.0 إلى 29.9 ، فهذا يعني زيادة الوزن، أما لو كان  30.0 أو أعلى، فهذا يعني السمنة.

قياس الخصر

 

بالنسبة لقياس الخصر للنساء

 إذا كانت النتيجة 81-88 سم، فهذا يدل على زيادة الوزن، أما لو 88 أو أعلى فهو يدل على السمنة المفرطة.

بالنسبة لقياس الخصر للرجال

 إذا كانت النتيجة 94-102 سم، فهذا يعني زيادة الوزن، أما لو 102 أو أعلى فهو يدل على السمنة المفرطة.

 

 قياس الوزن تحت الماء

تتم هذه الطريقة عن طريق غمر جزء من جسم الشخص في خزان ماء مُتخصص لقياس الوزن، ويستغرق الاختبار من حوالي 20 - 30 دقيقة.مبدأ القياس هذا قائم على كتلة العظام، حيث بما أن العظام والعضلات أكثر كثافة من الماء، فإن الشخص الذي يَملك كتلة أكبر سوف يَزن أكثر تحت الماء وبالتالي يَملك دهون أقل، وعلى العكس من ذلك فإن الشخص الذي يَملك كتلة أكبر من الدهون فإنه سوف يكون أخف تحت الماء.

 المسح الضوئي

يقوم هذا الجهاز بقياس نسبة الدهون بالجسم عن طريق استخدام الأشعة السينية، بحيث يُمكنه معرفة بأماكن توزيع الدهون بالجسم بدقة، ويُستغرق حوالي 10 - 20 دقيقة.

تحليل المقاومة الكهرومغناطيسية

في حال الرغبة بقياس نسبة الدهون بالجسم بشكل دقيق يجب استخدام موازين تُحلل مكونات الجسم التي تعمل على مبدأ تمرير تيار كهربائي صغير جدًا إلى جسم.وبما أن الدهون والعضلات والأنسجة المختلفة في الجسم تقوم بتوصيل الكهرباء بمعدل مختلف فإن المقياس يقوم بحساب نسبة الدهون بجسم بشكل دقيق.

 استخدام فرجار الجلد لقياس الدهون

فرجار الجلد هو جهاز صغير يقوم بقياس نسبة الدهون في مناطق مُحددة من الجسم، لكن من مساوئه أنه يقوم بحساب نسبة الدهون الخارجية فقط مع إهمال نسبة الدهون الحشوية.

 

توزيع الدهون في الجسم وأنواعها

 

1. الدهون البنية

تعد الدهون البنية نوع خاص من الدهون الموجودة بشكل أساسي عند الأطفال على الرغم من احتفاظ أجسام البالغين بكمية صغيرة جدًا منها، والتي عادةً ما تتواجد في منطقة الرقبة والكتفين. أهمية هذا النوع من الدهون في قدرته على حرق الأحماض الدهنية لبقاء الجسم دافئًا، وبدأ الباحثون يهتمون حديثًا بإيجاد وسائل تقوم بتحفيز نشاط الدهون البنية للمساعدة في منع السمنة.

 الدهون البيضاء

تعد الدهون البيضاء أحد أنواع الدهون التي تتكون من الخلايا البيضاء الدهنية الكبيرة التي تتواجد تحت الجلد أو حول الأعضاء في البطن والذراعين والأرداف والفخذين، وتعد هذه الخلايا الدهنية وسيلة الجسم في تخزين الطاقة لاستخدامها عند الحاجة.إذ يلعب هذا النوع من الدهون أيضًا دورًا كبيرًا في وظيفة بعض الهرمونات، مثل: هرمون الإستروجين، واللبتين وهو أحد الهرمونات التي تحفز الجوع، والإنسولين، والكورتيزول أو هرمون التوتر، وهرمون النمو.

3. الدهون الحشوية

الدهون الحشوية والمعروفة أيضًا باسم دهون البطن هي دهون بيضاء يقوم الجسم بتخزينها في منطقة تجويف البطن وحول جميع الأعضاء الحيوية، مثل: الكبد، والكليتين، والبنكرياس، والأمعاء، والقلب، ولا يمكن لمسها أو الشعور بها.يمكن أن تزيد مستويات الدهون الحشوية المرتفعة من احتمالية الإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، وأمراض الشرايين، وبعض أنواع السرطان.

4. دهون تحت الجلد

توجد دهون تحت الجلد في جميع أنحاء الجسم في المنطقة فوق العضلات وأسفل الجلد بشكل مباشر، ولكن غالبًا ما تتركز حول المؤخرة والوركين والفخذين والبطن والذراعي،ن وهذا النوع من الدهون يمكن الضغط عليه أو قرصه وهو يشكل غالبية دهون الجسم.

 

الطرق الطبية لـ إعادة توزيع الدهون في الجسم

 

جراحات علاج السمنة

إذا كنت تعاني من السمنة المفرطة ولم تستطع إنقاص وزنك ومن أجل صحتك تحتاج لفقدان سريع للوزن فيمكنك اللجوء للآتي:

تكميم المعدة

هي عملية جراحية يتم فيها استئصال جزء من المعدة.

تحويل مسار المعدة

 هي عملية جراحية يتم فيها تقسيم بها المعدة وتوصيل جزء منها بالأمعاء الدقيقة.

بالون المعدة

هى عملية بسيطة وليست جراحة فهى تتم بمنظار الجهاز الهضمى عن طريق أدخال البالون إلى المعدة ثم نفخه داخل المعدة، وقد يغادر المريض خلال نصف ساعة.

عمليات نحت القوام وشفط الدهون

إذا كنت فقدت الوزن، لكن لازال هناك دهون عنيدة بصعب التخلص منها يمكن اللجوء لعمليات نحت القوام وشفط الدهون من خلال تقنيات مختلفة الفيزر أو الليزر البارد.

يمكن لعمليات شفط الدهون التخلص من السمنة الموضعية وتحقيق تناسق الجسم.

 

هل دهون الجسم خطيرة؟

ارتفاع نسبة الكوليسترول.

ارتفاع ضغط الدم.

زيادة مقاومة الأنسولين.

مرض السكري من النوع الثاني.

أمراض القلب والشرايين.

 

نقص نسبة الدهون بالجسم يؤدي إلى مشكلات صحية تمثلت في الآتي:

الشعور بالبرد بشكلٍ مفاجئ: حيث أن الدهون المتوازنة في الجسم تُكسب الجسم قدرة على الحفاظ على درجة حرارته.

المعاناة من قلة الطاقة: وهذا يؤثر جدًا بالقيام بالنشاطات اليومية والرياضة.

الإصابة بأمراض القلب: حيث إن زيادة نسبة الدهون بالجسم أو انخفاضها سببان لأمراض القلب.

التعرض لخلل في مستوى هرموني الليبيتن والتستوستيرون: حيث أن الشعور الدائم بالجوع الناتج من قلة الدهون يُؤدي إلى قلة إفراز هرمون الليبتين، وقلة هذا الهرمون تُؤثر على مستويات هرمون التستوستيرون.

 

ما هي العوامل المؤثرة في سوء توزيع الدهون في الجسم ؟

العمر، كلما تقدم جسم الإنسان، قل معدل التمثيل الغذائي، مما يؤدي لزيادة الدهون في الجسم.

الجينات، تتحكم العوامل الوراثية في توزيع الدهون، وتحديد الأماكن التي تتتراكم فيها الدهون

الجنس، تزيد نسبة الدهون في جسم المرأة عن الرجل.

الهرمونات، تحدد الهرمونات أماكن تخزين الدهون، فهرمون الإستروجين لدى المرأة يؤدي لتراكم الدهون في الفخذين، لكن عند انقطاع الطمث، يمكن أن تتراكم الدهون في البطن.

 

خطوات اعادة توزيع الدهون في الجسم

يتم شفط الدهون من المنطقة الأكثر امتلاء والتي عادة ما تكون البطن أو الخصر أو الأفخاذ

من خلال تقنيات معينة يتم تنقية هذه الدهون من أي سوائل أو دم أو شوائب وتكسيرها لتصبح في صورة أنقى وأرق.

يتم حقن هذه الدهون المنقّاه في المنطقة المعالجة أو المنطقة المستقبلة مثل الثدي أو الأرداف، وحين نقلها في الأرداف تُعرف

 

ما هي أشكال الجسم المختلفة؟

شكل التفاحة: يتسم هذا الجسم بشكله الدائري وكبر محيط الخصر حيث تتركز الدهون في منطقة البطن، ويعد هذا الشكل أكثر شيوعًا في الرجال، وكذلك في النساء بعد سن اليأس.

شكل الكمثرى: هو الشكل الأكثر شيوعًا في الإناث، وفيه تتراكم الدهون في منطقة الأرداف والوركين ويتميز بصغر محيط الخصر.

الساعة الرملية: يكون توزيع الدهون في الجسم متساويًا بين الجزء العلوي والسفلي من الجسم مع صغر محيط الخصر.

المثلث المقلوب: يتميز هذا الشكل بأكتاف وصدر عريض مقارنة بمنطقة الورك مع صغر حجم الخصر والأرداف.

أهمية معرفة توزيع الدهون في الجسم

جسم التفاحة: يعد الأشخاص أصحاب الجسم التفاحي الشكل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة حتى فيمن لا يعانون من زيادة الوزن مقارنة بباقي أشكال الجسم. إذ أن زيادة الدهون الحشوية (دهون البطن) يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بالسكري من النوع 2 لأنها تقلل من حساسية الإنسولين، كما أنها تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية لتأثيرها السلبي على عملية حرق الدهون في الدم.

الجسم الكمثري: قد ينخفض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة في أصحاب الجسم الكمثري عكس جسم التفاحة.

شكل الساعة الرملية: يتسم هذا الشكل بتوزيع الدهون في مناطق الجسم المختلفة وعدم تمركزها في مكان محدد؛ لذا قد يصعب ملاحظة زيادة الوزن بسهولة فينصح بمتابعة الوزن بانتظام.

شكل المثلث المقلوب: نظرًا لكبر حجم الثدي لدى النساء أصحاب هذا الشكل وتراكم الدهون في هذه المنطقة قد يعتقدن أنهن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، إلا أنه لم يثبت وجود علاقة بينهما، ولكن قد يرتبط خطر الإصابة بسرطان الثدي بزيادة الأنسجة الضامة في الثدي.

 

أنواع من الدهون تتركز في الجسم منها الصحى والضار

 

1- الدهون تحت الجلد

يقع هذا النوع من الدهون فوق العضلات أسفل الجلد مباشرة، حيث تشكل 90% من نسبة الدهون في أجسامنا، ويعتبر وجود الدهون تحت الجلد بكميات معينة أمرًا طبيعيًا وصحيًا، ومع ذلك، يمكن أن يؤدي تراكم تلك الدهون إلى حدوث خلل في مستوى الهرمونات والإصابة بالحساسية.

 

2- الدهون الحشوية

تعتبر أكثر أنواع الدهون ضررًا للجسم، حيث يتركز هذا النوع من الدهون في منطقة البطن بالقرب من الأعضاء الحيوية، مثل الكلى والأمعاء والقلب وغيرها، وهذا السبب في أنها تعرف أيضًا باسم دهون البطن.قد تزيد الدهون الحشوية من خطر الإصابة بحالات صحية مثل داء السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية وبعض أنواع السرطان وغيرها من الأمراض المزمنة.

 

3- الدهون البنية

توجد الدهون البنية في الغالب عند الأطفال، ويمتلك البالغون أيضًا هذه الأنواع من الدهون ولكن بكميات قليلة حول منطقة الكتفين والصدر، وهو نوع خاص من الدهون يساعد الجسم على حرق السعرات الحرارية الزائدة، وتشير الأبحاث إلى أن درجات الحرارة الباردة يمكن أن تنشط الدهون البنية وتساعدك على حرق المزيد من السعرات الحرارية.

 

4- الدهون الأساسية

 من الدهون ضروري للجسم السليم، يتركز هذا النوع من الدهون في الغالب في المخ ونخاع العظام والأعصاب والأغشية التي تحمي الأعضاء، هذا النوع من الدهون مسئول عن تنظيم الهرمونات التي تتحكم في الخصوبة وامتصاص الفيتامينات وتنظيم درجة حرارة الجسم.

 

 

في الختام، يعد فهم دور الدهون في الجسم أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على الصحة العامة والرفاهية. في حين أن التراكم المفرط للدهون يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مختلفة، فمن المهم أن نتذكر أن الدهون تؤدي وظائف أساسية، مثل العزل وتنظيم الهرمونات. إن السعي وراء نمط حياة متوازن يتضمن نظامًا غذائيًا صحيًا وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحفاظ على وزن صحي هو مفتاح إدارة مستويات الدهون. لذلك، دعونا نتبنى نهجًا شاملاً تجاه الدهون ونعطي الأولوية لأهدافنا الصحية طويلة المدى.